يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعرض تقييم للوضع الأمني وخيارات عسكرية محتملة ضد إيران على الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خلال لقاء مرتقب في ولاية فلوريدا. يأتي هذا التحرك وسط مخاوف متزايدة في إسرائيل من تسارع برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وجهود طهران لإعادة تأهيل قدراتها العسكرية، مما يثير توترات إقليمية جديدة.
ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن المسؤولين الإسرائيليين قلقون بشكل خاص من التوسع في إنتاج إيران لبرنامجها الصاروخي الباليستي، والذي تعرض لانتكاسات نتيجة ضربات سابقة. كما يشعرون بالقلق من محاولات إعادة بناء مواقع نووية، على الرغم من أن إعادة بناء القدرات الصاروخية وإصلاح أنظمة الدفاع الجوي تعتبر الأولوية الأكثر إلحاحًا في الوقت الحالي.
التهديد الإيراني وتصعيد برنامج الصواريخ الباليستية
تأتي هذه التطورات في ظل تقييمات تشير إلى أن إيران قد تزيد من إنتاجها من الصواريخ الباليستية إلى مستويات مقلقة، تصل إلى ثلاثة آلاف صاروخ شهريًا إذا لم يتم اتخاذ إجراءات رادعة. ويرى مسؤولون إسرائيليون سابقون أن هذا التهديد يشكل مصدر قلق بالغ، حيث يصعب اعتراض هذه الصواريخ بشكل كامل.
وبحسب المصادر، فإن نتنياهو سيسعى خلال لقائه مع ترمب إلى إقناعه بأن التوسع في برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني يمثل تهديدًا ليس فقط لإسرائيل، بل للمنطقة بأكملها، بما في ذلك المصالح الأمريكية. ومن المتوقع أن يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي مجموعة من الخيارات، بما في ذلك إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى أي عمليات عسكرية مستقبلية أو تقديم دعم لها.
خيارات الرد المحتملة
تشمل الخيارات التي من المحتمل أن يعرضها نتنياهو على ترمب، وفقًا للمصادر، تنفيذ إسرائيل لعملية عسكرية بمفردها، أو الحصول على دعم أمريكي محدود، أو إجراء عمليات مشتركة بين البلدين، أو حتى قيام الولايات المتحدة بتنفيذ العملية بمفردها. هذه الخيارات تعكس التقديرات الإسرائيلية المختلفة للمخاطر والفوائد المحتملة لكل سيناريو.
في المقابل، أشار البيت الأبيض إلى أن تقييم الحكومة الأمريكية، المدعوم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يؤكد أن عملية “Midnight Hammer” قد قضت على القدرات النووية الإيرانية. ومع ذلك، أكدوا أن أي سعي إيراني لامتلاك سلاح نووي سيواجه استهدافًا مباشرًا.
بالإضافة إلى برنامج الصواريخ الباليستية، يثير تمويل إيران لوكلائها في المنطقة قلقًا كبيرًا لإسرائيل. ويرى مسؤولون إسرائيليون أن هذا التمويل يساهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي ويهدد الأمن الإسرائيلي.
وتتزامن هذه الخطط مع دراسة الرئيس ترمب لخيارات أخرى، مثل تنفيذ ضربات عسكرية في فنزويلا، ومع جهوده للترويج لحملته الجوية ضد البرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى وساطته في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
مخاوف من فشل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
من المتوقع أن يشغل اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس جزءًا كبيرًا من محادثات نتنياهو وترمب. هناك مخاوف من أن عدم تنفيذ المرحلة التالية من الاتفاق، والتي تشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وتولي لجنة فلسطينية إدارة القطاع ونشر قوة دولية، قد يؤدي إلى تصعيد جديد للعنف.
ويرى بعض المسؤولين الإسرائيليين السابقين أن ترمب قد يكون أقل حماسة لأي عمل عسكري جديد ضد إيران إذا استمر التوتر بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين بشأن نهج نتنياهو تجاه وقف إطلاق النار في غزة.
في الوقت نفسه، أبدت طهران اهتمامًا باستئناف المحادثات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة بهدف تقييد برنامجها النووي، وهو ما قد يعقد مساعي إسرائيل لإقناع ترمب بتنفيذ ضربات جديدة. ومع ذلك، يرى البعض أن التهديد الأكبر يكمن في برنامج الصواريخ الباليستية، وليس في البرنامج النووي نفسه.
الوضع الحالي يتطلب مراقبة دقيقة لتطورات المحادثات بين نتنياهو وترمب، وتقييم مدى استعداد الولايات المتحدة للانخراط في أي عمل عسكري ضد إيران. كما يجب متابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث أن أي فشل في هذا الصدد قد يؤثر على حسابات ترمب بشأن التدخل في المنطقة. من المتوقع أن يعقد اللقاء بين الرئيسين في نهاية الشهر الجاري، وسيكون بمثابة اختبار حاسم للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية ومستقبل الأمن الإقليمي.










