وصلت إلى إسرائيل الأسبوع الماضي وفد يضم ألفًا من القساوسة والمؤثرين المسيحيين الأمريكيين، وهو أكبر تجمع لقادة مسيحيين أمريكيين يزورون إسرائيل منذ تأسيسها. تأتي هذه الزيارة في إطار مبادرة “أصدقاء صهيون” وتهدف إلى تعزيز الدعم لإسرائيل ومكافحة معاداة السامية، مع التركيز على دور القادة الدينيين كـ سفراء غير رسميين لإسرائيل في مجتمعاتهم.
زيارة تاريخية لدعم إسرائيل ومواجهة معاداة السامية
نظمت هذه المبادرة بالتعاون مع وزارة الخارجية الإسرائيلية، وتأتي في وقت يشهد تصاعدًا في التوترات الإقليمية وزيادة في المشاعر المعادية لإسرائيل في بعض الأوساط الدولية. وفقًا لمؤسس مركز تراث أصدقاء صهيون في القدس، الدكتور مايك إيفانز، فإن غالبية المؤمنين الإنجيليين بالكتب المقدسة هم من الصهاينة، مما يجعلهم حلفاء رئيسيين في جهود مكافحة معاداة السامية.
تدريب القادة الدينيين وتأثيرهم
يهدف البرنامج إلى تزويد المشاركين بالتدريب اللازم ليكونوا قادرين على الدفاع عن إسرائيل في مجتمعاتهم، ونشر الوعي حول التحديات التي تواجهها. يقول الدكتور إيفانز إن هذه المجموعة تمثل عشرات الملايين من الأمريكيين ولديها تأثير كبير في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. تم اختيار المشاركين بعد عملية تدقيق دقيقة لضمان عدم وجود أجندات خفية، ووقعوا على تعهد بالوقوف إلى جانب الشعب اليهودي.
أعرب العديد من المشاركين عن تأثرهم العميق بالواقع الذي شاهدوه في إسرائيل، وخاصةً زيارة موقع مجزرة مهرجان نوفا الموسيقي التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر. تحدثت تامرين فولي، عضوة في الفريق التنفيذي للمجلس الوطني الاستشاري للإيمان، عن شعورها بالارتباط الشخصي بقصص الضحايا وعائلاتهم. يُعد المجلس الوطني الاستشاري للإيمان أكبر تحالف يدعم ويدافع عن حرية الدين في الولايات المتحدة.
التصدي للحملات الإعلامية والأيديولوجية
يرى الدكتور إيفانز أن الحروب الحديثة هي حروب إعلامية وأيديولوجية واقتصادية وحروب بالوكالة. وأضاف أن إسرائيل لم تخض من قبل حربًا أيديولوجية، بينما أعداؤها يفعلون ذلك باستمرار. ويشير إلى أن جماعات مثل الإخوان المسلمين تخوض حربًا أيديولوجية قوية، وأن أكثر من نصف الفلسطينيين يؤمنون بأيديولوجية حماس المتطرفة التي لا تسعى إلى السلام مع إسرائيل بل إلى إقامة دولة إسلامية والقضاء على الدولة اليهودية.
التحالف الأمريكي الإسرائيلي، وهو مصطلح ثانوي مهم في هذا السياق، يعتبره الكثيرون حجر الزاوية في السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط. يؤكد الدكتور إيفانز أن الرئيس الأمريكي الحالي يقدر هذا التحالف ويدعم إسرائيل، وأنه لن يتخلى عن مواقفه بشأن القدس والضفة الغربية وإقامة دولة فلسطينية.
مواجهة الدعاية السلبية والتأثير على الشباب
أشار المشاركون إلى وجود الكثير من الدعاية السلبية حول إسرائيل في الولايات المتحدة، وأن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتثقيف الشباب وتقديم الحقائق لهم. ترى فولي أن الشباب قادرون على التمييز بين الحقيقة والكذب، وأنهم بحاجة إلى الحصول على المعلومات الصحيحة لكي يتمكنوا من دعم إسرائيل على المدى الطويل. كما ذكرت أن بعض الدول، مثل قطر، تستثمر مبالغ كبيرة في نشر محتوى معاد للسامية من خلال الجامعات ومنصات الإنترنت.
الهدف من التدريب هو الوصول إلى الشباب، حيث يزعم البعض أن دولًا مثل قطر تعمل على نشر محتوى معاد للسامية من خلال الجامعات والمنصات الرقمية. ويؤكد الدكتور إيفانز أن الحركة الإنجيلية، التي تمثل 9.7٪ من سكان العالم، كان لها تأثير كبير على السياسة الخارجية الأمريكية من خلال إيمانها بأن الأرض المذكورة في الكتاب المقدس تنتمي إلى الشعب اليهودي.
الخطوات التالية والتحديات المستقبلية
التقى الوفد برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس إسحاق هرتزوغ، وزاروا موقع مجزرة حماس في مهرجان نوفا الموسيقي. من المتوقع أن يعود القساوسة والمؤثرون إلى الولايات المتحدة لبدء حملة توعية واسعة النطاق لدعم إسرائيل ومكافحة معاداة السامية. يبقى أن نرى مدى تأثير هذه الحملة على الرأي العام الأمريكي، وما إذا كانت ستساهم في تعزيز التحالف الأمريكي الإسرائيلي في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة. ستكون متابعة ردود الفعل على هذه الزيارة وتطورات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إسرائيل أمرًا بالغ الأهمية في الأشهر القادمة.










