أفادت دراسة حديثة بأن ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات قلبية وعائية بعد الولادة، بما في ذلك النوبة القلبية والسكتة الدماغية وفشل القلب، وربما يصل الأمر إلى الوفاة، خلال 5 سنوات من الإنجاب. وقد أجرى الباحثون في مؤسسة إنترماونتن هيلث الأميركية هذه الدراسة التي شملت تحليل سجلات أكثر من 218 ألف حالة ولادة تخص 157 ألف مريضة.
أوضحت الدراسة أن النساء اللواتي أصبن بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات قلبية مقارنة بغيرهن، مشيرة إلى وجود علاقة طويلة الأمد بين ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل وصحة الأم المستقبلية. وقد راجع الباحثون التشخيصات المتعلقة بارتفاع ضغط الدم المزمن وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، بما يشمل ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل.
نتائج الدراسة حول ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
أظهرت النتائج أن 19.7% من المريضات جرى تشخيصهن بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، مع معظم الحالات خلال الولادة الأولى. وسجلت هذه المجموعة عوامل خطر إضافية للقلب، بما في ذلك السمنة والتدخين والسكري وارتفاع الدهون والاكتئاب والحالة الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة.
توصلت الدراسة إلى أن شدة ارتفاع ضغط الدم كانت مرتبطة بشكل مباشر بارتفاع احتمال الإصابة بمضاعفات قلبية. فقد بلغت أخطار فشل القلب من 3 إلى 13 ضعفًا، والسكتة الدماغية من 2 إلى 17 ضعفًا، والنوبة القلبية من 3 إلى 7 أضعاف، وأمراض الشرايين التاجية من 2 إلى 7 أضعاف، والوفاة من 1.4 إلى 4 أضعاف مقارنة بالنساء اللواتي لم يعانين من ارتفاع ضغط الدم.
تأثير ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل على صحة الأم
أكدت المؤلفة الرئيسية للدراسة، كيسمت راسمسون، أن المخاطر القلبية تمتد إلى جميع النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم، وتزداد في الحالات الشديدة مثل الارتعاج. مشيرة إلى أن العديد من الحوامل لا يزلن يجهلن هذه المخاطر الطويلة الأمد.
ودعت راسمسون إلى تحسين تحديد النساء اللواتي يحملن عوامل الخطر هذه وضمان حصولهن على الرعاية المناسبة في جميع مراحل الحمل وما بعده، مع التركيز على الحالات الشديدة. مشيرة إلى أهمية الرعاية متعددة التخصصات، إذ لم تعد مسؤولية الأطباء وحدهم، بل تتطلب مشاركة طب الأسرة وأمراض القلب في فرق الرعاية.
أهمية المتابعة المنتظمة
شددت الدراسة على أهمية المتابعة المنتظمة للنساء بعد الولادة، لتقييم أي تطورات قلبية مبكرة، بما يشمل تكرار ارتفاع ضغط الدم أو ظهور أعراض قلبية وعائية جديدة. وأكد الباحثون أن تنفيذ بروتوكولات متابعة دقيقة للنساء اللواتي تعرضن لارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يمكن أن يحد من المخاطر ويحسن النتائج الصحية على المدى الطويل.
واعتبرت راسمسون أن النتائج تمثل دعوة لإعادة النظر في برامج الرعاية الصحية للحوامل، خصوصًا في ما يتعلق بالمراقبة القلبية لما بعد الولادة. وإدخال نظم تقييم شاملة تشمل تاريخ ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل وأي عوامل خطر مصاحبة.
من المتوقع أن تؤدي هذه التوصيات إلى تحسين الرعاية الصحية المقدمة للأمهات بعد الولادة، وتقليل المخاطر القلبية المرتبطة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل. كما سيتم متابعة تأثير هذه التغييرات على المدى الطويل لتقييم فعاليتها.










