أودت غارات إسرائيلية، الجمعة، بحياة أربعة فلسطينيين، بينهم امرأة، في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، في تصعيد خطير يثير تساؤلات حول الالتزام بـوقف إطلاق النار القائم. يأتي هذا الحادث بعد أيام من اغتيال قيادي في حركة حماس، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة. وتواجه هذه التطورات انتقادات دولية متزايدة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن فرق الدفاع المدني والإسعاف واجهت صعوبات بالغة في انتشال جثامين الضحايا بسبب استمرار القصف. وتأتي هذه الغارات في وقت يشهد فيه قطاع غزة أوضاعاً إنسانية صعبة للغاية، مع نزوح آلاف السكان وتدهور الخدمات الأساسية.
تصعيد القصف الإسرائيلي في قطاع غزة
شنت القوات الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي على مناطق مختلفة في قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة ودير البلح وخان يونس. بالإضافة إلى ذلك، أفادت مصادر محلية باستمرار إطلاق النار العشوائي بالقرب من مناطق تواجد النازحين في خيامهم بمواصي خان يونس، مما يزيد من المخاوف بشأن سلامة المدنيين. وتشير التقارير إلى أن هذه الغارات تستهدف بشكل متزايد المناطق السكنية.
تأثير القصف على الوضع الإنساني
أفادت مصادر طبية بوصول إصابة لشاب إلى مستشفى ناصر الطبي في خان يونس مساء الخميس. ومع ذلك، لم تتمكن الجهات المختصة من الوصول إلى المصابين أو الضحايا الآخرين بعد إطلاق النار على مجموعة من المواطنين في بني سهيلا أثناء محاولتهم انتشال جثمان امرأة قُتلت في غارة سابقة. هذه القيود على الوصول تعيق بشكل كبير جهود الإغاثة وتقديم المساعدة الطبية للمحتاجين.
كما تعرض الصيادون الفلسطينيون لمضايقات من الزوارق الحربية الإسرائيلية في بحر رفح وخان يونس، مما أثر على سبل عيشهم وأمنهم الغذائي. وتشهد مناطق القطاع تحليقاً مكثفاً لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية، مما يزيد من حالة الخوف والقلق بين السكان.
الخلافات حول انتهاك اتفاق غزة
أثار اغتيال رائد سعد، القيادي في حركة حماس، في غارة جوية يوم السبت، جدلاً واسعاً حول التزام إسرائيل بـوقف إطلاق النار. أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن أنه “المسألة قيد المراجعة” رداً على سؤال حول ما إذا كانت هذه العملية تمثل انتهاكاً للاتفاق.
ووفقاً لمسؤولين أمريكيين، أرسل البيت الأبيض رسالة صارمة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبراً أن اغتيال سعد يمثل انتهاكاً للاتفاق الذي توسط فيه ترمب. وتشير التقارير إلى أن واشنطن قلقة من أن هذه الخطوة قد تقوض جهودها الدبلوماسية في المنطقة.
من جهته، أعلن القيادي في حركة حماس غازي حمد أن الجيش الإسرائيلي ارتكب 813 انتهاكاً لـوقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 400 فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين. هذه الأرقام تعكس حجم التوتر المتصاعد في قطاع غزة.
ردود الفعل الدولية والتحذيرات الإنسانية
أعربت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة عن قلقها العميق إزاء العراقيل التي تعيق العمليات الإنسانية في غزة. وحذرت هذه الجهات من أن الوضع الإنساني قد ينهار إذا لم تتم إزالة هذه العراقيل، مما يعرض حياة آلاف المدنيين للخطر. وتدعو هذه المنظمات إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن إلى جميع المحتاجين في القطاع. كما يثير الوضع تساؤلات حول مستقبل عملية السلام في المنطقة.
وتشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتهدئة التصعيد والالتزام بـوقف إطلاق النار. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس ترمب برئيس الوزراء نتنياهو في منتجعه الخاص بمارالاجو في 29 ديسمبر الجاري، ومن المتوقع أن يناقش الطرفان هذه القضية بشكل مفصل.
من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية في الأيام القادمة لتهدئة التوتر في قطاع غزة. ومع ذلك، يبقى الوضع هشاً وغير مستقر، ويتطلب مراقبة دقيقة لتطورات الأحداث. وستعتمد التطورات المستقبلية على مدى التزام الأطراف بـوقف إطلاق النار وتجنب المزيد من التصعيد.










