دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدول المجاورة إلى الانضمام إلى إسرائيل في جهودها لطرد حركة حماس من المنطقة. يأتي هذا التطور بعد اعتماد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لخطة السلام التي وضعها الرئيس السابق دونالد ترامب لقطاع غزة، والتي تتضمن إنهاء الحرب ونشر قوة دولية لتحقيق الاستقرار. وتسعى إسرائيل إلى تعزيز العلاقات مع الدول العربية وتوسيع اتفاقيات أبراهام.
خطة السلام في غزة وتصعيد الدعوات لطرد حماس
أعلنت مكتب نتنياهو، على منصة X، أن إسرائيل تمد يدها نحو السلام والازدهار لجميع جيرانها، داعيةً إياهم إلى تطبيع العلاقات معها والمشاركة في جهود استئصال حماس وأنصارها من المنطقة. تأتي هذه الدعوة في أعقاب تبني مجلس الأمن الدولي لخطة السلام لغزة، وهي خطة تهدف إلى إنهاء القتال المستمر منذ عامين ووضع أسس لاستقرار دائم. وصفت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، غزة بأنها “جحيم على الأرض” قبل التصويت.
تفاصيل خطة ترامب
تتضمن خطة ترامب، التي حصلت على 14 صوتًا مؤيدًا مع امتناع روسيا والصين، نزع سلاح كامل لقطاع غزة والتخلص من التطرف. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطة إلى إنشاء قوة دولية للإشراف على عملية الانتقال. وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن الخطة تمثل فرصة حقيقية لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة بشرط الالتزام الكامل بنزع السلاح والتخلص من الأيديولوجيات المتطرفة.
إضافة إلى ذلك، دعت إسرائيل إلى الإفراج عن جثامين الرهائن الثلاثة المتبقين: رون جفيلي ودور أور وسودثيساك رينثالاك. ويأتي هذا الطلب في سياق الجهود المستمرة لإنهاء ملف الأسرى.
توسيع اتفاقيات أبراهام كهدف استراتيجي
تعرب إسرائيل عن أملها في أن تؤدي خطة السلام إلى توسيع نطاق اتفاقيات أبراهام التي تم التوصل إليها خلال فترة ولاية الرئيس ترامب الأولى. وقد نجحت هذه الاتفاقيات في تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب.
وصرح مكتب نتنياهو بأن هذه الخطة “ستؤدي إلى مزيد من اندماج إسرائيل وجيرانها بالإضافة إلى توسيع اتفاقيات أبراهام”. وأضاف أن قيادة ترامب الرائدة ستساعد في قيادة المنطقة نحو السلام والازدهار وتحالف دائم مع الولايات المتحدة.
وفي سياق متصل، صرح مسؤول كبير في إدارة ترامب في أكتوبر الماضي، مع بدء تنفيذ الصفقة في إسرائيل وغزة، بأن الولايات المتحدة تنظر إلى نهاية الحرب كفرصة لتوسيع نطاق الاتفاقيات. وأشار المسؤول إلى وجود “زخم إيجابي” يمكن أن يؤدي إلى “تحسين المشاعر وفتح الباب أمام فرص لتوسيع اتفاقيات أبراهام – لتغيير نبرة المنطقة حقًا.”
مواقف إقليمية ودولية
تعتبر هذه الخطة بمثابة نقطة تحول محتملة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكن مدى نجاحها يعتمد على التزام جميع الأطراف المعنية بتنفيذها. يراقب المجتمع الدولي عن كثب التطورات، مع وجود اختلافات في وجهات النظر حول مدى واقعية الخطة وقدرتها على تحقيق السلام المستدام. إن مستقبل الوضع في غزة لا يزال غير واضح.
تشهد المنطقة تحولات جيوسياسية متسارعة، والتي تؤثر بشكل كبير على عملية السلام. ومن بين التحديات الرئيسية التي تواجه الخطة، مسألة الثقة بين الأطراف المتنازعة، والوضع الإنساني المتدهور في غزة، وتهديد الجماعات المتطرفة. كما أن استمرار التوترات الإقليمية يمثل عقبة أمام تحقيق الاستقرار الدائم. هناك أيضاً قلق متزايد بشأن دور الفاعلين الآخرين في المنطقة، مثل إيران وحزب الله.
من المتوقع أن يتطلب تنفيذ الخطة وقتاً وجهداً كبيرين، بالإضافة إلى دعم دولي واسع النطاق. ومن بين الخطوات التالية المتوقعة، تشكيل الحكومة الانتقالية في غزة، والبدء في عملية نزع السلاح، وتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين. لا يزال مستقبل السلام الإسرائيلي الفلسطيني معلقًا على هذه التطورات.
في الختام، يمثل اعتماد مجلس الأمن لخطة السلام في غزة خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها لضمان نجاح الخطة. سيراقب المراقبون عن كثب التقدم المحرز في تنفيذ الخطة، والأثر الذي ستحدثه على مستقبل العلاقات بين إسرائيل وجيرانها. الخطوة التالية الحاسمة هي تشكيل القوة الدولية وتحديد جدول زمني واضح لنزع السلاح وإعادة الإعمار.










