شهدت محادثات السلام بين الولايات المتحدة وأوكرانيا لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية تطوراً إيجابياً يوم الأحد، وذلك بعد إرسال الرئيس زيلينسكي فريقاً جديداً إلى فلوريدا. ويأتي هذا التحول في الوقت الذي تتزايد فيه الجهود الدولية لإيجاد حل سلمي للصراع المستمر، مع تلميحات بأن المفاوضات قد تكون دخلت مرحلة أكثر إنتاجية. وتتركز الجهود حالياً على صياغة إطار عمل مقترح لإنهاء الحرب، مع الأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف المعنية.
تطورات مفاوضات السلام الأوكرانية
أفاد مسؤول حكومي أوكراني سابق بأن تغيير فريق التفاوض، بقيادة روستيم عمروف بدلاً من أندري يرماك، يشير إلى إعادة تقييم للموقف الأوكراني. ووفقاً للمصدر، فإن يرماك كان يميل إلى تبني موقف “متصلب” في المفاوضات، بينما يبدو عمروف أكثر استعداداً لتقديم تنازلات من أجل تحقيق نتائج ملموسة. هذا التغيير في القيادة يأتي في سياق سعي أوكرانيا لإيجاد حل دبلوماسي للصراع.
تشكيلة الوفد الأوكراني الجديد
ضم الوفد الأوكراني الجديد، بالإضافة إلى عمروف، كلاً من أندريي غناتوف، رئيس القوات المسلحة، وأندريي سبيها، وزير الخارجية. ويعكس هذا التشكيل حرص أوكرانيا على تمثيل مختلف الجوانب السياسية والعسكرية في المفاوضات. وقد أعرب عمروف عن امتنانه للدعم الأمريكي، مشيداً بالجهود المبذولة من قبل وزير الخارجية ستيفن و جاريد كوشنر.
أكد عمروف أن الهدف الرئيسي هو تحقيق أوكرانيا قوية ومزدهرة، وأن المناقشات ركزت على القضايا الحيوية للشعب الأوكراني. وأشار إلى أن الاجتماع كان “مثمراً وناجحاً” في مراحله الأخيرة، مبنياً على النجاح الذي تحقق في جنيف. وتشير هذه التصريحات إلى وجود تفاؤل حذر بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام.
تأتي هذه المفاوضات بعد تسريب محادثة هاتفية بين المبعوث الخاص ستيف ويتكوف ومسؤولين روس، حيث قدم ويتكوف نصائح حول كيفية تسويق خطة سلام للرئيس ترامب. وقد أثار هذا التسريب جدلاً حول دور الولايات المتحدة في المفاوضات، ومدى التزامها بدعم أوكرانيا.
في الوقت نفسه، استقال يرماك على خلفية تحقيقات في قضايا فساد، مما أضعف موقفه في المفاوضات. ومع ذلك، يرى بعض المراقبين أن نفوذ يرماك قد يستمر في التأثير على الفريق الأوكراني، حيث أن العديد من أعضائه المقربين منه لا يزالون في مناصبهم.
شارك في الجانب الأمريكي من المفاوضات السيناتور ماركو روبيو وويتوفف والمستشار الأول جاريد كوشنر. وأكد روبيو أن الاجتماع كان “مثمراً للغاية” وأنه يهدف إلى إنهاء الحرب وضمان أمن أوكرانيا وازدهارها في المستقبل.
من جانبه، صرح الرئيس ترامب بأنه تحدث مع روبيو وويتكوف وأن الأمور تسير على ما يرام. وأشار إلى أن روسيا وأوكرانيا قد تكونان مهتمتين بإنهاء الحرب، معرباً عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق.
وأكد زيلينسكي في منشور على منصة X على أهمية عمل عمروف في فلوريدا، مشيداً بالمعايير الرئيسية للحوار والنتائج الأولية. وشدد على ضرورة إجراء حوار بناء ومناقشة جميع القضايا بصراحة لضمان سيادة أوكرانيا ومصالحها الوطنية.
في غضون ذلك، استمرت الهجمات الروسية على أوكرانيا، حيث أسفر هجوم صاروخي على كييف عن مقتل شخص واحد وإصابة 19 آخرين، بينهم أربعة أطفال. ويؤكد هذا الهجوم على الحاجة الملحة إلى التوصل إلى حل سلمي للصراع، ووقف إراقة الدماء.
من المتوقع أن تستمر المفاوضات في الأيام والأسابيع المقبلة، مع التركيز على صياغة اتفاق سلام شامل يضمن أمن أوكرانيا وسيادتها. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من العقبات التي تعترض طريق التوصل إلى اتفاق، بما في ذلك الموقف الروسي المتصلب والغموض بشأن نفوذ يرماك المستمر.
ما يجب مراقبته هو رد فعل روسيا على المقترحات الجديدة، ومدى استعدادها لتقديم تنازلات. كما يجب متابعة التطورات الداخلية في أوكرانيا، وخاصة التحقيقات في قضايا الفساد، وتقييم تأثيرها على عملية المفاوضات.









