أثار محمد صلاح جدلاً واسعاً في ليفربول بعد تصريحاته الأخيرة التي تشير إلى وجود خلاف مع مدربه الجديد، آرني سلات. هذه التصريحات تضع إدارة النادي أمام قرار مصيري بشأن مستقبل اللاعب المصري، وقد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في الفريق. مستقبل محمد صلاح في ليفربول أصبح الآن أكثر غموضاً من أي وقت مضى.
توقف صلاح بشكل مفاجئ للتحدث مع الصحفيين بعد المباراة، وهو أمر نادر منه، ليقدم رسالة واضحة حول شعوره بعدم الاحترام. جاء هذا بعد جلوسه على مقاعد البدلاء للمباراة الثالثة على التوالي، وعدم مشاركته في المباراة ضد ليدز يونايتد. يبدو أن اللاعب شعر بالحاجة للتعبير عن استيائه بعد هذه الإجراءات.
تطورات العلاقة بين محمد صلاح وآرني سلات
على الرغم من وضوح مشاعر صلاح، يرى البعض أن توقيت هذه التصريحات قد يكون مرتبطاً بنتائج الفريق. هل كان صلاح سيتحدث بهذه الطريقة لو تمكن ليفربول من الفوز على ليدز يونايتد والتقدم في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز؟ هذا سؤال يطرح نفسه بقوة.
يبدو أن سلات هو الشخص الوحيد الذي ذكره صلاح بالاسم في تصريحاته، مما قد يشير إلى أن الخلاف شخصي بينهما. ومع ذلك، قد يرى صلاح أن سلات هو من وضعه في هذا الموقف الصعب من خلال استبعاده من التشكيلة الأساسية.
الرسالة الرئيسية التي أراد صلاح إيصالها هي رغبته في اللعب والمشاركة بانتظام. لكن ما إذا كان بإمكانه تحقيق ذلك في ليفربول، يبقى أمراً غير واضح. قد تكون المباراة القادمة ضد برايتون هي الأخيرة له مع الفريق قبل انضمامه إلى معسكر منتخب مصر استعداداً لكأس الأمم الأفريقية.
صلاح لم يوضح صراحةً نيته في الرحيل عن ليفربول، لكنه قال: “سأكون في أنفيلد [في مباراة برايتون] لأودع الجماهير وأذهب إلى كأس الأمم الأفريقية، لا أعرف ما سيحدث عندما أكون هناك.” هذه التصريحات تترك الباب مفتوحاً أمام العديد من الاحتمالات.
أسباب تدهور وضع صلاح في الفريق
الوضع الحالي يبدو بعيداً كل البعد عما كان عليه قبل عام. صلاح كان متألقاً في الموسم الماضي، وتوج بجائزة أفضل هداف في الدوري الإنجليزي الممتاز، وكان عنصراً أساسياً في خطط المدرب السابق يورغن كلوب.
معدل تسجيل وصناعة الأهداف لصلاح انخفض بشكل ملحوظ هذا الموسم. سلات، الذي يسعى لتحسين أداء الفريق، لا يستطيع تحمل وجود لاعب لا يقدم المستوى المطلوب.
ربما كانت نقطة التحول هي مباراة ليفربول ضد بي إس في أيندهوفن في دوري أبطال أوروبا، حيث أظهر صلاح تردداً في استعادة الكرة والضغط على المدافعين. هذا الأمر أثار انتقادات واسعة، وربما كان سبباً في جلوسه على مقاعد البدلاء في المباريات التالية.
صلاح يرى أنه لا يجب أن يثبت نفسه باستمرار، خاصةً بعد المستويات الرائعة التي قدمها في السابق. لكن سلات قد يرى أن جميع اللاعبين يجب أن يخضعوا لنفس المعايير، وأن الفرص يجب أن تُمنح بناءً على الأداء الحالي.
هل يمكن أن يستمر صلاح في ليفربول؟
من الصعب تصور أن يقوم ليفربول باستبعاد صلاح من التشكيلة الأساسية بشكل دائم، خاصةً مع قيمته الكبيرة للفريق. ومع ذلك، فإن تصريحات اللاعب قد تجعل من الصعب عليه العودة إلى الفريق في الوقت الحالي.
قد يحتاج سلات وصلاح إلى الجلوس معاً ومناقشة الأمور بشكل صريح، والتوصل إلى حل يرضي الطرفين. لكن في ظل الظروف الحالية، يبدو هذا الأمر صعباً للغاية.
الخيار الأرجح هو أن ينتظر ليفربول حتى نهاية كأس الأمم الأفريقية، ثم يتخذ قراراً نهائياً بشأن مستقبل صلاح. الدوري السعودي قد يكون الوجهة التالية للاعب، خاصةً مع العروض المغرية التي قد يتلقاها. مستقبل اللاعب يظل محل تكهنات واسعة.
في النهاية، فإن مستقبل محمد صلاح في ليفربول يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك نتائج الفريق، ومستوى اللاعب، وقدرة المدرب على إقناعه بالبقاء. الوضع الحالي يتطلب حلاً سريعاً، وإلا فقد نشهد نهاية حقبة صلاح مع النادي الإنجليزي.










