أعلن مدير جهاز الأمن والاستخبارات الكندي (CSIS) دانيال روجرز عن ارتفاع مقلق في عدد التحقيقات المتعلقة بالإرهاب التي تشمل أشخاصًا تحت سن 18 عامًا، حيث ذكر أن ما يقرب من واحد من كل عشرة تحقيقات تشمل فردًا واحدًا على الأقل تحت هذا السن، مشيرًا إلى أن التطرف عبر الإنترنت يعد عاملاً رئيسيًا وراء هذا الاتجاه.
منذ عام 2014، وقعت نحو 24 هجومًا إرهابيًا عنيفًا في كندا، مما أسفر عن مقتل 29 شخصًا وإصابة ما لا يقل عن 60 آخرين، وفقًا لروجرز. وقد تم تسليط الضوء على هذه القضايا خلال ظهور نادر للمدير العام لجهاز CSIS أمام الجمهور.
تصاعد التطرف بين الشباب
في أغسطس الماضي، تم اعتقال قاصر في مونتريال للاشتباه في تخطيطه لهجوم نيابة عن تنظيم داعش الإرهابي. وقبل ذلك ببضعة أشهر، تم اتهام قاصر يبلغ من العمر 15 عامًا من منطقة إدمونتون بتهمة تتعلق بالإرهاب بعد أن خشيت شرطة الخيالة الكندية الملكية من احتمال ارتكابه عنفًا خطيرًا مرتبطًا بشبكة COM/764، وهي شبكة عبرية عنيفة عابرة للحدود تستغل الأطفال والشباب عبر منصات إلكترونية متاحة على نطاق واسع.
كما أشار روجرز إلى اعتقال مراهقين يبلغ كل منهما 15 عامًا في أوتاوا للاشتباه في التخطيط لهجوم يستهدف الجالية اليهودية في العاصمة الكندية خلال الفترة بين أواخر عام 2023 وأوائل عام 2024.
دور التكنولوجيا في تفاقم التطرف
أوضح روجرز أن “الشباب المتطرفين يمكن أن يسببوا نفس الأضرار التي يسببها المتطرفون البالغون، ولكن الدعم المجتمعي للشباب قد يساعدنا في الكشف المبكر عن التطرف ومنعه”. وأضاف أن “هذه الأرقام المأساوية كانت ستكون أعلى لولا الإجراءات الوقائية التي اتخذها CSIS وشركاؤنا في إنفاذ القانون”.
تعاون CSIS مع شرطة الخيالة الكندية الملكية وشركاء استخبارات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا لإصدار تقرير عام يشدد على تطور قضية الشباب والتطرف العنيف.
دور CSIS في مكافحة التطرف العنيف
منذ عام 2022، شارك CSIS في تعطيل ما لا يقل عن 24 عملًا إرهابيًا عنيفًا، مما أدى إلى اعتقالات أو توجيه اتهامات بالإرهاب. وفي عام 2024، لعب CSIS دورًا رئيسيًا في إحباط مخططين إرهابيين مرتبطين بتنظيم داعش، حيث تم اعتقال والده وابنه للاشتباه في تخطيطهما لهجوم في منطقة تورونتو.
أشار روجرز إلى أن التطرف ينجم عن “تآكل التماسك الاجتماعي وزيادة الاستقطاب والأحداث العالمية الهامة”، مما يوفر تربة خصبة للتطرف. وأضاف أن “الكثير من الذين يلجأون إلى العنف يتطرفون عبر الإنترنت بشكل حصري ودون توجيه من الآخرين، ويستخدمون التكنولوجيا للقيام بذلك بشكل سري ومجهول، مما يمثل تحديًا كبيرًا لقدرة المحققين لدينا على مواكبة ذلك وتحديد ومنع أعمال العنف”.
من المتوقع أن يستمر CSIS في تعزيز جهوده لمكافحة التطرف العنيف، خاصة مع استمرار التطورات في التكنولوجيا وتأثيرها على انتشار الأفكار المتطرفة. وفي ضوء ذلك، سيظل الوضع تحت المراقبة المستمرة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع المزيد من الهجمات.










