أكد الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، خلال افتتاح النسخة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة، أن المهرجان أصبح منصة رئيسية تعكس التطورات الكبيرة في القطاع الثقافي بالمملكة. ويهدف المهرجان إلى دعم وتمكين الشباب السعودي في مجال صناعة الأفلام، وتعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي وعالمي للسينما، وذلك تماشياً مع أهداف رؤية 2030. وقد انطلقت فعاليات المهرجان بمشاركة واسعة من الفنانين وصناع الأفلام من مختلف أنحاء العالم.
بدأت فعاليات المهرجان في مدينة جدة يوم 30 نوفمبر 2023، وتستمر حتى 9 ديسمبر 2023، بمشاركة أكثر من 130 فيلماً من 70 دولة. يشمل المهرجان عروضاً لأحدث الأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة، بالإضافة إلى فعاليات وورش عمل تهدف إلى تطوير مهارات صناع الأفلام السعوديين. ويعتبر المهرجان فرصة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين صناع السينما من مختلف الثقافات.
مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي: محركاً للتحول الثقافي والاقتصادي
أشار الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان إلى أن الثقافة تلعب دوراً حيوياً في التأثير على المجتمعات وتعزيز التفاهم بين الشعوب، وأن السينما تعتبر وسيلة قوية لتحقيق ذلك. وأضاف أن النسخة الخامسة من المهرجان تأتي نتيجة لجهود كبيرة ودعم سخي من الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، الذي أولى القطاع الثقافي اهتماماً كبيراً. وقد شهد القطاع الثقافي السعودي خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً، ليصبح ركيزة أساسية في مستقبل المملكة.
دعم الشباب والمبدعين السعوديين
ركزت وزارة الثقافة، وفقاً لتصريحات الوزير، على صون التراث السعودي وبناء مشهد ثقافي متنوع يشمل مختلف الفنون، بما في ذلك الأدب والفنون البصرية والموسيقى والحرف اليدوية وفنون الطهي والسينما. تهدف هذه الجهود إلى إنشاء منظومة ثقافية متكاملة تعكس الهوية الوطنية وتطلعات الأجيال الجديدة. كما أكد الوزير على دور مؤسسة البحر الأحمر السينمائي في تمكين الشباب ودعم المبدعين السعوديين.
تُقدم المؤسسة برامج دعم ومبادرات سنوية تهدف إلى تحفيز النمو الاقتصادي في قطاع السينما وتعزيز الحضور السعودي في الصناعة السينمائية العالمية. وتشمل هذه البرامج تقديم التمويل والتدريب والإرشاد لصناع الأفلام السعوديين، بالإضافة إلى دعم مشاريعهم في المهرجانات السينمائية الدولية. وتسعى المؤسسة إلى خلق فرص عمل جديدة في قطاع السينما وجذب الاستثمارات الأجنبية.
أهمية السينما كأداة للتأثير العالمي
تعتبر السينما، بحسب خبراء في المجال، من أهم أدوات التأثير الثقافي والاجتماعي في العصر الحديث. فهي قادرة على نقل الأفكار والقيم والمعتقدات إلى جمهور واسع من الناس، وتعزيز التفاهم بين الثقافات المختلفة. كما أنها تلعب دوراً هاماً في تشكيل الوعي العام والتأثير على الرأي العام.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم صناعة السينما في النمو الاقتصادي من خلال خلق فرص عمل جديدة وجذب الاستثمارات. وتشير التقارير إلى أن صناعة السينما العالمية تحقق إيرادات تقدر بمليارات الدولارات سنوياً. وتسعى المملكة العربية السعودية إلى الاستفادة من هذه الفرص من خلال تطوير قطاع السينما لديها وجذب الاستثمارات الأجنبية.
القطاع الثقافي السعودي يشهد نمواً متسارعاً، مدفوعاً برؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز مكانة المملكة كمركز ثقافي عالمي. وتشمل هذه الرؤية تطوير مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك السينما والموسيقى والفنون البصرية والأدب. وقد أطلقت وزارة الثقافة العديد من المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى تحقيق هذه الأهداف.
ومع ذلك، لا يزال هناك بعض التحديات التي تواجه تطوير قطاع السينما في المملكة، مثل نقص الخبرات المتخصصة والبنية التحتية اللازمة. وتعمل وزارة الثقافة على معالجة هذه التحديات من خلال الاستثمار في التعليم والتدريب وتطوير البنية التحتية. كما تسعى إلى جذب الكفاءات الأجنبية للعمل في قطاع السينما.
من المتوقع أن يشهد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي المزيد من التوسع والتطور في السنوات القادمة، ليصبح منصة رائدة لصناعة السينما في المنطقة. وستواصل وزارة الثقافة دعم المهرجان والمؤسسة المنظمة له، بهدف تحقيق أهداف رؤية 2030 وتعزيز مكانة المملكة كوجهة سينمائية عالمية. وستركز الجهود المستقبلية على زيادة عدد المشاريع السينمائية السعودية المدعومة، وتوسيع نطاق المهرجان ليشمل المزيد من الدول والمشاركين.










