سواء اعترفت أندريا ييغلرتز بذلك أم لا، فإن مانشستر سيتي هو الفريق المرشح للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات هذا الموسم. بفارق ست نقاط في صدارة الترتيب في منتصف الموسم، وضع الفريق نفسه في أفضل وضع ممكن للتغلب أخيرًا على تشيلسي، حامل اللقب ست مرات.
فما الذي تغير؟ يظهر أن فريق مانشستر سيتي قد حقق تطوراً ملحوظاً هذا الموسم، حيث أصبح منافساً قوياً على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات. هذا التطور ناتج عن مجموعة من العوامل، بما في ذلك التغييرات التكتيكية، والروح القتالية للاعبات، والتحسينات في الأداء الفردي.
المسؤولية الجماعية: مفتاح تألق مانشستر سيتي
في حديث حديث مع Sky Sports، سُئلت فيفيان ميدما عن تحديد نقطة الاختلاف في أداء مانشستر سيتي هذا الموسم، وكانت إجابتها مثيرة للاهتمام. قالت: “أعتقد أننا جميعًا نتحمل مسؤولية أكبر”. وهذا ما يلاحظه أي شخص يشاهد الفريق مباشرة.
الخطة واضحة: الضغط العالي، استعادة الكرة بسرعة، الهجوم بالسرعة، واللعب بكثافة. لكن الأمر يتعلق بالفرديات، كل لاعبة تعرف دورها بدقة، وهذا ما يجعل الخطة ناجحة. هذا يأتي مع الوقت الذي يقضونه في التدريب – مانشستر سيتي ليس مثقلاً بالتزامات أوروبية هذا الموسم – ومع مدرب يتمتع بخبرة مزدوجة في اللعبة النسائية على مستوى النادي والمنتخب، مما جعل الفريق أقل نمطية مقارنة بفترة غاريث تايلور.
المدربة ييغلرتز هي خبيرة تكتيكية تقوم بإجراء تعديلات دقيقة – مثل استخدام يوي هاسغاوا في دور أكثر هجومية، وكيرستين كاسباريج كجناح بديل، وباني شاو كمهاجم صريح – مما جعل الفريق أكثر فتكًا وقدرةً على حسم المباريات ضد المنافسين المباشرين. ومع ذلك، يُظهر الرسم البياني أعلاه، الذي يسود فيه اللون الأحمر، أن الفريق لا يزال لديه مجال للتحسين في الجوانب الهجومية.
لقد فازوا بصعوبة على آرسنال 3-2 في أكتوبر، وحققوا فوزًا ساحقًا بنتيجة 3-0 على مانشستر يونايتد في ديربي الشهر التالي. الهزيمة الافتتاحية أمام تشيلسي هي النقطة الوحيدة التي أفسدت مسيرتهم المثالية في النصف الأول من الموسم.
عقلية جديدة تتحدى المنافسة
لطالما تعرض مانشستر سيتي لانتقادات بسبب افتقاره إلى القوة. غالبًا ما أشار تايلور إلى وجود “بطن رخو” خلال فترة إدارته. بدا الفريق متسامحًا جدًا مع تشيلسي، وهو أمر لن تسمح به ييغلرتز.
هي شخصية آسرة للغاية، هادئة، ومتزنة، وإيجابية – ولكنها متعطشة للنجاح. تحدثت مؤخرًا عن البحث المستمر عن هامش الربح، وأكدت أن هذا الفريق “يصطاد باستمرار”. إنها تشجع لاعباتها على التصرف كالمطاردين، وليس كمن يتم مطاردته.
يعتبر وجود باني شاو في خط الهجوم قوة ضاربة. لقد عادت إلى تقديم مستويات عالية بعد موسم تأثر بالإصابات، وهي الآن أفضل من أي وقت مضى، حيث تتجاوز متوسط هدف واحد في المباراة، وتبدو عازمة على قيادة فريقها لتحقيق لقبه الأول منذ عام 2016. مساهماتها التهديفية التي بلغت 15 هدفاً تتجاوز ضعف أي لاعبة أخرى في الفريق.
إن ارتفاع مستوى كاسباريج وبالإضافة إلى ذلك، قدرتها على خلق الفرص تساهم بشكل كبير في نجاح الفريق. فهي من بين أفضل المدافعات في الدوري في هذا المجال، حيث قامت بتمريرات نهائية (xA) عالية الجودة. وهذا يعني أن شاو تلعب إلى جانب اثنين من أكثر اللاعبات إبداعًا في الدوري.
مانشستر سيتي لديه الآن عمق في التشكيلة، مما يجعله قادراً على المنافسة على أعلى المستويات. وجود لاعبات مثل أليكس غرينوود وغريس كلينتون وغرايسي بريور على مقاعد البدلاء يعزز من قوة الفريق وقدرته على مواجهة أي تحدٍ.
اللمسة الإبداعية لكاسباريج
تكمن قوة مانشستر سيتي في قدرته على التعمق في مناطق الخصم، وخلق الفرص من خلال التمريرات العرضية. كاسباريج تلعب دورًا حيويًا في هذا الجانب، حيث تقدم السرعة والعرض واللمسة النهائية الجيدة.
“أعتقد أنني أحصل على الكثير من الحرية في أسلوب اللعب وفي نظامنا.” هذا ما قالته كاسباريج مؤخرًا لـ Sky Sports. وهذا يمنحها الفرصة للتقدم للأمام والمساهمة في الهجوم.
المدربة ييغلرتز لا ترغب أبدًا في أن يكتفي فريقها بالحفاظ على التقدم، بل تريد أن يسيطر على المباريات من خلال الهجوم المستمر. حتى عندما كان الفريق متقدمًا 4-1 في مباراة ضد أستون فيلا، أصرت على ضرورة تسجيل المزيد من الأهداف، وهذا يدل على طموح الفريق ورغبته في تحقيق الفوز بكل الوسائل.
ماذا بعد؟
سيعود مانشستر سيتي إلى منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات بعد فترة التوقف الشتوي بمواجهة إيفرتون على أرضه في يناير. لكن الاختبار الحقيقي سيكون في الشهر التالي، حيث سيواجه تشيلسي وآرسنال في مباراتين متتاليتين في بداية شهر فبراير، ستكونان بمثابة فرصة حاسمة للفريق للتخلص من المنافسين والتأكيد على صدارته. يبقى أن نرى كيف ستسير الأمور، ولكن يبدو أن مانشستر سيتي في أفضل حالاته لتحقيق هذا الهدف.










