أظهرت ميزة جديدة على منصة X (تويتر سابقًا) أن عددًا من الحسابات المؤيدة للرئيس السابق دونالد ترامب، والمعروفة بتوجهاتها “MAGA” (Make America Great Again)، تُدار من قبل أشخاص مقيمين في الخارج. وقد استمر الرئيس ترامب في الترويج لبعض هذه الحسابات حتى بعد الكشف عن أصحابها الفعليين، مما يثير تساؤلات حول التأثير الأجنبي على الخطاب السياسي الأمريكي عبر الإنترنت. وتُعد هذه القضية جزءًا متزايد الأهمية من نقاش التأثير الأجنبي على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكشفت الميزة الجديدة عن أن العديد من هذه الحسابات، التي تتمتع بقواعد جماهيرية كبيرة وتدعي تمثيل آراء المحافظين في ولاية تكساس أو الترويج لمبادئ “أمريكا أولاً”، تُدار في الواقع من دول مثل تشيلي ونيجيريا وروسيا ودول أوروبا الشرقية. هذا الاكتشاف يلقي بظلال من الشك على أصالة هذه الحسابات وتأثيرها على الرأي العام.
التحقيقات تكشف شبكة من الحسابات الأجنبية المؤثرة في X
غالبًا ما تنشر هذه الحسابات محتوى حول قضايا مثيرة للانقسام، بما في ذلك الهجرة والنوع الاجتماعي وقضايا الشرق الأوسط. على سبيل المثال، تم الكشف عن حساب تم التحقق منه باسم “MAGA NATION” يضم ما يقرب من 400 ألف متابع، وأنه يُدار من دولة في أوروبا الشرقية ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي.
وبالمثل، تم تعليق حساب آخر، كان يروج لأخبار عن إيفانكا ترامب ويضم أكثر من مليون متابع، بعد اكتشاف أنه كان يعمل من نيجيريا. هذه الأمثلة تثير مخاوف بشأن مدى انتشار هذه الظاهرة وتأثيرها المحتمل على العمليات الديمقراطية.
ترامب يعزز الحسابات المثيرة للجدل
في يوم السبت، شارك الرئيس ترامب عبر منصته Truth Social لقطة شاشة لمنشور من حساب باسم “Fan Trump Army”. هذا الحساب يضم أكثر من 500 ألف متابع ويستخدم صورة ترامب كصورة لملفه الشخصي. وكشفت ميزة تحديد الموقع في X أن صاحب الحساب يتخذ من الهند مقرًا له.
جدير بالذكر أن هذا الحساب يتابعه عدد من الأشخاص الذين أدينوا بسبب مشاركتهم في اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، بالإضافة إلى مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين. وقد قام صاحب الحساب مؤخرًا بتغيير سيرته الذاتية لتشمل عبارة “هندي يحب أمريكا، الرئيس ترامب، ماسك!”، بينما لم تذكر النسخ السابقة من السيرة الذاتية أي إشارة إلى أن الحساب يُدار من الهند.
وفي يوم الأحد، شارك الرئيس ترامب أيضًا لقطة شاشة من منشور في حساب تم التحقق منه باسم “Commentary Donald J. Trump”. تضمن المنشور سؤالًا استفزازيًا: “هل توافق على أن الأجانب المولودين يجب أن يُمنعوا من الترشح للمناصب؟ نعم أم لا؟”، بالإضافة إلى صورة للنائبة إلهان عمر إلى جانب زميلها عمر فاتح، وهو سياسي أمريكي صومالي الأصل.
وأظهرت ميزة تحديد الموقع في X أن حساب “Commentary Donald J. Trump” يُدار من مكان ما في إفريقيا. وقد أثارت مشاركة ترامب لهذا المنشور ردود فعل واسعة النطاق، حيث دعا العديد من المستخدمين إلى حظر الأجانب المولودين من الترشح للمناصب وطالبوا البعض الآخر بترحيل عمر وفاتح. هذا يشير إلى فعالية هذه الحسابات في إثارة وتضخيم المواقف المتطرفة حول قضايا الاستقطاب السياسي.
التداعيات المحتملة لـ التأثير الأجنبي على X
تأتي هذه التطورات في أعقاب جهود متزايدة لمكافحة المعلومات المضللة والتدخل الأجنبي على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد أدخلت X ميزة تحديد المواقع بهدف زيادة الشفافية ومكافحة الحسابات المزيفة والوهمية. إلا أن الكشف عن هذه الشبكة من الحسابات يثير تساؤلات حول فعالية هذه الإجراءات.
يشير الخبراء إلى أن هذه الحسابات قد تكون جزءًا من حملة أوسع تهدف إلى التأثير على الرأي العام الأمريكي والتدخل في الانتخابات. كما أن استخدام أسماء أعضاء عائلة ترامب وصوره في هذه الحسابات قد يكون تكتيكًا متعمدًا لجذب المتابعين وزيادة المصداقية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه القضية تسلط الضوء على أهمية التنظيم الذاتي لمنصات التواصل الاجتماعي ومسؤوليتها في مكافحة التلاعب بالرأي العام. ومع تزايد الاعتماد على هذه المنصات كمصدر للمعلومات، يصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى ضمان سلامة وشفافية المحتوى الذي يتم نشره.
من المتوقع أن تواصل X تحسين ميزات تحديد المواقع وزيادة الرقابة على الحسابات المشبوهة. كما من المحتمل أن يشهد الكونجرس الأمريكي ضغوطًا متزايدة لاتخاذ إجراءات تنظيمية للحد من التأثير الأجنبي على وسائل التواصل الاجتماعي. يجب مراقبة ردود فعل X وتصرفات الرئيس ترامب عن كثب في الأسابيع القادمة لتقييم التداعيات الكاملة لهذه القضية المتصاعدة.










