أثار استبعاد محمد صلاح من التشكيلة الأساسية لفريق ليفربول مؤخرًا جدلاً واسعًا، وتحديدًا بعد الهزيمة القاسية أمام بي إس في أيندهوفن في دوري أبطال أوروبا. تشير التحليلات إلى أن هذا القرار يعكس مخاوفًا متزايدة بشأن الأداء الدفاعي لـ محمد صلاح وتأثيره على توازن الفريق، خاصةً مع استغلال المنافسين المستمر للمساحات التي يتركها في الملعب.
بدأت بوادر هذه المشكلة في الظهور خلال مباراة تشيلسي في أكتوبر الماضي، حيث أشار مارك كوكوريلا، لاعب تشيلسي، إلى أن الفريق كان يركز هجماته على الجانب الأيمن من الملعب، مستغلًا ميل صلاح للتقدم الهجومي وعدم العودة للدفاع. وقد أثبتت المباريات اللاحقة صحة هذه الملاحظة، حيث ركزت العديد من الفرق على استهداف الجانب الأيمن من دفاع ليفربول.
تأثير استبعاد محمد صلاح على أداء ليفربول
لم يكن أداء صلاح الدفاعي نقطة قوته على الإطلاق، ومع ذلك، كان يورغن كلوب يعتمد على لاعبين مثل جوردان هندرسون لتعويض هذا النقص والحفاظ على التوازن الدفاعي للفريق. ومع ذلك، تشير الإحصائيات إلى أن الالتزام الدفاعي لـ صلاح قد تراجع بشكل ملحوظ بعد رحيل كلوب.
تحت قيادة المدرب الجديد، آرني سلات، كان هناك نوع من التفاهم الضمني، حيث كان صلاح يتخلى عن بعض واجباته الدفاعية مقابل المساهمة الفعالة في الهجوم وتسجيل الأهداف. وقد أكد صلاح نفسه هذا الأمر في تصريحاته، مشيرًا إلى أنه اتفق مع سلات على هذا الترتيب.
استغلال المساحات الدفاعية
على الرغم من ذلك، يبدو أن هذا التفاهم لم ينجح بالشكل المطلوب. فقد أظهرت المباريات الأخيرة أن صلاح لم يعد قادرًا على تعويض النقص الدفاعي من خلال الأهداف والمهارات الهجومية. ففي المباريات التي تعرض فيها ليفربول للهزيمة، ركزت الفرق المنافسة على استهداف الجانب الأيمن من الملعب، مستغلة المساحات التي يتركها صلاح.
أشار جيمي كاراجر، المحلل الرياضي، إلى أن صلاح “يرمي ظهيره الأيمن تحت الحافلة”، في إشارة إلى أنه لا يقدم الدعم الدفاعي الكافي لزميله في الفريق. وقد تجلى ذلك بوضوح في الأهداف التي سجلها المنافسون من خلال استغلال المساحات التي تركها صلاح.
بالإضافة إلى ذلك، تشير الإحصائيات إلى أن صلاح يقوم بعدد أقل من الركضات الدفاعية والعودات إلى الخلف مقارنة باللاعبين الآخرين في مركزه. وهذا يجعله هدفًا سهلاً للفرق المنافسة التي تسعى إلى استغلال نقاط الضعف في دفاع ليفربول.
تراجع الأداء الهجومي وتأثيره على القرار
لم يقتصر الأمر على الأداء الدفاعي المتراجع، بل إن الأداء الهجومي لـ صلاح قد شهد أيضًا انخفاضًا ملحوظًا. فقد سجل صلاح 6 أهداف فقط من اللعب المفتوح في آخر 33 مباراة له مع ليفربول، وهو رقم مخيب للآمال بالنسبة للاعب من مستواه.
يبدو أن سلات قد توصل إلى استنتاج مفاده أن المساهمة الهجومية لـ صلاح لم تعد كافية لتعويض النقص الدفاعي الذي يتركه في الملعب. لذلك، قرر استبعاده من التشكيلة الأساسية في بعض المباريات، في محاولة لإعادة التوازن الدفاعي للفريق.
من ناحية أخرى، قد يكون صلاح يشعر بالاستياء من هذا القرار، معتبرًا أنه لم يتم تقدير مساهمته الهجومية بالشكل الكافي. وقد أشار إلى أن سلات لم يفِ بوعوده، وأنه لم يمنحه الفرصة الكافية لإثبات نفسه.
ومع ذلك، قد يرى سلات أن صلاح هو من لم يفِ بوعوده، وأنه لم يتمكن من الحفاظ على المستوى الهجومي الذي يبرر التخلي عن الواجبات الدفاعية. ففي النهاية، يجب على اللاعب أن يقدم أداءً متكاملاً يساهم في تحقيق الفوز للفريق.
في الختام، يبدو أن مستقبل محمد صلاح مع ليفربول يعتمد على قدرته على استعادة مستواه الهجومي وتحسين أدائه الدفاعي. فإذا تمكن من تحقيق ذلك، فإنه سيستعيد مكانته في التشكيلة الأساسية للفريق. أما إذا استمر في التراجع، فقد يضطر سلات إلى اتخاذ قرارات صعبة بشأن مستقبله.










