يتصاعد التوتر في سباق بطولة الفورمولا 1 مع اقتراب الجائزة الكبرى في لاس فيغاس هذا الأسبوع، حيث يؤكد رئيس فريق ماكلارين أندريا ستيلا أن فريقه “ليس ساذجًا” في ظل اشتداد المنافسة على اللقب. تُعد لاس فيغاس بداية سلسلة سباقات ثلاثية تختتم الموسم، حيث يتقدم لاندو نوريس على زميله أوسكار بياستري بفارق 24 نقطة، وعلى ماكس فيرستابن بفارق 49 نقطة، مما يجعله منافسًا قويًا على الفوز بـبطولة الفورمولا 1.
يُعتبر نوريس المرشح الأوفر حظًا للفوز بلقب العالم بعد تحقيقه أقصى عدد من النقاط في سباقي نهاية الأسبوع الماضيين في مكسيكو سيتي وساو باولو. من المتوقع على نحو متزايد أن يتحول الصراع على البطولة إلى مواجهة بين سائقي ماكلارين في الحدث قبل الأخير في قطر في الفترة من 28 نوفمبر إلى 30 نوفمبر، أو في الجائزة الكبرى أبو ظبي التي تختتم الموسم في الفترة من 5 ديسمبر إلى 7 ديسمبر. إلا أن ستيلا لا يشعر بالقلق تجاه أي توتر قد ينشأ بين سائقيه.
ماكلارين مصمم على الحفاظ على الصدارة في سباق بطولة الفورمولا 1
صرح ستيلا قائلًا: “نحن لسنا ساذجين. نحن نعلم أن الضغط كبير. نعلم أن الرهان كبير، لكننا سنواصل الاعتماد على إطار عملنا ومبادئنا والمحادثات الجيدة”. وأضاف أن نوريس وبياستري أظهرا حتى الآن دعمًا متبادلًا قويًا، وأن هذا الدعم يمتد ليشمل الفريق بأكمله. وأشار إلى أن ماكلارين في وضع قوي ويعمل بجد للحفاظ على هذا الوضع حتى نهاية البطولة.
تذكر تقارير أن آخر معركة بين زملاء الفريق على اللقب كانت في عام 2016، عندما تمكن نيكو روزبرج من الفوز على لويس هاميلتون، ثم أعلن بشكل مفاجئ اعتزاله الفورمولا 1. يذكر أن فريق مرسيدس واجه توترات متصاعدة بين روزبرج وهاميلتون لمدة ثلاثة مواسم متتالية، من عام 2014 إلى عام 2016، وهو ما أقر توتو وولف رئيس الفريق أنه كان يمكن التعامل معه بشكل أفضل.
التعامل مع الضغوط والتنافس الداخلي
يرى وولف أن ماكلارين تعاملت بشكل جيد مع السماح لسائقيها بالتنافس بحرية. وأشار إلى أن السيناريو الأقل احتمالًا هو أن يتسبب السائقان في اصطدام أو إقصاء بعضهما البعض. وأوضح أن نوريس لديه فارق نقاط كبير، ولكنه لا يزال بحاجة إلى الحذر لتجنب الانسحاب من أي سباق. وشدد على أن المنافسة الشديدة بين نوريس وبياستري تسهم في إظهار أفضل أداء لديهما.
من جانبه، أكد نوريس أنه لا يزال يركز على تقديم أفضل ما لديه في كل سباق، وأنه سعيد بالأداء القوي الذي يقدمه. وأضاف أن الفوز بالسباق في البرازيل كان مجرد نتيجة طبيعية للعمل الجاد والاستعداد الجيد، وأنه لا يزال الطريق طويلاً أمام البطولة. ويرفض نوريس التفاؤل المفرط، مفضلًا التركيز على التحسين المستمر.
أبدى جنون بوتلن، المحلل في Sky Sports F1، إعجابه بقدرة نوريس على التعامل مع الضغوط النفسية، واصفًا إياها بأنها جزء أساسي من نجاحه. وأشار إلى أن نوريس تخطى العقبات والتحديات ليصبح الآن في وضع قوي للفوز باللقب.
تحديات فيرستابن ومستقبل البطولة
في المقابل، تبدو فرص ماكس فيرستابن في الفوز بالبطولة ضئيلة بعد أن وسّع نوريس الفارق بينهما إلى 49 نقطة. ويتطلب الأمر أداءً مثاليًا من فيرستابن وإخفاقات من نوريس لكي يعود فيرستابن إلى المنافسة. وشدد رئيس فريق ريد بول، لورنت مكيز، على أهمية التركيز على تحسين أداء الفريق في كل سباق، دون التفكير في السيناريوهات المحتملة.
من المتوقع أن يكون سباق لاس فيغاس اختبارًا حقيقيًا لقدرة ماكلارين على الحفاظ على صدارتها، نظرًا للظروف المناخية والتحديات الفنية التي قد تواجه الفريق. في الوقت نفسه، يسعى فيرستابن إلى استعادة بعض الثقة وتحقيق نتيجة إيجابية لإنعاش آماله في الدفاع عن لقبه.
المرحلة القادمة من بطولة العالم للفورمولا 1 ستكون حاسمة، حيث ستكشف عن مدى قدرة ماكلارين على التعامل مع الضغوط والتنافس الشديد. ستشهد نهاية الموسم سلسلة من السباقات المثيرة، ومن المتوقع أن تتأجل حسم اللقب حتى الجولة الأخيرة في أبو ظبي، مما يضيف المزيد من التشويق والإثارة إلى البطولة.










