أثار قرار منح نيوكاسل يونايتد ركلة جزاء مثيرة للجدل في الدقائق الأخيرة من مباراتهم التي انتهت بالتعادل 2-2 مع توتنهام هوتسبير، جدلاً واسعاً بين المحللين والمدربين. الجدل يتعلق بركلة الجزاء التي احتسبت لصالح نيوكاسل بعد إعاقة واضحة، بحسب الحكم، للاعب دان بيرن من قبل رودريجو بينتانكور. هذا القرار أدى إلى تسجيل أنتوني جوردون هدف التعادل القاتل، مما أثار غضب توتنهام وتساؤلات حول الاتساق في تطبيق قوانين ركلة الجزاء في الدوري الإنجليزي الممتاز.
المباراة التي أقيمت على ملعب سانت جيمس بارك شهدت تألقاً من كريستيان روميرو الذي سجل هدفين لتوتنهام، لكن جهوده لم تكن كافية لمنع نيوكاسل من الحصول على نقطة ثمينة بفضل ركلة الجزاء المثيرة للجدل. النقاش الدائر الآن يركز على ما إذا كانت الإعاقة كافية لاحتساب ركلة جزاء، وما إذا كان تدخل تقنية الفيديو المساعد (VAR) كان مبرراً في هذه الحالة.
تحليل مثير للجدل حول ركلة الجزاء
انتقد جيمي ريدناب، المحلل الرياضي الشهير، قرار احتساب ركلة الجزاء، مشيراً إلى أن دان بيرن لم يحتج على الإعاقة بشكل واضح. وأضاف ريدناب أن بيرن لم يبد أي رد فعل عدواني تجاه الحكم، مما يثير الشكوك حول مدى جدية الإعاقة.
وأشار ريدناب إلى أن هناك حالات مماثلة تحدث بشكل متكرر في مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنها لا تؤدي إلى احتساب ركلات جزاء. “أين هو الاتساق؟” تساءل ريدناب، مؤكداً أن معايير التحكيم يجب أن تكون موحدة لتجنب مثل هذه الجدل.
قواعد الإعاقة في الدوري الإنجليزي الممتاز
تنص قواعد الإعاقة على أنه يجب أن تكون هناك “إعاقة مستمرة ومؤثرة” أو “تأثير واضح على فرصة اللاعب في اللعب بالكرة”. كما يتم تقييم ما إذا كان اللاعب ينظر إلى الكرة أم لا، وهو أمر أصبح مهماً بشكل خاص في دفاع توتنهام عن الكرات الثابتة لمنع المنافسين من الحصول على أفضلية.
من جهته، أعرب مايكل ريتشاردز، المحلل الآخر في Sky Sports، عن دهشته من قرار احتساب ركلة الجزاء. وأوضح ريتشاردز أن الإعاقة لم تكن “مستمرة” بما يكفي لتبرير ركلة الجزاء، وأن دان بيرن كان أقوى من بينتانكور في تلك اللحظة.
وأضاف ريتشاردز: “بينتانكور أمسكه لفترة قصيرة، للتأكد من أنه لا يستطيع الركض عليه، ثم أصبح بيرن فوقه تماماً. لا أفهم. اتخذ الحكم قراراً جيداً بعدم احتسابها. ثم تتدخل تقنية الفيديو وتثير الشكوك، مما يجبره على تغيير قراره.”
تصريحات المدربين بعد المباراة
عبر توماس فرانك، مدرب توتنهام، عن خيبة أمله الشديدة من قرار تقنية الفيديو، واصفاً إياه بأنه “خطأ فادح”. وأكد فرانك أن الإعاقة لم تكن تستحق ركلة جزاء، وأن هناك العديد من الحالات المماثلة التي لا يتم احتسابها خلال المباراة.
وأشار فرانك إلى أن الحكم الأصلي اتخذ القرار الصحيح، وأن تدخل تقنية الفيديو غير مبرر. “نحن بحاجة إلى الاتساق”، قال فرانك، مؤكداً أن معايير التحكيم يجب أن تكون واضحة وموحدة.
في المقابل، دافع إيدي هاو، مدرب نيوكاسل، عن قرار احتساب ركلة الجزاء، مشيراً إلى أن دان بيرن لم ينظر إلى الكرة، بل ركز على إعاقة بينتانكور. وأضاف هاو أن بيرن سقط على الأرض نتيجة للإعاقة، مما يبرر منح ركلة جزاء.
الجدل مستمر حول معايير التحكيم
يثير هذا الحادث جدلاً أوسع حول معايير التحكيم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ودور تقنية الفيديو المساعد في تغيير مسار المباريات. يتفق العديد من المراقبين على أن هناك حاجة إلى مزيد من الوضوح والاتساق في تطبيق القواعد، لتجنب إثارة الشكوك والجدل حول القرارات التحكيمية.
من المتوقع أن يناقش الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم هذه الحادثة في اجتماعه القادم، بهدف مراجعة معايير التحكيم وتوضيح دور تقنية الفيديو المساعد. سيراقب المشجعون والمحللون عن كثب أي تغييرات تطرأ على القواعد، وكيف ستؤثر على مستقبل مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز.
في الوقت الحالي، لا يوجد جدول زمني محدد لإعلان الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عن أي قرارات جديدة بشأن التحكيم، ولكن من المتوقع أن يتم اتخاذ إجراءات في أقرب وقت ممكن لضمان العدالة والاتساق في المباريات.










