منذ عقود، ظل القمر محورا لأساطير ونظريات مثيرة، بين من يراه مجرد جرم صخري صامت يدور حول الأرض، ومن يعتقد أنه يخفي أسراراً مرتبطة بتاريخ بشري مجهول.
واليوم، تعود الفرضية الأكثر جدلاً إلى الواجهة بعدما تحدث عالم جيولوجيا أمريكي عن “حضارة مفقودة” يزعم أنها ازدهرت على سطح القمر قبل عشرات آلاف السنين.
مزاعم مثيرة من عالم جيولوجيا أمريكي
أثار الكاتب وعالم الجيولوجيا جريج برادن ضجة واسعة بعد أن صرح في مقابلة مع الإعلامي جو روجن بأن رواد الفضاء قد يكتشفون قريباً آثار حضارة بشرية قديمة على سطح القمر تعود إلى نحو 50 ألف عام.
وبحسب برادن، فإن مهمة “تشانغ إي–7” الصينية المقررة عام 2026، والمركبة الهندية “تشاندرايان–4” المنتظرة عام 2028، ستفتحان الباب أمام اكتشافات قد تغيّر نظرتنا إلى تاريخ البشرية.
نقوش وهياكل غامضة؟
يرى برادن أن الصور المقبلة من هذه البعثات قد تظهر هياكل أثرية منقوشة بلغات بشرية يمكن التعرف عليها، قائلاً: “الأدلة تشير إلى أننا لسنا الحضارة الأولى، بل سبقتنا دورة بشرية متقدمة بلغت ذروة التقدم قبل أن تدمر نفسها بالحروب، ويبدو أننا نكرر السيناريو ذاته اليوم”.
ويعيد برادن طرح فرضيات قديمة عرضها في مؤلفاته Deep Truth وMissing Links، والتي تزعم أن حضارة متطورة على الأرض قبل 50 ألف عام امتلكت تقنيات فضائية وغزت القمر قبل أن تختفي في صراعات مدمرة.
العلماء ينفون وناسا ترد
لكن المجتمع العلمي يرفض هذه المزاعم، مؤكداً أن الأدلة المتاحة من عينات القمر وصور ناسا عالية الدقة لا تظهر أي أثر لوجود مبانٍ أو نقوش بشرية.
وفيما يشير برادن إلى “زوايا قائمة” رُصدت في صور مهمة “كليمنتين” كدليل على بناء بشري، تؤكد ناسا أن ما يظهر ليس سوى تكوينات جيولوجية طبيعية.
أسرار أبولو ونظريات المؤامرة
جزء من حجج برادن يستند إلى روايات غير مؤكدة عن رواد فضاء قالوا إنهم شاهدوا أجسام غامضة وهياكل على سطح القمر خلال مهمات أبول دو بل يذهب إلى القول إن نيل أرمسترونغ وباز ألدرين شاهدا جسماً معدنياً ضخماً عام 1969 قبل أن تقطع الاتصالات فجأة.
هذه المزاعم سبق أن وردت في كتاب Dark Moon: Apollo and the Whistle-Blowers (2001)، الذي يُعد من أبرز مصادر “نظريات المؤامرة” الفضائية.
وبينما تواصل وكالات الفضاء خططها المستقبلية لاستكشاف القمر، يبقى الجدل محتدماً بين مؤيدين لنظريات “الحضارات القديمة” ومجتمع علمي يتمسك بالحقائق المثبتة، ما يجعل القمر – حتى الآن – مرآة لتاريخ غير مكتمل وأسئلة بلا إجابات.