يبدو أن نادي أرسنال يواجه صعوبة في الحفاظ على تقدمه في الدقائق الأخيرة من المباريات، وهو ما يثير قلق المشجعين. شهدنا بالفعل استقبال أهداف متأخرة في مباريات ضد سندرلاند وأستون فيلا وولفز، وآخرها ضد كريستال بالاس. هذا الاتجاه يدعو إلى التساؤل، خاصةً لفريق يسعى لتحقيق اللقب.
عادةً ما يثير مثل هذا الأمر القلق والشكوك حول قدرات الفريق، خاصةً فريق مثل أرسنال الذي واجه صعوبات في الوصول إلى المراحل النهائية في السنوات الأخيرة. لكن، يبدو أن المدرب ميكيل أرتيتا لا يرى في ذلك مشكلة دفاعية، بل هجومية.
أرسنال: ليست مشكلة دفاعية بل هجومية
أكد أرتيتا أن فارق الأهداف كان يجب أن يكون أكبر في المباريات التي ذكرناها، مشيرًا إلى أن المشكلة تكمن في عدم قدرة الفريق على حسم المباريات بتسجيل المزيد من الأهداف قبل نهاية الوقت. هذا ما ظهر جليًا في مباراة كريستال بالاس، حيث أهدر لاعبو أرسنال العديد من الفرص قبل أن ينجح الفريق في التأهل بركلات الترجيح.
في أكثر من 300 دقيقة، لم يتمكن أي لاعب في أرسنال من تسجيل هدف من اللعب المفتوح. يعتمد الفريق حاليًا على الأهداف الذاتية من الخصوم وركلات الجزاء. صحيح أن الأهداف الذاتية وركلات الجزاء ليست شيئًا يدعو للخجل، بل هي دليل على الضغط الذي يمارسه الفريق على دفاع الخصم، إلا أن الإحصائيات تشير إلى أن لاعبي أرسنال كان يجب أن يسجلوا ما لا يقل عن ستة أهداف في آخر ثلاث مباريات.
تاريخ من المعاناة في ديسمبر
هذا ليس جديدًا على أرسنال في فترة الأعياد. ففي ديسمبر 2023، تلقى الفريق خسارتين متتاليتين في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام فولهام ووست هام، وودع كأس الاتحاد الإنجليزي على الرغم من سيطرته على المباراة ضد ليفربول. وفي العام الماضي، تعادل أرسنال في مباراتين متتاليتين ضد فولهام وإيفرتون، وكانت مباراة الفوز على إيبسويتش بعد عيد الميلاد بعيدة كل البعد عن الإقناع من الناحية الهجومية. كما ودع الفريق كأس الرابطة الإنجليزية على الرغم من تفوقه في الشوط الأول من المباراة ضد نيوكاسل.
يبدو أن الفريق يعاني من نفس المشكلة التي واجهته في المواسم الماضية، وهي صعوبة في حسم المباريات بعد التقدم بهدف واحد. وقد حاول أرسنال معالجة هذا الأمر من خلال التعاقد مع لاعبين جدد في الخط الأمامي، مثل إيميليانو بوينديا وفيكتور جيوكيريس ونوني مادويك وإيبريتشي إيزي، بهدف إضافة المزيد من الفعالية الهجومية.
يبدو أن هذه الجهود قد آتت أكلها، حيث أصبح الفوز بنتيجة 2-0 هو الأكثر تكرارًا لأرسنال هذا الموسم. إلا أن الفريق عاد إلى عاداته القديمة في الفترة الأخيرة، وأصبح يكتفي بالتقدم بهدف واحد قبل أن يتلقى هدفًا متأخرًا.
لو كان الحظ حليف أرسنال في بعض المباريات الأخيرة، لكان الوضع مختلفًا. ففي مباراة إيفرتون، كان يجب احتساب ركلة جزاء لصالح أرسنال، بينما في مباراة وولفز، كان يجب أن يتم احتساب هدف صحيح لأرسنال تم إلغاؤه. وفي مباراة كريستال بالاس، كان أداء الحارس والتر بينيتيز مميزًا للغاية، مما منع أرسنال من التسجيل.
إن قدرة أرسنال على الفوز في المباريات على الرغم من استقبال الأهداف المتأخرة هي دليل على الاستعداد الجيد للفريق هذا الموسم، من حيث العمق في التشكيلة وإدارة المباراة. لكن، يجب على الفريق أن يكون أكثر فعالية في الهجوم إذا كان يريد حسم البطولات.
يجب على أرسنال أن يكون أكثر قسوة في الهجوم، ولا يمكنه الاعتماد على الأهداف الذاتية وركلات الجزاء. يجب على اللاعبين استغلال الفرص المتاحة لهم وتسجيل المزيد من الأهداف قبل نهاية الوقت.
من المتوقع أن يشهد أرسنال فترة انتقالات شتوية حافلة بالصفقات، بهدف تعزيز الخط الأمامي وإضافة المزيد من الفعالية الهجومية. لكن، يبقى السؤال هو: هل سيتمكن الفريق من حل هذه المشكلة قبل فوات الأوان؟ وما إذا كان أداء الفريق الهجومي سيتحسن في المباريات القادمة، أم سيستمر في المعاناة؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.








