يشهد سباق الفورمولا 1 في أبو ظبي نهاية الأسبوع المقبل صراعًا حاسمًا على لقب بطولة العالم، بعد سلسلة من الأحداث الدرامية في سباق قطر الأخير. حيث شهد السباق مفاجآت وتقلبات أثرت بشكل كبير على ترتيب السائقين، وضيقت الفارق بين المتنافسين الرئيسيين، مع بقاء كل الاحتمالات واردة قبل المرحلة الأخيرة. وتعتبر هذه البطولة واحدة من أكثر البطولات إثارة وتشويقًا في السنوات الأخيرة، حيث تتناوب المفاجآت بين السائقين.
بعد أداء مذهل طوال نهاية الأسبوع،، استغل ماكس فيرستابن أخطاء فريق ماكلارين في سباق قطر ليحقق الفوز، لكن المنافسة الحقيقية كانت على نتيجة سباق قطر، والتي انتهت بفوز فيرستابن، مُقلصًا الفارق بينه وبين لاندو نوريس، ليشتعل الصراع من جديد قبل السباق الأخير في أبوظبي، مما يضع الضغط على نوريس ومكلارين للحفاظ على تقدمهم.
أخطاء تكتيكية مكلفة لماكلارين في سباق قطر
اتخذ فريق ماكلارين قرارًا مثيرًا للجدل في سباق قطر، بالاحتفاظ بكل من أوسكار بياستري ولاندو نوريس في المضمار بدلًا من إدخالهما إلى منطقة الصيانة (البيتك) خلال فترة سيارة الأمان. كان الهدف من هذا القرار هو الحفاظ على مرونتهما في اختيار الإطارات، لكنه جاء بنتائج عكسية، حيث أتاح هذا لمتنافسيهما، وعلى رأسهم فيرستابن، إجراء تغييرات الإطارات مجانًا، واكتساب أفضلية كبيرة في السباق.
وفسر أندريا ستيلا، مدير فريق ماكلارين، هذا القرار بأنه كان مقصودًا، وليس نتيجة خطأ أو تردد. ومع ذلك، يبدو أن هذا التكتيك لم ينجح، حيث وجد بياستري ونوريس نفسيهما في موقف صعب، مع فقدان السيطرة على السباق لصالح فيرستابن.
فيرستابن يستغل الفرصة ويحقق الفوز
لم يتردد ماكس فيرستابن في استغلال الفرصة التي أتيحت له، وقام بتحقيق أقصى استفادة من قرار ماكلارين. بعد تغيير الإطارات خلال فترة سيارة الأمان، عاد فيرستابن إلى المضمار في مركز متقدم، وبدأ في الضغط على بياستري ونوريس. تمكن فيرستابن في النهاية من تجاوز نوريس وتحقيق الفوز بالسباق بفضل سرعته الفائقة واستراتيجيته الذكية.
صراع الإطارات وتأثيره على نتائج السباق
لعبت الإطارات دورًا حاسمًا في نتائج سباق قطر، حيث فرضت بيريللي، المورد الوحيد للإطارات، قيودًا صارمة على استخدامها، بسبب الظروف المناخية الحارة وخشونة حلبة لوسيل. وتم تحديد ضغط الهواء الأمثل للإطارات بمستويات عالية نسبيًا، وتم تقييد عدد اللفات التي يمكن للسائقين قطعها بإطار واحد إلى 25 لفة.
أدت هذه القيود إلى زيادة الضغط على السائقين، وإلى زيادة احتمالية حدوث أعطال في الإطارات. وواجهت بعض الفرق، مثل فيراري، صعوبات كبيرة في التعامل مع هذه القيود، مما أثر سلبًا على أدائها في السباق. وكانت القيود مفروضة لتفادي أي حوادث أو أعطال في الإطارات، وهي نقطة حرجة في سلامة سائقي الفورمولا 1.
واجهت فيراري تحديات كبيرة بسبب ضغط الإطارات العالي، مما أدى إلى فقدانها للتماسك في الجزء الخلفي من السيارة. واشتكى كل من تشارلز لوكليرك ولويس هاميلتون من هذه المشكلة، مما أثر على سرعتهما وأدائهما في السباق.
أداء كارلوس ساينز الإسباني
على الرغم من صعوبات السباق، تمكن كارلوس ساينز من تحقيق نتيجة جيدة، حيث احتل المركز الثالث على منصة التتويج. وقد أشاد الكثيرون بأداء ساينز، وبقدرته على استغلال الفرص المتاحة، وتحقيق أفضل النتائج لفريقه.
نظرة مستقبلية لسباق أبو ظبي
ينتظر عشاق الفورمولا 1 سباق أبو ظبي بفارغ الصبر، حيث ستكون البطولة على المحك. ومع فارق ضئيل بين فيرستابن ونوريس، فإن أي خطأ أو حادث قد يكلف أحدهما اللقب. من المتوقع أن يكون السباق مثيرًا ومليئًا بالتقلبات، حيث سيسعى كل سائق إلى تحقيق أفضل النتائج، والتتويج بلقب بطولة العالم.
وسيختتم سباق أبو ظبي موسم الفورمولا 1 لعام 2025، وسيشهد تتويج بطل العالم الجديد. ومن المتوقع أن يشهد السباق حضورًا جماهيريًا كبيرًا، وأن يكون محط اهتمام وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم.










