أصدرت المحكمة الأمريكية صورًا ومقاطع فيديو جديدة ضمن قضية الملياردير المدان بالاعتداء الجنسي جيفري إبستين، والتي تثير مزيدًا من الجدل وتلقي الضوء على شبكة علاقاته الواسعة. وتظهر صور إبستين شخصيات بارزة، بما في ذلك الرئيس السابق بيل كلينتون، والأمير أندرو، والمغني مايكل جاكسون، بالإضافة إلى صور أخرى ذات طبيعة حساسة. وقد تم نشر هذه المواد على موقع محكمة أمريكا، مما يجعلها متاحة للعامة.
تم الكشف عن هذه الصور ومقاطع الفيديو على شكل ثلاث دفعات منفصلة، وتهدف إلى توفير مزيد من الشفافية في القضية المعقدة. وتتضمن الصور لقطات من منازل إبستين، ومواقع مختلفة حول العالم، وتفاعلات بين إبستين وعدد من الأفراد المرتبطين به. وقد أدت هذه التسريبات إلى موجة من ردود الفعل من مختلف الأطراف المعنية.
تفاصيل الدفعة الثانية من صور إبستين
تضمنت الدفعة الثانية من المواد المنشورة 574 صورة ومقطع فيديو قصير مدته أربع ثوانٍ. وبالإضافة إلى صور إبستين وغيلين ماكسويل، ظهر في هذه الصور عدد من المشاهير والسياسيين مثل كريس تاكر وكيفن سبيسي وكيث ريتشاردز. ومع ذلك، لفتت الأنظار بشكل خاص الصور التي تظهر بيل كلينتون في أوضاع مختلفة.
ظهر كلينتون في عدة صور مع نساء لم يتم الكشف عن هويتهن، بالإضافة إلى صور تظهره بصدق مع ماكسويل في المسبح. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، رافق كلينتون أيضًا تاكر وسبيسي في بعض رحلاته مع إبستين في عامي 2002 و 2003، بما في ذلك رحلة إنسانية إلى أفريقيا.
أصدر المتحدث باسم كلينتون، أنجيل أورينا، بيانًا أكد فيه أن هذه الصور تعود إلى أكثر من 20 عامًا وأنها لا تتعلق بكلينتون بشكل مباشر. هذا البيان يأتي في محاولة للحد من الضرر المحتمل الذي قد تسببه هذه الصور لسمعة الرئيس السابق.
دور جان لوك برونيل في شبكة إبستين
كما كشفت الدفعة الثانية عن العديد من الصور التي تظهر جان لوك برونيل، وكيل النماذج المقرب من إبستين، في أوضاع مختلفة مع إبستين وماكسويل، وحتى أثناء السفر على متن طائرة إبستين الخاصة. وتظهر بعض الصور ماكسويل وهي تدلك أقدام برونيل، مما أثار المزيد من التساؤلات حول طبيعة علاقتهما.
يذكر أن برونيل قُبض عليه من قبل السلطات الفرنسية في عام 2020 كجزء من تحقيق في جرائم الاتجار بالجنس والاعتداء الجنسي. وقد توفي برونيل في عام 2022 في زنزانته، بعد أن اتُهم بالاغتصاب والتحرش الجنسي.
صور الأمير أندرو وبيل كلينتون في الدفعة الثالثة
تضمنت الدفعة الثالثة من الصور العديد من اللقطات التي يعتقد أنها مطبوعة من التخزين الرقمي، حيث تظهر أسماء الملفات وامتداداتها بوضوح. وظهر الأمير أندرو في إحدى الصور وهو في وضع حميمي مع أربع نساء لم يتم الكشف عن هويتهن، بينما كانت ماكسويل وامرأة أخرى تقفان في الخلفية.
بالإضافة إلى ذلك، ظهرت صور لبيل كلينتون مع امرأة مجهولة الهوية تجلس على حضنه، وصور أخرى من رحلة جماعية إلى تايلاند يُزعم أن كلينتون قام بها مع إبستين وماكسويل. وذكرت التقارير أن كلينتون سافر مع الزوجين في العديد من الرحلات الأخرى التي توقفت في الصين وباريس وستوكهولم وأفريقيا والمغرب.
هذه التسريبات تزيد من التدقيق في علاقات إبستين بشخصيات بارزة، وتثير تساؤلات حول مدى معرفة هؤلاء الأشخاص بأنشطته الإجرامية. قد تتسبب هذه الصور في إجراء تحقيقات إضافية من قبل السلطات، وتؤثر على السمعة العامة للأفراد الذين ظهروا فيها.
تحليل قانوني وتداعيات محتملة
تأتي هذه التسريبات في وقت لا تزال فيه قضية إبستين تثير الجدل. ووجهت اتهامات للعديد من الأفراد بالتورط في أنشطته الإجرامية، ولكن قلة منهم فقط تمت محاسبته. ويأمل البعض في أن تؤدي هذه التسريبات إلى كشف المزيد من الحقائق حول القضية، ومحاسبة جميع المتورطين.
من الناحية القانونية، قد لا يكون نشر هذه الصور جريمة بحد ذاته، ولكنها قد تستخدم كدليل في تحقيقات جنائية أو دعاوى مدنية. كما يمكن أن يؤدي إلى ضغوط عامة على السلطات لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة. الشفافية في مثل هذه القضايا (الاعتداء الجنسي، شبكات السلطة) أمر بالغ الأهمية لاستعادة ثقة الجمهور.
من المتوقع أن تستمر المحكمة في نشر المزيد من المواد المتعلقة بقضية إبستين في الأسابيع المقبلة. وستركز الأطراف المعنية على تحليل هذه المواد بعناية، وتقييم تأثيرها المحتمل على التحقيقات الجارية. من الضروري متابعة التطورات في هذه القضية، وانتظار نتائج التحقيقات الإضافية.










