تعرضت مجموعة من الطلاب والمعلمين لهجوم من قبل دب رمادي بالقرب من بلدة بيلا كولا في مقاطعة كولومبيا البريطانية الكندية يوم الخميس. وأفادت السلطات أن المعلمين تمكنوا من صد الدب باستخدام رذاذ الفلفل وأداة إطلاق صوت عالية. هذا الحادث، الذي أدى إلى إصابة أحد عشر شخصًا، يسلط الضوء على المخاطر المحتملة عند التواجد في بيئة الدببة البرية، وأهمية الاستعداد لمواجهة مثل هذه المواقف.
وقع الهجوم في منطقة تعتبر موطنًا للدببة الرمادية، وأصابت المجموعة أثناء سيرها على أحد المسارات الجبلية. تم نقل المصابين، الذين شملوا طلابًا في الصفين الرابع والخامس، إلى مستشفى بيلا كولا قبل نقل اثنين منهم في حالة حرجة واثنين آخرين في حالة خطيرة إلى فانكوفر لتلقي المزيد من الرعاية الطبية.
هجوم دب في كولومبيا البريطانية: تفاصيل الحادث والاستجابة
وفقًا لبيان صادر عن خدمة الحفاظ على البيئة في كولومبيا البريطانية، فإن الدب هاجم المجموعة بشكل مفاجئ أثناء توقفهم على المسار. ولم يُعرف سبب الهجوم على الفور، ولكن السلطات تعمل على تحديد ما إذا كان الدب يعاني من إصابات سابقة قد تكون ساهمت في سلوكه العدواني. إطلاق صوت عالٍ (bear banger) ورذاذ الفلفل هما من الأدوات الشائعة المستخدمة لردع الدببة.
الإصابات والرعاية الطبية
تم تقديم الإسعافات الأولية لسبعة من المصابين في مكان الحادث، بينما تلقى أربعة آخرون رعاية طبية إضافية في المستشفى. وصرحت الخدمات الصحية في كولومبيا البريطانية بأن حالتين تعتبران خطيرتين، مما يستدعي نقلهما العاجل إلى فانكوفر. تتراوح الإصابات من خدوش وكدمات وحتى إصابات أكثر خطورة نتيجة لعضة الدب أو الخدش.
أعربت تامامارا ديفيدسون، وزيرة البيئة والمتنزهات في كولومبيا البريطانية، عن تقديرها وشكرها للمعلمين الذين تصدوا للدب، واصفة إياهم بـ “الأبطال الحقيقيين”. وأضافت أن المعلمين كانوا مستعدين جيدًا للتعامل مع مثل هذه المواقف، مما ساهم في تقليل الأضرار. هذا يبرز أهمية برامج السلامة والتدريب على التعامل مع الحيوانات البرية.
التحقيقات المستمرة والبحث عن الدب
تواصل خدمة الحفاظ على البيئة في كولومبيا البريطانية تحقيقاتها في الحادث لتحديد الظروف الدقيقة التي أدت إلى الهجوم وتقييم أي مخاطر محتملة على المجتمع المحلي. وتشمل التحقيقات جمع الأدلة من مكان الحادث وتحديد هوية الدب المتورط، بالإضافة إلى استجواب الشهود.
وفي الوقت نفسه، تجري عمليات بحث عن الدب في المنطقة المحيطة ببيلا كولا. تشير التقارير الأولية إلى أن الدب قد يكون مصابًا، مما قد يجعله أكثر عرضة للهجوم. الهدف من البحث هو تأمين المنطقة والتأكد من عدم وجود تهديد إضافي للجمهور.
تتعاون السلطات بشكل وثيق مع أمة نوكسالك (Nuxalk Nation)، وهي جماعة السكان الأصليين التي تعيش في المنطقة، لتبادل المعلومات والتأكد من سلامة المجتمع. تعتبر هذه الشراكة ضرورية نظرًا للمعرفة العميقة التي تتمتع بها أمة نوكسالك بأراضيها وحيواناتها البرية.
تعتبر هجمات الدببة نادرة نسبيًا في كولومبيا البريطانية، ولكنها تحدث من وقت لآخر، خاصة في المناطق النائية حيث تتداخل المساكن البشرية مع مواطن الدببة الطبيعية. الوقاية هي المفتاح لتقليل خطر التعرض لهجوم الدب، وتشمل اتخاذ الاحتياطات اللازمة أثناء التنزه في المناطق المعروفة بوجود الدببة، مثل حمل رذاذ الفلفل وإصدار الضوضاء لتنبيه الدببة بوجودك.
هذا الحادث يذكرنا بأهمية احترام الحياة البرية والتعامل معها بحذر. الدببة حيوانات قوية ويمكن أن تكون خطيرة إذا شعرت بالتهديد أو إذا كانت تحمي صغارها. إن اتباع إرشادات السلامة والاستعداد لمواجهة مواقف محتملة يمكن أن يساعد في تقليل خطر التعرض للهجوم.
حماية الحياة البرية وبرامج التوعية العامة بتصرفات الدببة تلعب دورًا حيويًا في تقليل الصراعات بين الإنسان والحياة البرية. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر فهم سلوك الدببة و دورة الحياة أمرًا ضروريًا.
ويتوقع أن تستمر عمليات البحث عن الدب خلال الأيام القليلة المقبلة، مع التركيز على تحديد موقعه وتقييم حالته. في حالة القبض على الدب، ستقوم السلطات بتقييم ما إذا كان من الضروري نقله إلى مكان آخر أو اتخاذ إجراءات أخرى لحماية الجمهور. تعتمد هذه القرارات على تقييم شامل للظروف الفردية.










