أكدت هزيمة إنجلترا النكراء في سلسلة الرماد (Ashes) بعد أن حسم أستراليا الفوز بفارق 82 ركضة في اليوم الأخير من المباراة الثالثة في أديليد. وبهذا الفوز، تكون أستراليا قد حسمت السلسلة لصالحها، مما يضع نهاية مبكرة لتطلعات إنجلترا في استعادة كأس الرماد.
بعد انتصارات مريحة في بيرث وبريسبان، يمثل هذا الفوز تقدمًا لا رجعة فيه لأستراليا بنتيجة 3-0 في سلسلة مباريات من خمسة اختبارات، وذلك في غضون 11 يومًا فقط من اللعب، وهو ما يعادل أسرع فترة زمنية يتم فيها حسم الرماد في المائة عام الماضية.
ملخص مباراة الرماد (Ashes) الثالثة بين أستراليا وإنجلترا
أظهرت إنجلترا بعض الروح القتالية في بداية يوم الأحد، حيث بدأت برصيد 207/6. قدّم كل من جيمي سميث (60) وويل جاكس (47) وبريدون كارسي (38 غير مهزوم) أداءً جيدًا، مما أثار بعض الأمل لدى الفريق بقيادة بن ستوكس. ولكن، بفضل تألق ميتشل ستارك (3/62)، اقتربت أستراليا من تحقيق الفوز، قبل أن ينهي سكوت بولاند آمال إنجلترا بإسقاط جوش تونج، ليخرج الفريق الزائر من المباراة برصيد 352 ركضة في سعيه لتحقيق رقم قياسي بالفوز بـ 435 ركضة.
سيطرة أستراليا وتأملات حول مستقبل إنجلترا
من المؤكد أن السيطرة الواضحة التي أظهرتها أستراليا في الفوز ستثير تساؤلات حول مستقبل بن ستوكس كقائد وفريق بريندون ماكولوم كمدرب. لم ينجح أسلوب إنجلترا الهجومي المعروف باسم “Bazball” في تحقيق النتائج المرجوة تحت أقسى الاختبارات.
قال ستوكس: “لقد انتهى الحلم الذي جئنا به إلى هنا، وهو أمر محبط للغاية.” وأضاف: “الجميع يتألمون وعاطفيون بشأن هذا الأمر. ولكن لا تزال لدينا مباراتان، وهذا هو المكان الذي يجب أن نركز عليه الآن.”
وتابع: “لقد جئنا إلى هنا بهدف، ولم نتمكن من تحقيقه. إنه يؤلم ويزعجنا، لكننا لن نتوقف.”
بينما اعترف ماكولوم بمسؤوليته عن عدم الاستعداد الجيد لإنجلترا في سلسلة الرماد، قائلاً: “هل كان بإمكاننا فعل المزيد قبل المباراة الأولى، وهل كان بإمكاننا فعل أقل قبل المباراة الثانية؟” وتابع: “أعترف بأنني لم أوفق في ذلك، لأننا خسرنا 3-0.”
تصريحات كامينز: “فوز رائع”
على الرغم من الاضطرابات التي واجهتها أستراليا بسبب غياب لاعبين أساسيين طوال السلسلة، إلا أنها نجحت في السيطرة على اللعبة. عاد القائد بات كامينز إلى الفريق في المباراة الثالثة بعد أن غاب عن أول مباراتين بسبب الإصابة، ولم يتمكن جوش هازيلوود من اللعب في أي من المباريات، بينما غاب ستيف سميث عن المباراة في أديليد بسبب المرض بعد قيادته للفريق في بيرث وبريسبان.
واجهت أستراليا انتكاسة أخرى في الصباح الباكر من اليوم الأخير، حيث اضطر الظهير ناثان ليون إلى الانسحاب بعد إصابة في أوتار الركبة أثناء محاولته إيقاف كرة سريعة في الملعب، مما يهدد مشاركته في بقية مباريات السلسلة. وعلى الرغم من هذه العقبات، تمكن الفريق الأسترالي من تحقيق الفوز.
قال كامينز: “إنه شعور رائع حقًا. سلسلة مذهلة، كنت أفكر فيها منذ فترة طويلة.” وأضاف: “أحد الأشياء التي أفتخر بها في هذا الفريق هو أنه لا شيء يسير بشكل مثالي، وهناك دائمًا شيء ما يظهر، ولكن هذا الفريق يواصل المضي قدمًا.”
واستطرد: “افتقدت أول مباراتين، لكن ستيف [سميث] يحل محلي بسلاسة. أصيب ناثان [ليون] اليوم، ولكن الأولاد يقولون: “حسنًا، حدث ذلك، فلنواصل”.” وأشار إلى أن هذه المرونة هي أحد الأسباب الرئيسية وراء نجاح الفريق في العامين الماضيين.
جفاف إنجلترا في أستراليا مستمر
يمثل الهزيمة في أديليد استمرارًا لجفاف إنجلترا في الفوز في أستراليا، حيث لم يحقق الفريق أي انتصار في آخر 18 اختبار رماد خارج أرضه. وقد فازت أستراليا بـ 16 من هذه المباريات منذ آخر انتصار لإنجلترا على الأراضي الأسترالية في عام 2011.
بدأت إنجلترا المباراة على أرضية جيدة، لكنها أهدرت فرصة لإحراز تقدم كبير في الشوط الأول على أرضية أديليد، مما سمح لأستراليا بإنهاء الشوط الأول متقدمة بـ 85 ركضة. وقد أثبتت هذه النقطة أنها حاسمة في مسار المباراة.
ستتجه أستراليا نحو مباراة بوكسينغ داي (Boxing Day) في ملبورن سعياً لإكمال الفوز الساحق. وستختتم السلسلة بمواجهة في سيدني في الفترة من 4 إلى 8 يناير.
أكد ستوكس أن فريقه “لن يستسلم، وسيبذل قصارى جهده في المباراتين القادمتين.”
يجدر بالذكر أن أستراليا فازت بسلسلة الرماد على أرضها بأربعة انتصارات متتالية، حيث تعادلت في سلسلتين خارج أرضها وفازت مرتين على أرضها.










