قتلت قوات الاحتلال 3 فلسطينيين في مخيم بلاطة شرقي نابلس واعتقلت 3 آخرين في جنين، في حين دانت الرئاسة الفلسطينية التصعيد الإسرائيلي وطالبت واشنطن بالتدخل لحماية الشعب الفلسطيني.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة 12 آخرين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها فجر اليوم الاثنين مخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس، أكبر المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية.
ويشهد المخيم اشتباكات قوية بعد اقتحام قوات الاحتلال له من محاور عدة بدعوى اعتقال “مطلوبين” حيث تصدى لها الشبان الفلسطينيون، وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات أمنية.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم برفقة جرافات وآليات عسكرية وتواصل حصاره وتمنع وصول مركبات الإسعاف إلى داخله.
من اقتحام قوات الاحتلال لمخيم بلاطة. pic.twitter.com/kLfvMVDlyE
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) May 21, 2023
وقد نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الشهداء الثلاثة الذين سقطوا في الاقتحام الإسرائيلي لمخيم بلاطة، مؤكدة أن اثنين منهم ينتمون لكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري للحركة.
وأضافت أن الشهداء هم: محمد أبو زيتون، وعبد الله أبو حمدان، وفتحي أبو رزق شقيق الشهيد حاتم أبو رزق القيادي في الكتائب الذي استشهد قبل سنوات في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال.
بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن عملية نابلس شهدت تفجير معمل للمتفجرات ومصادرة أسلحة وذخائر، كما أشار إلى اعتقال عدد من الأشخاص وقتل مسلحين.
أما الإذاعة الإسرائيلية فقالت إن مئات الجنود شاركوا في اقتحام مخيم بلاطة شرقي نابلس فجر اليوم.
وبسقوط الشهداء الثلاثة في مخيم بلاطة، يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام إلى 159، بينهم 3 من داخل الخط الأخضر، و36 من قطاع غزة، ومن بين الشهداء 26 طفلا.
إدانة فلسطينة
وقد دانت الرئاسة الفلسطينية الاقتحام الإسرائيلي لمخيم بلاطة ومدينة نابلس.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن ما حدث في المخيم مجزرة حقيقية واستمرار للحرب الشاملة على الشعب الفلسطيني.
وحمل أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد المستمر والجرائم المستمرة وسياسة العقاب الجماعي، حسب تعبيره.
وطالب أبو ردينة الإدارة الأميركية بالتدخل الفوري لوقف ما وصفه بالجنون الإسرائيلي، مضيفا أن صمت الإدارة الأميركية شجع الاحتلال الاسرائيلي على التمادي في عدوانه.
بدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم بلاطة جنوبي نابلس فجر اليوم لن تؤثر في معنويات شعبنا المنتفض للرد على جرائم الاحتلال والانتصار للمسجد الأقصى والمقدسات التي تتعرض للتدنيس والتهويد.
من جانبها، نعت حركة الجهاد الإسلامي -في بيان صحفي- شهداء نابلس، مؤكدة أن جرائم الاحتلال ستزيد من عزم الشعب الفلسطيني على مواصلة طريقه وأن المقاومة حاضرة للثأر والانتقام لدماء الشهداء.
اقتحام جنين وحصار حوارة
كذلك اقتحمت قوات الاحتلال أحياء عدة في مدينة جنين وأطراف مخيمها، واعتقلت 3 شبان فلسطينيين بينما أصيب آخر بجروح.
وأفاد مراسل الجزيرة باندلاع اشتباك بين قوات الاحتلال ومقاومين فلسطينيين أطلقوا الرصاص واستخدموا العبوات ضد وحدة المستعربين في جيش الاحتلال التي دخلت إلى المدينة وإلى أطراف المخيم مستخدمة مركبات فلسطينية.
وقال مراسل الجزيرة إن قناصة من جنود الاحتلال اعتلوا عمارات ومباني مطلة على المخيم، واعتدوا بالضرب على بعض السكان قبل انسحابهم.
جانب من الاشتباكات المسلحة المندلعة مع قوات الاحتلال في مدينة جنين #الجزيرة #فيديو pic.twitter.com/o4VadjMcWl
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) May 22, 2023
وفي سياق متصل، أفادت مراسلة الجزيرة بأن جيش الاحتلال أغلق شارع بلدة حوارة الرئيسي، كما أمر بغلق المحال التجارية، ونصَبَ حواجز في محيط المنطقة للبحث عن منفذ عملية دهس أصيب خلالها جندي إسرائيلي أمس الأحد.
كما أغلقت قوات الاحتلال المداخل المؤدية إلى البلدة جنوب نابلس، ومنعت الفلسطينيين من التنقل بين وسط الضفة الغربية وشمالها.
يذكر أن قرية حوارة تشهد توترا على الدوام بسبب تعرضها لهجمات من المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بها، وكان مستوطنون قد أحرقوا منازل وممتلكات لفلسطنيين قبل أشهر قليلة.
تصعيد إسرائيلي
وفي خطوة تصعيدية، عقدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي جلستها الأسبوعية أمس الأحد داخل نفق يقع أسفل الناحية الغربية من المسجد الأقصى، وذلك إحياء للذكرى 56 لاحتلال القدس.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل وحّدت مدينة القدس قبل 56 عاما، مضيفا أن المعركة التي يخوضها لتوحيد القدس والتصدي للضغوط الغربية ما زالت مستمرة.
وصدقت الحكومة الإسرائيلية على إضافة نحو 17 مليون دولار إلى ميزانية حفر الأنفاق تحت حائط البراق والبلدة القديمة، بينما تعتزم التصديق على سلسلة من القرارات والمشاريع، بهدف تشجيع الشبان اليهود على الانتقال للعيش في القدس.
وقبيل الاجتماع، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير باحات المسجد الأقصى وقال إن جبل الهيكل -في إشارة إلى الحرم القدسي الشريف- سيبقى تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد.
قلق أميركي
من جانبها، عبرت الخارجية الأميركية عن قلق واشنطن من اقتحام بن غفير لباحات الأقصى الذي وصفته بالاستفزازي، ومما صاحبه من خطاب تحريضي، وفق ما قالت.
وأضافت -في بيان- أنه لا يجوز استخدام المواقع المقدسة لأغراض سياسية وأن الولايات المتحدة تدعو جميع الأطراف إلى احترام قدسية تلك المواقع.
كما أعربت الخارجية الأميركية عن انزعاجها الشديد من سماح الحكومة الإسرائيلية للإسرائيليين بالإقامة الدائمة في مستوطنة حومش الواقعة شمالي الضفة الغربية، مشيرة إلى أن القانون الإسرائيلي نفسه ينص على أن المستوطنة أقيمت بشكل غير قانوني على أراض فلسطينية خاصة.
ورأى البيان أن المضي قدما في بناء المستوطنات في الضفة الغربية يعدّ عقبة أمام تحقيق حل الدولتين.