قضى لاعب كرة القدم السابق جوي بارتون حكماً بالسجن لمدة ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ لمدة 18 شهراً، وذلك لإدانته بنشر رسائل مسيئة للغاية على وسائل التواصل الاجتماعي تستهدف الإعلامي جيريمي فاين والمحللتين التلفزيونيتين لوسي وارد وإيني ألوكو. يأتي هذا الحكم بعد إدانته في نوفمبر الماضي من قبل هيئة المحلفين في محكمة ليفربول التاجية، والتي رأت أنه تجاوز الحدود بين حرية التعبير والجريمة من خلال ستة منشورات على منصة X (تويتر سابقاً). وتتعلق القضية بـالتشهير عبر الإنترنت وخطورة الإساءة الرقمية.
وقد أمرت المحكمة بارتون بأداء 200 ساعة من العمل المجتمعي ودفع تكاليف الدعوى القضائية البالغة 23,419 جنيهًا إسترلينيًا. بالإضافة إلى ذلك، صدرت أوامر تقييد لمدة عامين ضد كل من الضحايا، تمنعه من نشر أي إشارة إليهم على أي منصة وسائط اجتماعية أو وسيلة إعلامية. يمثل هذا الحكم سابقة مهمة في التعامل مع قضايا الإساءة الرقمية.
حكم بالسجن مع إيقاف التنفيذ في قضية التشهير عبر الإنترنت
أكد القاضي أندرو ميناري، رئيس المحكمة التاجية في ليفربول، خلال النطق بالحكم أن “النقاش القوي والسخرية واللغة الفظة قد تقع ضمن حدود حرية التعبير المسموح بها. ولكن عندما تستهدف المنشورات أفرادًا بشكل متعمد بمقارنات مهينة مع القتلة المتسلسلين أو تلميحات كاذبة بالاعتداء الجنسي على الأطفال، بهدف إهانتهم وإزعاجهم، فإنها تفقد حمايتها”. وأضاف أن أفعال بارتون تمثل “حملة مستمرة من الإساءة عبر الإنترنت لم تكن مجرد تعليق، بل كانت مستهدفة ومتطرفة وضارة بشكل متعمد”.
تفاصيل القضية والمنشورات المسيئة
تم تبرئة بارتون من ست تهم أخرى تتعلق بإرسال اتصالات إلكترونية مسيئة للغاية بقصد التسبب في الضيق أو القلق بين يناير ومارس 2024. ومع ذلك، أدين بارتون بسبب منشورات متعددة، بما في ذلك تشبيه وارد وألوكو بـ “فريد وروز ويست” (قتلة متسلسلين بريطانيين) في منشور على X بعد مباراة في كأس الاتحاد الإنجليزي بين كريستال بالاس وإيفرتون. وقد قام بارتون بتراكب صور الوجهين على صورة القتلة المتسلسلين.
كما أدين بارتون بسبب تغريدة وصف فيها ألوكو بأنها تنتمي إلى “فئة جوزيف ستالين/بول بوت”، مدعياً أنها “قتلت مئات الآلاف، إن لم يكن ملايين، من آذان مشجعي كرة القدم”. ورأت هيئة المحلفين أنه غير مذنب في المقارنة بستالين وبوت، وكذلك في تشبيه التعليق بـ “ويست”، لكنها حكمت بأن الصورة المركبة كانت مسيئة للغاية. كما أدين بسبب منشور آخر يتعلق بألوكو، حيث كتب: “هي موجودة فقط لتحديد المربعات. التنوع والإنصاف والشمولية هراء. الإجراءات الإيجابية. كل ذلك يأتي كنتيجة لـ حركة حياة السود مهمة/جورج فلويد”.
اتهامات تتعلق بجيريمي فاين
وفقًا للاتهامات، اقترح بارتون أن فاين لديه اهتمام جنسي بالأطفال بعد أن أرسل المذيع رسالة تسأل عما إذا كان بارتون يعاني من “إصابة في الدماغ”. ورد بارتون بشكل متكرر على فاين بـ “راكب الدراجة المنحرف” وسأله: “هل كنت في جزيرة إبستين؟ هل ستكون في سجلات الرحلات الجوية هذه؟ قد فضلت أن تعترف الآن لأنني سأتصل بالشرطة إذا رأيتك بالقرب من مدرسة ابتدائية على دراجتك”.
أدين بارتون بسبب منشور إبستين وتغريدة أخرى قال فيها: “أوه @theJeremyVine هل ذهبت أنت ورولف-ارو وسكوفيلد في جولة بالدراجة الثنائية؟ يا أيها راكب الدراجة المنحرف”. كما أُدين بارتون بسبب تغريدات أخرى تتعلق بفاين، حيث أشار إليه بـ “راكب الدراجة المنحرف” وقال: “إذا رأيت هذا الرجل بالقرب من مدرسة ابتدائية، اتصل بالرقم 999″، و “احذروا الرجل الذي يحمل كاميرا على خوذته يتجول بالقرب من المدارس الابتدائية. اتصل بالشرطة إذا تم رصده”.
تداعيات الحكم وأهمية مكافحة التنمر الإلكتروني
يثير هذا الحكم تساؤلات حول حدود حرية التعبير على الإنترنت وأهمية محاسبة الأفراد على أفعالهم في الفضاء الرقمي. ويؤكد على ضرورة وجود قوانين واضحة لحماية الأفراد من التحرش عبر الإنترنت والإساءة الرقمية. بالإضافة إلى ذلك، يسلط الضوء على التأثير المدمر الذي يمكن أن تحدثه هذه الأفعال على الصحة النفسية للضحايا.
من المتوقع أن يستأنف بارتون الحكم، مما قد يؤدي إلى مزيد من الإجراءات القانونية. في الوقت الحالي، يترقب المراقبون قرار بارتون بشأن الاستئناف، بالإضافة إلى أي تطورات أخرى في هذه القضية. كما أن هناك اهتمامًا متزايدًا بكيفية تعامل منصات التواصل الاجتماعي مع المحتوى المسيء وكيف يمكنها تحسين آليات الإبلاغ والحماية.










