تحدثت الغارديان (The Guardian) البريطانية عن تقرير مثير أعدته الأنثروبولوجية ستيفاني سافيل لصالح معهد واتسون التابع لجامعة براون، ونشر مؤخرا، حول “الوفيات غير المباشرة” التي نتجت عن آثار الحروب التي نشبت بعد 11 سبتمبر/أيلول 2001.
ونقلت الغارديان عن التقرير تأكيده أن عدد الضحايا الذين لقوا حتفهم نتيجة الانهيار الاقتصادي، وانعدام الأمن الغذائي، وتردي الخدمات الصحية، والتلوث البيئي، والصدمات النفسية المستمرة، والاعتداءات الجنسية؛ كبير جدا.
وحسب التقرير، فإن العدد الإجمالي للوفيات نتيجة حروب ما بعد “11 سبتمبر” في أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال مرتفع جدا، ويقدر بما بين 937 ألفا و4.5 ملايين ضحية، نحو 3.6 ملايين منهم “وفيات غير مباشرة” لتلك الحروب.
وحذر التقرير من أن عدد الضحايا سيستمر في الارتفاع مع مرور الوقت.
وحسب تقرير سافيل، فإن الخبراء يقدرون معدل الوفيات غير المباشرة بـ4 ضحايا مقابل وفاة واحدة مباشرة، موضحين أنه كلما ارتفعت نسبة الفقر ارتفعت معدلات الوفيات غير المباشرة عند اندلاع الصراعات.
النساء والأطفال
وأوضحت الباحثة أنه إذا كان الرجال أكثر عرضة للوفاة في معارك القتال المباشرة، فإن النساء والأطفال من أكثر ضحايا التداعيات غير المباشرة للحروب.
وحرصت سافيل على التوضيح بأن الهدف من التقرير هو لفت انتباه المسؤولين ورفع درجة الوعي بالتكاليف البشرية الهائلة للحروب، ودعم الدعوات التي تطالب الحكومات باتخاذ التدابير اللازمة للتخفيف من الأضرار المستمرة التي تتسبب فيها الصراعات.
الصحة النفسية
وحذر تقرير معهد واتسون من أن آثار الحروب على الصحة العقلية تشمل جميع الأجيال، وتؤثر على الآباء والأطفال والأحفاد، وتشير التقديرات إلى أن القلق والاكتئاب -مثلا- مرتفعان بنحو 4 أضعاف بين السكان المتأثرين بالصراعات الدولية.
وأكد التقرير أن ما يزيد الأوضاع سوءا هو تعمد استهداف المرافق الصحية من قبل المتقاتلين، وينتج عن ذلك ارتفاع عدد الوفيات المباشرة وغير المباشرة، كما حدث في سوريا مثلا.
وتحدثت ستيفاني سافيل عن أن النزوح -على سبيل المثال- من أكبر الأسباب التي تتسبب في ارتفاع الوفيات غير المباشرة، وذلك لانعدام الأمن الجسدي، والضغط النفسي المتزايد، إلى جانب سوء المعاملة وكل أنواع الاستغلال.