أعلن معهد روبرت كوخ الألماني للأمراض المعدية عن رصد فيروس شلل الأطفال في عينات من مياه صرف صحي، مما يثير القلق بشأن احتمال عودة انتشار المرض في ألمانيا. وبحسب المعهد، فإن الفيروس الذي تم رصده هو الفيروس الأصلي لشلل الأطفال من النوع 1، والذي لم يتم تسجيل أي إصابات به في ألمانيا منذ أكثر من 30 عامًا.
جاء هذا الاكتشاف بعد أن بدأت السلطات الألمانية في عام 2021 في أخذ عينات بيئية من مياه الصرف الصحي لرصد انتشار الأمراض المعدية، ومنها شلل الأطفال. وقد أثار هذا الاكتشاف قلقًا بشأن احتمال انتشار الفيروس، خاصة أن ألمانيا تعتبر واحدة من الدول التي تم القضاء على شلل الأطفال فيها.
ارتفاع معدلات التطعيم يقلل من الخطورة
ومع ذلك، يؤكد معهد روبرت كوخ أن الخطورة التي يشكلها الفيروس على السكان في ألمانيا لا تزال منخفضة للغاية، ويرجع ذلك إلى ارتفاع معدلات التطعيم ضد شلل الأطفال في البلاد. وقد أكد المعهد أن التغطية الواسعة بالتطعيم ضد شلل الأطفال في ألمانيا تقلل من خطر انتشار الفيروس.
وأشار المعهد إلى أنه لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات بشرية بالفيروس، مما يوحي بأن الفيروس لم ينتشر بعد بين السكان. ومع ذلك، فإن رصد الفيروس في مياه الصرف الصحي يشير إلى أن هناك احتمالًا لانتشار الفيروس في المستقبل.
جهود عالمية للقضاء على شلل الأطفال
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رصد فيروس شلل الأطفال في أوروبا منذ عام 2010، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وقد أكدت المنظمة أن هذا الاكتشاف يؤكد أن لا يوجد بلد محصن من انتشار شلل الأطفال، رغم الجهود العالمية للقضاء على المرض.
وتجدر الإشارة إلى أن شلل الأطفال هو مرض معدي يسببه فيروس شلل الأطفال، ويمكن أن يؤدي إلى شلل دائم أو وفاة في بعض الحالات. وقد بذلت الجهود العالمية لتطعيم الأطفال ضد المرض والقضاء عليه، ولكن لا يزال هناك تحديات تواجه هذه الجهود.
المتابعة المستمرة
وفي هذا السياق، أكد معهد روبرت كوخ أن السلطات الألمانية ستستمر في رصد مياه الصرف الصحي لاكتشاف أي انتشار محتمل للفيروس. كما ستستمر في تعزيز جهود التطعيم ضد شلل الأطفال لضمان حماية السكان.
وفي الختام، يتوقع أن تستمر السلطات الألمانية في متابعة الوضع عن كثب، وتقييم الخطورة المحتملة للفيروس. ومن المتوقع أن يتم اتخاذ إجراءات إضافية لتعزيز التطعيم والوقاية من المرض في حالة الحاجة إليها.










