أظهر لاعبو أستراليا وإنجلترا احترامهم لضحايا إطلاق النار المأساوي الذي وقع في شاطئ بوندي بسيدني، يوم الأحد، وذلك بارتداء شارات سوداء خلال اليوم الثالث من اختبار الرماد في أديليد. وقد لقي 15 شخصًا حتفهم وأصيب العديد آخرون في الهجوم الذي استهدف احتفالًا بذكرى عيد الأنوار اليهودي. هذا الحادث المروع أثار موجة من الحزن والتضامن في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك عالم الكريكيت.
تم تنكيس الأعلام في ملعب أديليد ابتداءً من يوم الأربعاء، كما قدم المغني الأسترالي فولكلوري جون ويليامسون أغنيته الشهيرة “True Blue” في الصباح الباكر من اليوم الأول، بعد الوقوف دقيقة صمت. هذه اللفتات تعكس الحزن العميق الذي شعر به مجتمع الكريكيت الأسترالي والإنجليزي على حد سواء، وتأكيدًا على الوحدة في وجه المأساة.
احترام وتقييم للاعبي الكريكيت في أعقاب إطلاق النار في بوندي
أعرب قائد فريق أستراليا، بات كامينز، عن صدمته وحزنه الشديدين، مشيرًا إلى أن الهجوم “أصابه بشدة” نظرًا لأن عائلته تعيش في برونتي، وهي ضاحية مجاورة لبوندي. وأضاف كامينز أنه وعائلته كانوا يشاهدون الأخبار في حالة ذهول عندما علموا بالحادث.
وقال كامينز للصحفيين يوم الثلاثاء: “مثل معظم الأستراليين وعامة الناس في العالم، كنت مصدومًا تمامًا وأنا أشاهد ما يحدث”. وأضاف: “لقد كنا نضع الأطفال في السرير للتو وشاهدنا الأخبار، وكنا نشعر بالذهول. إنه مكان قريب جدًا من حيث نعيش، ونأخذ أطفالنا إلى هناك طوال الوقت. نشعر حقًا مع مجتمع بوندي والمجتمع اليهودي بشكل خاص. مشاهد الأيام القليلة الماضية كانت مؤثرة للغاية.”
من جانبه، أعرب قائد فريق إنجلترا، بن ستوكس، عن حزنه العميق للحادث ووصفه بأنه “مروع”. وأشار إلى أن الحادث يضع الأمور في نصابها الصحيح، ويذكر الجميع بأهمية التضامن والتعاطف في أوقات الأزمات.
ردود فعل وتعزيز الأمن
أكدت شرطة جنوب أستراليا وجود تعزيزات أمنية إضافية، بما في ذلك ضباط مسلحين، في ملعب أديليد خلال هذا الأسبوع. ومع ذلك، فقد طمأنت الجماهير بأنه لا يوجد مستوى تهديد متزايد. هذا الإجراء يأتي كجزء من جهود لضمان سلامة اللاعبين والمشجعين في أعقاب الحادث.
وقال تود غرينبيرغ، الرئيس التنفيذي لـ Cricket Australia: “هذا وقت مأساوي لجميع الأستراليين، وأفكار كل من في عالم الكريكيت مع ضحايا هذا الحدث المروع وعائلاتهم وأصدقائهم والمجتمع اليهودي”. وأضاف: “على الرغم من أن الرياضة قد تبدو غير ذات أهمية في أوقات مثل هذه، إلا أن لدينا الفرصة الفريدة لجمع ملايين الأشخاص معًا لتقديم الاحترام والمواساة والتفكير في ما نريد أن تكون عليه أمتنا.”
بالإضافة إلى ذلك، أعرب غرينبيرغ عن امتنانه لوجود جون ويليامسون لتقديم أغنية “True Blue”، التي تجسد روح الوحدة والتضامن بين الأستراليين من جميع الخلفيات. وأكد أن Cricket Australia ستواصل البحث عن طرق لدعم وتكريم المتضررين من إطلاق النار في بوندي، وتقديم الشكر لأولئك الذين قدموا المساعدة خلال وبعد هذه المأساة.
وقد شارك العديد من لاعبي الكريكيت الآخرين في تقديم العزاء والتضامن مع ضحايا الهجوم. فقد أعرب لاعب الغزل الأسترالي ناثان ليون ولاعب الضرب الإنجليزي هاري بروك عن تقديمهما للتحية للضحايا، مما يعكس الحزن العميق الذي شعر به مجتمع الكريكيت بأكمله.
تأتي هذه الأحداث في وقت حساس بالنسبة لفريقي أستراليا وإنجلترا، حيث يتنافسان في سلسلة اختبارات الرماد المرموقة. ومع ذلك، فقد أظهر اللاعبون والمشجعون على حد سواء قدرًا كبيرًا من النضج والاحترام في التعامل مع هذه المأساة، مما يؤكد على أهمية الوحدة والتضامن في أوقات الأزمات. التركيز على اختبار الرماد (Ashes test) لا يزال قائمًا، ولكن مع إحساس متجدد بالمسؤولية المجتمعية.
من المتوقع أن يستمر التأمين الأمني المعزز في ملعب أديليد طوال فترة الاختبار. كما ستواصل Cricket Australia العمل مع السلطات المحلية والمجتمع اليهودي لتقديم الدعم والمساعدة اللازمين. من المهم مراقبة أي تطورات إضافية في التحقيق الجاري في إطلاق النار، وكيف يمكن أن تؤثر على الأحداث الرياضية المستقبلية في أستراليا.









