أعلنت الحكومتان المصرية والقطرية عن اتفاقهما على تفعيل حزمة استثمارات قطرية كبرى داخل مصر، تبدأ بتوقيع عقد شراكة اقتصادية خلال الأيام المقبلة، في خطوة تعكس مرحلة جديدة من التعاون الاستثماري بين البلدين.
ويستهدف الاتفاق ضخ رءوس أموال في قطاعات العقارات والسياحة والخدمات، ما يعزز مسار التنمية المستدامة في البلاد.
مشروع ضخم في قلب الساحل الشمالي الغربي
أوضح المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري، أن المشروع الجديد سيُقام في منطقتي سملا وعلم الروم بمحافظة مطروح على مساحة 5 آلاف فدان، وسيضم منتجعات وفنادق ومناطق سكنية ومرافق ترفيهية متكاملة.
وأكد أن المشروع يمثل نقلة نوعية في تنمية الساحل الشمالي، مستهدفًا جذب السياحة العائلية ودعم الاقتصاد المحلي.
تعاون يعكس الثقة السياسية
وجاء الإعلان عن الاتفاق خلال القمة الأولى للتحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر التي استضافتها الدوحة، وشهدت لقاءً بين رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ونظيره القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
واعتُبر اللقاء تأكيدًا على رغبة البلدين في توسيع الشراكات الاقتصادية، في خطوة وُصفت بأنها موازية من حيث الطموح لصفقة “رأس الحكمة” الإماراتية.
دعم للتنمية دون المساس بالأصول الوطنية
أكد الحمصاني في تصريحات إعلامية أن المشروع الجديد يخدم أهداف الدولة التنموية، مشددًا على أن الشراكة مع المستثمرين العرب تأتي دون التفريط في الأصول الوطنية، بل لتعظيم العائد منها.
وأوضح أن حفل التوقيع الرسمي سيُعلن قريبًا في القاهرة بحضور مسؤولين من البلدين.
سملا وعلم الروم.. من التاريخ إلى الاستثمار
تقع قرية سملا شرق مدينة مرسى مطروح بنحو 12 كيلومترًا، وتُعد منطقة ذات قيمة تراثية وتاريخية، بينما تشتهر علم الروم بشواطئها الخلابة ومياهها الهادئة، ما يجعلها وجهة مثالية للمشروعات السياحية الكبرى.
ويتميّز موقع المنطقتين بقربهما من مطار مرسى مطروح الدولي، ما يمنحهما ميزة استراتيجية كبيرة لجذب المستثمرين والسياح.
مشروع يربط الماضي بالحاضر
يتميّز الساحل الشمالي الغربي بتراثه الغني وطبيعته الفريدة، ويُتوقع أن يسهم المشروع المصري–القطري في تحويل علم الروم وسملا إلى مدينة متكاملة تضم مرافق عالمية، وميناءً لليخوت، وحدائق خضراء، ونظام نقل حديث، ما يجعلها من أكثر مناطق الساحل الشمالي تكاملًا وتنافسية.
مستقبل مطروح يبدأ من سملا
يمثل هذا المشروع خطوة جديدة في إحياء الساحل الشمالي الغربي ليصبح محورًا اقتصاديًا وسياحيًا جديدًا لمصر على البحر المتوسط.
ومع بدء التنفيذ قريبًا، تتهيأ مطروح لأن تشهد طفرة تنموية كبرى تجعل من سملا وعلم الروم عنوانًا لمرحلة جديدة من الاستثمار العربي في مصر.










