قال الممثل كيفن سبيسي إنه لم يعد يمتلك منزلاً دائماً، ويعيش في الفنادق والشقق المؤقتة، بعد ثماني سنوات من توقف مسيرته المهنية في هوليوود بسبب اتهامات بسلوك جنسي غير لائق. تأتي هذه التصريحات في وقت يسعى فيه سبيسي للعودة إلى العمل في صناعة السينما والتلفزيون، بعد فترة عصيبة شهدت اتهامات ومحاكمات، انتهت بتبرئته في العديد من القضايا. كيفن سبيسي يواجه تحديات في إعادة بناء حياته المهنية والمالية.
أفاد سبيسي في مقابلة مع صحيفة التليجراف البريطانية يوم الأربعاء، 19 نوفمبر، بأنه فقد منزله في بالتيمور بولاية ماريلاند، حيث عاش لمدة 12 عامًا، “بسبب التكاليف الفلكية على مدار السنوات السبع الماضية. كان لدي القليل جدًا من الدخل والكثير من النفقات”. يعكس هذا الوضع المالي الصعب التداعيات المستمرة للاتهامات التي واجهها.
الخلفية القانونية والمهنية لكيفن سبيسي
بدأت هذه الأحداث في أكتوبر 2017، عندما اتهمه الممثل أنتوني راب بسوء السلوك الجنسي في عام 1986، عندما كان راب يبلغ من العمر 14 عامًا. ونتيجة لذلك، تم إسقاط سبيسي من مسلسله الشهير “House of Cards” ومشاريع أخرى. في عام 2022، قضت المحكمة بأنه غير مسؤول في دعوى قضائية رفعها راب وطالب بتعويض قدره 40 مليون دولار. وفي العام التالي، تمت تبرئة سبيسي من قبل هيئة محلفين في محاكمة بريطانية تتعلق باتهامات من أربعة رجال.
صرح سبيسي في المقابلة الأخيرة بأن وضعه المالي “ليس على ما يرام”، موضحًا: “أقيم في الفنادق، وأستأجر شققًا عبر Airbnb، وأذهب إلى حيث يوجد العمل. حرفيًا، ليس لدي منزل”. يوضح هذا التصريح مدى التغيرات الجذرية في حياة الممثل بعد الاتهامات والمحاكمات.
الوضع المالي وتأثيره على الحياة المهنية
وأضاف سبيسي أنه “يتجاوز الأمر. بطرق غريبة، أشعر أنني عدت إلى حيث بدأت، وهو أنني ذهبت إلى حيث كان العمل”. وأشار إلى أن جميع متعلقاته في التخزين، ويأمل في أن يتمكن من تحديد مكان للاستقرار بمجرد تحسن الأوضاع. يعكس هذا تصميمه على العودة إلى الحياة الطبيعية والمهنية.
وعبر الممثل الحائز على جائزتي أوسكار عن أمله في استعادة مكانته في هوليوود. وأفاد بأنه “على اتصال ببعض الأشخاص النافذين للغاية الذين يرغبون في إعادتي إلى العمل. وهذا سيحدث في الوقت المناسب”.
إلا أنه أشار أيضًا إلى أن الصناعة قد تكون “في انتظار الحصول على إذن” من شخص يحظى باحترام كبير. واقترح أن مكالمة هاتفية من مخرجين بارزين مثل مارتن سكورسيزي أو كوينتين تارانتينو يمكن أن تغير مسار الأمور. هذه التصريحات تشير إلى الاعتماد على دعم الشخصيات المؤثرة في الصناعة.
في الوقت الحالي، يشارك سبيسي في عرض فردي بعنوان “Kevin Spacey: Songs & Stories”، والذي قدمه مؤخرًا في قبرص، كجزء من جهوده لإعادة إطلاق حياته المهنية. هذا العرض يمثل خطوة مهمة نحو استعادة ثقة الجمهور والمنتجين.
وأوضح سبيسي أن السنوات السبع الماضية منحته “الكثير من الفرص للتفكير وتذكر ما أنا ممتن له والأشخاص في حياتي”. وأضاف أن فكرة الجمع بين القصص والموسيقى جاءت بشكل طبيعي، من خلال أداء أغاني لطالما رغب في غنائها، حتى لو كان ذلك في الحمام.
سبق أن أعربت نجمات مثل شارون ستون وليام نيسون عن دعمهما لعودة سبيسي إلى هوليوود. وقالت ستون لصحيفة التليجراف في عام 2024: “لا أستطيع الانتظار لرؤية كيفن يعود إلى العمل. إنه عبقري. إنه أنيق وممتع وكريم للغاية، ويعرف الكثير عن مهنتنا أكثر مما نعرفه معظمنا”.
يمثل الوضع الحالي لكيفن سبيسي حالة فريدة في هوليوود، حيث يسعى إلى إعادة بناء حياته المهنية بعد فترة من الجدل القانوني والإعلامي. وقدرته على العودة إلى دائرة الضوء تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك دعم الشخصيات المؤثرة في الصناعة، وقبول الجمهور لأعماله الجديدة، وقدرته على تجاوز التحديات المالية التي تواجهه. من المتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة تطورات مهمة في مسيرة سبيسي، خاصة إذا تلقى عروض عمل من مخرجين كبار مثل سكورسيزي أو تارانتينو، وهو ما قد يمهد الطريق لعودة قوية إلى الشاشات في المستقبل القريب. مستقبل كيفن سبيسي المهني لا يزال غير مؤكدًا، ولكنه يثير اهتمامًا كبيرًا في الأوساط الفنية والإعلامية.










