أثارت غيابات ثلاثة ضباط كبار صينيين خلال مراسم تدشين حاملة طائرات جديدة في هاينان تساؤلات حول تأثير حملة التطهير التي يقودها الرئيس شي جين بينج على جاهزية الجيش الصيني للحرب. وأشارت لقطات تلفزيونية رسمية إلى غياب الأدميرال هو تشونج مينج، قائد البحرية الصينية، والأدميرال وو يانان، قائد المسرح الجنوبي، والأدميرال وانج ونكوان، المفوض السياسي للأركان الإقليمية.
جاءت هذه الغيابات في سياق موجة جديدة من الإقالات لضباط الجيش الصيني، مما يشير إلى أن حملة شي باتت تشمل أعداداً كبيرة من المسؤولين الذين يشغلون أدواراً قيادية حيوية. ونقلت صحيفة “فاينانشال تايمز” عن مسؤول أميركي مطلع على الموضوع قوله إن هذه التطورات “تؤثر على العمليات القتالية في الخطوط الأمامية للجيش”.
حملة التطهير وتأثيرها على الجيش الصيني
أشارت الصحيفة إلى أن غياب الأدميرالات الثلاثة جاء بعد إعلان بكين عن إقالة عشرة ضباط كبار آخرين في الجيش، من بينهم هو ويدونج، الذي كان يشغل المنصب الثالث في سلسلة القيادة العسكرية. وأوضحت أن الأدميرالين مينج ويانان كانا من بين 27 ضابطاً كبيراً لم يحضروا اجتماعاً حاسماً للجنة المركزية للحزب الشيوعي.
ولفتت إلى أن رؤساء جميع الألوية الخمس للجيش الصيني، ما عدا واحد، إما غير معروف مكانهم حالياً أو يخضعون للتحقيق أو تمت إقالتهم. وأضافت أن قيادات البحرية والقوات البرية تعرضت للاستهداف بعد قيادة القوة الصاروخية.
تأثير التطهير على جاهزية الجيش
ومع ذلك، حذر خبراء من الاستنتاج بأن عمليات التطهير قد أضعفت الجاهزية القتالية للقوات، مشيرين إلى وجود عوامل أخرى قد تفسر التغيرات في مناورات الجيش حول تايوان. ونقلت الصحيفة عن خبراء لهم صلات بالجيش التايواني قولهم إن إقالة ويدونج أدت إلى تغيير في استراتيجية الجيش الصيني.
وأشار التقرير إلى أن الجيش الصيني أرسل عدداً أقل بكثير من المقاتلات التي عبرت خط المنتصف لمضيق تايوان منذ مايو الماضي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. كما انخفضت منذ يوليو أعداد الرحلات الجوية العسكرية قرب المجال الجوي لتايوان.
استراتيجية الجيش الصيني و”أهداف سياسية أوسع”
قال جيمس تشار، أستاذ مساعد في كلية الدراسات الدولية في سنغافورة، إن التغيرات في نشاط الجيش الصيني قد تكون مرتبطة بإقالة القادة في الخطوط الأمامية من مناصبهم، وربما أيضاً بالسياق الإقليمي أو بالسياسة الداخلية في تايوان نفسها. وأضاف أن الصين قد تتجنب التحركات المثيرة للجدل للجيش لاستغلال انتخاب الرئيس الجديد في تايوان.
ومع ذلك، يحذر المراقبون من أن اتساع حملة التطهير التي يقودها الرئيس الصيني قد يكون له تداعيات كبيرة على الجيش الشعبي لسنوات مقبلة. وقال تشار: “قد يكون هناك مئات آخرون ممن قد يتأثرون ضمن المكاتب التابعة للجنة العسكرية المركزية”.
تعديلات إدارية وتأثيرها على الجيش
منذ إقالة مياو هوا، أطلق شي حملة واسعة ضد المفوضين السياسيين في الجيش. وأعلنت صحيفة الجيش الشعبي عن مجموعة جديدة من اللوائح لتصحيح سلوك الكوادر السياسية، مما قد يؤدي إلى موجات جديدة من التطهير.
واعتبر محللون أن جهود الإصلاح هذه تهدف إلى معالجة نقاط الضعف الهيكلية الناجمة عن نظام السيطرة السياسية على الجيش. ولفت التقرير إلى قلق بعض المراقبين بشأن تأثير تعيين أعداد كبيرة من القادة الجدد على عقلية ضباط الجيش الصيني.
وفي الختام، يبقى تأثير حملة التطهير على جاهزية الجيش الصيني للحرب غير واضح. ومن المتوقع أن تستمر التطورات في الأسابيع المقبلة، مع متابعة المراقبين للتغيرات في استراتيجية الجيش ومدى تأثيرها على المنطقة.










