نعت نقابة المهن التمثيلية في مصر الفنانة القديرة سمية الألفي عن عمر يناهز 72 عامًا، السبت، بعد صراع طويل مع المرض. رحلت سمية الألفي، تاركة وراءها إرثًا فنيًا غنيًا أثرى الدراما المصرية لعقود، ومؤكدةً بذلك مكانتها كواحدة من أهم نجمات جيلها. وقد لاقت وفاة الفنانة تعازيًا واسعة من زملائها ومحبيها في جميع أنحاء الوطن العربي.
الوفاة حدثت بعد فترة من التدهور الصحي، وسط متابعة دقيقة من فريقها الطبي. أعلنت نقابة الممثلين الخبر، معربةً عن حزنها العميق، وأشارت إلى أن تفاصيل الجنازة ومراسم العزاء سيتم الإعلان عنها لاحقًا. وقد نعى العديد من الفنانين والإعلاميين الفقيدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
مسيرة سمية الألفي الفنية: تاريخ من الإبداع
بدأت سمية الألفي مسيرتها الفنية في السبعينيات، حيث قدمت العديد من الأعمال المميزة في التلفزيون والمسرح قبل أن تنتقل إلى السينما. تميزت بتنوع أدوارها وقدرتها على تجسيد الشخصيات المختلفة ببراعة، مما جعلها محبوبة لدى جمهور واسع. لم تقتصر موهبتها على التمثيل، بل أبدعت أيضًا في الغناء، حيث قدمت بعض الأغاني التي لاقت استحسانًا.
بداياتها في الفن
تخرجت سمية الألفي من كلية الآداب بجامعة القاهرة، قبل أن تتفرغ للفن. كانت بدايتها من خلال المسرح الجامعي، حيث شاركت في العديد من العروض الطلابية التي أظهرت موهبتها وقدراتها التمثيلية. انتقلت بعدها إلى التلفزيون، وقدمت مجموعة من الأدوار الصغيرة التي لفتت انتباه المخرجين والمنتجين.
أبرز أعمالها الدرامية والسينمائية
شاركت سمية الألفي في العديد من المسلسلات التلفزيونية الشهيرة، بما في ذلك “رحلة المليون” و “الحب والصبار” و “الراية البيضاء” و “ليالي الحلمية” و “بوابة الحلواني” و”العطار والسبع بنات”. أظهرت هذه المسلسلات تنوعها الفنية وقدرتها على التألق في مختلف الأنواع الدرامية.
إلى جانب التلفزيون، قدمت سمية الألفي عددًا من الأفلام السينمائية المتميزة، مثل “المجهول” و”علي بيه مظهر و٤٠ حرامي” و”حد السيف” و”نوع من الرجال” و”القرداتي” و”إلى أين تأخذني هذه الطفلة”. وقد ساهمت هذه الأدوار في ترسيخ مكانتها كنجمة سينمائية بارزة. كما تجدر الإشارة إلى مساهماتها في الدراما المصرية.
كما اشتهرت الفنانة الراحلة بصلابتها وقدرتها على مواجهة التحديات في حياتها الفنية والشخصية. كانت تعتبر مثالًا للمرأة القوية والطموحة، وألهمت العديد من الفنانين الشباب في الوطن العربي.
لم تكن حياة سمية الألفي خالية من الصعوبات، حيث واجهت العديد من الظروف القاسية، بما في ذلك وفاة زوجها الفنان الكبير فاروق الفيشاوي في عام 2019. لكنها استطاعت دائمًا أن تتجاوز هذه الصعوبات وأن تستمر في مسيرتها الفنية بإصرار وعزيمة.
وقد نعى وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو الفنانة الراحلة، وأشاد بمسيرتها الفنية المتميزة وإسهامها في إثراء المشهد الفني المصري. وأكد أن رحيل سمية الألفي يمثل خسارة كبيرة للثقافة المصرية والعربية.
وكانت الفنانة تعاني من وعكة صحية متكررة خلال الفترة الأخيرة، مما أدى إلى دخولها المستشفى لتلقي العلاج. بالرغم من الجهود الطبية المبذولة، إلا أن حالتها الصحية تدهورت بشكل كبير، مما أدى إلى وفاتها في النهاية.
من المنتظر أن تشهد الجنازة حضورًا لافتًا من الفنانين والإعلاميين ومحبيها، كما ستتلقى أسرة الفقيدة العزاء في مكان وزمان سيتم تحديدهما لاحقًا. ويترقب الجمهور ومواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل العزاء والمشاركة في اللحظات الحزينة مع أسرتها.
سيتم الإعلان عن التفاصيل النهائية لمراسم الجنازة والعزاء خلال الساعات القادمة من قبل نقابة المهن التمثيلية وأسرة الفنانة. وما زالت التفاصيل المتعلقة بترتيبات هذه المراسم قيد التشاور والتنسيق، مع الأخذ في الاعتبار رغبة الأسرة في إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من محبيها لتوديعها.










