أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون النمساوية (ORF) يوم الجمعة أن مقاطعة أربع دول لمسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن) بسبب مشاركة إسرائيل قد تؤدي إلى تخفيضات في ميزانية النسخة المقبلة التي تستضيفها فيينا. ومع ذلك، أكدت الهيئة أن العرض نفسه لن يتأثر بهذه المقاطعة المتزايدة.
تداعيات مقاطعة يوروفيجن: تأثير مالي محتمل على النسخة النمساوية
جاءت هذه التصريحات بعد أن سمح اتحاد البث الأوروبي (EBU) لإسرائيل بالمشاركة في مسابقة العام المقبل، المقرر عقدها في مايو. وقد أثار هذا القرار موجة من الاحتجاجات أدت إلى إعلان إسبانيا وهولندا وإيرلندا وسلوفينيا عن انسحابها من المسابقة، احتجاجًا على الحرب في غزة. وتعتبر هذه المقاطعة من بين أكبر التحديات التي واجهت المسابقة في تاريخها.
ردود الفعل الدولية وتأثيرها على الميزانية
أعربت النمسا عن دعمها القوي لإسرائيل، حيث زار رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون النمساوية، رولاند فايسمان، إسرائيل قبل الاجتماع الأخير لاتحاد البث الأوروبي، للتعبير عن تضامنه. وأكد فايسمان أن العرض لن يتأثر بالانسحابات، مشيرًا إلى أن الدول المنسحبة لا يزال لديها متسع من الوقت حتى منتصف ديسمبر الحالي لإعادة النظر في قرارها.
وفقًا لموقع المسابقة الرسمي، تُعد إسبانيا من بين الدول الخمس المساهمة الأكبر ماليًا في تنظيم يوروفيجن. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع إيرلندا بتاريخ حافل في المسابقة، حيث فازت بها سبع مرات، وهو رقم قياسي مشترك مع السويد. هذا الانسحاب يثير تساؤلات حول التمويل المستقبلي للمسابقة.
أوضح فايسمان أن الانسحابات ستفرض عبئًا ماليًا، لكن الهيئة النمساوية أخذت هذا الاحتمال في الاعتبار بالفعل. وأضاف أن التأثير الأكبر سيكون على اتحاد البث الأوروبي، الذي قام بالفعل بتضمين هذا السيناريو في ميزانيته. ويرى أن النقص المحتمل في التمويل يمكن تعويضه.
الخلاف السياسي ومستقبل مسابقة يوروفيجن
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات السياسية المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقد أثار السماح لإسرائيل بالمشاركة في المسابقة انتقادات واسعة النطاق من قبل نشطاء ومجموعات حقوقية، الذين دعوا إلى مقاطعة المسابقة. وتشير التقارير إلى أن هذه القضية أصبحت محورًا رئيسيًا للنقاش العام في العديد من الدول الأوروبية.
ومع ذلك، يرى البعض أن يوروفيجن يجب أن تظل منصة غير سياسية تحتفي بالموسيقى والثقافة. ويركز اتحاد البث الأوروبي على الحفاظ على حيادية المسابقة، مع التأكيد على أن قراره بالسماح لإسرائيل بالمشاركة يعتمد على قواعد المسابقة التي تنطبق على جميع الدول الأعضاء. تعتبر هذه القضية اختبارًا حقيقيًا لقدرة المسابقة على التغلب على الخلافات السياسية.
تأثير المقاطعة على الترويج للسياحة
بالإضافة إلى التأثير المالي، قد تؤثر المقاطعة أيضًا على الترويج السياحي لفيينا، المدينة المضيفة. كان من المتوقع أن تجذب المسابقة آلاف السياح من جميع أنحاء أوروبا والعالم، مما يعزز الاقتصاد المحلي. ومع انسحاب بعض الدول، قد ينخفض عدد الزوار المحتملين. ومع ذلك، لا تزال فيينا مدينة سياحية رئيسية، ومن المتوقع أن تستمر في جذب السياح بغض النظر عن المقاطعة.
تعتبر مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن) حدثًا ثقافيًا هامًا يجذب انتباه الملايين حول العالم. وتشكل هذه المقاطعة تحديًا كبيرًا للمسابقة، حيث تثير تساؤلات حول مستقبلها وقدرتها على البقاء محايدة في ظل الظروف السياسية المتغيرة.
من المتوقع أن يراقب اتحاد البث الأوروبي عن كثب تطورات الوضع، بما في ذلك أي تغييرات في مواقف الدول المنسحبة. المهلة النهائية لتأكيد المشاركة أو الانسحاب هي منتصف ديسمبر، مما يعني أن هناك فرصة لإعادة النظر في القرارات الحالية. وستكون الميزانية النهائية للنسخة النمساوية من يوروفيجن واضحة بعد انتهاء هذه المهلة.










