احتجزت سلطات الهجرة والجمارك الأمريكية امرأة تربطها صلة عائلية بمتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، بعد اعتقالها في ولاية ماساتشوستس. هذه القضية، المتعلقة بـترحيل برونا كارولين فيريرا، تثير تساؤلات حول تطبيق قوانين الهجرة وتأثيرها على الأسر. وتأتي هذه الأحداث في ظل تشديد الإجراءات المتعلقة بالهجرة غير الشرعية في الولايات المتحدة.
وفقًا لمصادر إخبارية، تم اعتقال فيريرا، وهي مواطنة برازيلية، بالقرب من بوسطن في الثاني عشر من نوفمبر. وتشير التقارير إلى أنها والدة ابن شقيق ليفيت، إلا أن المتحدثة باسم البيت الأبيض لم تتحدث مع فيريرا لسنوات. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن فيريرا تجاوزت مدة الإقامة المسموح بها في تأشيرة سياحية منذ عام 1999.
تفاصيل قضية ترحيل برونا كارولين فيريرا
أكد متحدث باسم وزارة الأمن الداخلي أن فيريرا كانت تقيم في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني. وأضاف المتحدث أن سجلها يتضمن اتهامًا سابقًا بالاعتداء، وأنها تخضع حاليًا لإجراءات الترحيل. هذه الإجراءات تتبع انتهاء صلاحية تأشيرتها السياحية قبل أكثر من عقدين.
ومع ذلك، أوضح محامي فيريرا أنها كانت في السابق مستفيدة من برنامج تأجيل إجراءات الترحيل للأطفال (DACA). وكان هذا البرنامج يوفر حماية مؤقتة من الترحيل للأشخاص الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة وهم أطفال. لكنها لم تتمكن من تجديد وضعها خلال فترة ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى بسبب الجهود المبذولة لإنهاء البرنامج.
تاريخ برنامج DACA والوضع القانوني لفيريرا
برنامج DACA، الذي أُطلق في عام 2012، يهدف إلى حماية الشباب الذين جلبهم آباؤهم إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني. وقد واجه البرنامج تحديات قانونية متعددة خلال فترة ولاية الرئيس ترامب، حيث حاولت إدارته إلغاءه. لكن المحكمة العليا الأمريكية حكمت بأن الإدارة لم تتخذ الإجراءات اللازمة لإلغاء البرنامج بشكل صحيح.
حالياً، تخوض فيريرا “مسارًا قانونيًا للهجرة” للحصول على الجنسية الأمريكية، حسبما صرح محاميها. واعتقلت فيريرا أثناء قيادتها لسيارتها. وتشير التقارير إلى أنها كانت مخطوبة سابقًا لوالد ابنها، مايكل ليفيت، ويتشاركان حضانة طفلهما البالغ من العمر 11 عامًا.
الهجرة غير الشرعية في الولايات المتحدة قضية معقدة تتطلب مراجعة دقيقة للسياسات والإجراءات. وقد أثارت قضية فيريرا نقاشًا حول تأثير هذه السياسات على الأسر والعلاقات الشخصية.
وصف مايكل ليفيت الوضع بأنه صعب، مؤكدًا أنه يريد فقط الأفضل لابنه. وأضاف أن ابنه لم يتحدث إلى والدته منذ اعتقالها. وقد أنشأت شقيقة فيريرا حملة لجمع التبرعات عبر الإنترنت لتغطية الرسوم القانونية والمصاريف المرتبطة بقضيتها، وجمعت حتى الآن أكثر من 15 ألف دولار.
وفي بيان لوكالة أسوشيتد برس، أكدت تريشيا ماكلاكلين، مساعدة وزير الأمن الداخلي، أن المستفيدين من برنامج DACA “ليسوا محميين تلقائيًا من الترحيل”، وأن البرنامج لا يمنح أي وضع قانوني في الولايات المتحدة. هذا البيان يؤكد على أن الوضع القانوني للمستفيدين من DACA لا يزال غير مؤكد.
تداعيات القضية ومستقبل برنامج DACA
تأتي هذه القضية في وقت تشهد فيه وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) زيادة في عمليات الاعتقال والترحيل. وقد أعلن القائم بأعمال مدير الوكالة، تود ليونز، أن الوكالة ستقوم باعتقال أي شخص يُعثر عليه داخل الأراضي الأمريكية بشكل غير قانوني. هذا التصريح يعكس التوجه الحالي نحو تشديد إجراءات الترحيل.
من المتوقع أن تستمر قضية فيريرا في المحكمة، وقد تستغرق عدة أشهر أو سنوات حتى يتم البت فيها بشكل نهائي. وستراقب الأوساط القانونية والنشطاء قضية فيريرا عن كثب، حيث يمكن أن يكون لها تأثير على مستقبل برنامج DACA وعلى حقوق المهاجرين بشكل عام. كما ستراقب الأوساط الإعلامية تطورات القضية، خاصةً في ظل وجود صلة عائلية بمتحدثة باسم البيت الأبيض.
في الوقت الحالي، لا يوجد جدول زمني واضح لقرار نهائي بشأن قضية فيريرا. وستعتمد النتيجة على عدة عوامل، بما في ذلك الأدلة المقدمة في المحكمة والقرارات القضائية المتعلقة ببرنامج DACA. من المهم متابعة التطورات في هذه القضية لفهم تأثيرها على مستقبل الهجرة في الولايات المتحدة.










