أثار أحد أقرب الحلفاء السياسيين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجدل بعد دعوته لإجراء تعديلات دستورية تتيح للرئيس تولي ولاية رئاسية ثالثة، ما أثار مخاوف بشأن النزوع نحو الحكم الاستبدادي.
وقال رئيس الجمعية الوطنية السابق ريتشارد فيران لصحيفة “لوفيغارو” اليمينية، إنه يعارض تحديد ولاية الرئيس بفترتين، ما يعني أنه يمكن لماكرون الترشح مجددا عام 2027.
وأضاف “من وجهة نظري الشخصية، أنا ضد كل ما يقيد التعبير عن الإرادة الشعبية”، مثيرا موجة انتقادات من معارضين سياسيين ومعلقين.
Ferrand appelle à modifier la Constitution pour autoriser un 3e mandat présidentiel https://t.co/EfimERrd4X
— Le HuffPost (@LeHuffPost) June 18, 2023
انتقادات ودعوات
وانتقد فيران القيود على الفترات الرئاسية وكذلك القوانين الجديدة التي أدخلت عام 2014 وتمنع النواب وأعضاء مجلس الشيوخ من تولي رئاسة بلديات أو مناطق.
وأشار إلى أن “كل ذلك يفرض قيودا على حياتنا العامة تحد من حرية الاختيار لدى المواطنين”.
وتابع “دعونا نغير كل هذا، بينما نحافظ على نظام الغرفتين والمجلس الدستوري الوصي على مبادئنا الجمهورية والحريات العامة”.
⚖️ @RichardFerrand favorable à un 3ème mandat présidentiel.
📢 @CharlesConsigny : “Ce n’est pas signe de vitalité democratique… C’est très révélateur de la Macronie qui ne cherche qu’à garder le pouvoir !”#GGRMC pic.twitter.com/GnS9LMBQ1W
— Les Grandes Gueules (@GG_RMC) June 19, 2023
اتهامات وتخوفات
واتهم مسؤولون من الجناحين اليساري واليميني فيران، أحد أوائل الداعمين السياسيين لماكرون، باستنساخ تكتيكات ولغة القادة الاستبداديين.
وقال عضو مجلس الشيوخ اليميني آلان هوبير “تغيير الدستور للبقاء في السلطة.. آخر شخصين قاما بذلك هما شي جينبينغ وفلاديمير بوتين”.
Modifier la constitution pour se permettre de rester au pouvoir… les deux derniers à l’avoir fait s’appellent Xi Jinping et Vladimir Poutine… voilà donc le plan « démocratique » d’Emmanuel Macron ? https://t.co/Zx7htGSeCX
— Alain Houpert (@alainhoupert) June 18, 2023
وقالت ماتيلد بانو رئيسة الحزب اليساري المتشدد “فرنسا الأبية” إن فيران يمثل “وجه الانحراف نحو الاستبداد في ظل حكم ماكرون”.
Et pourquoi pas restaurer l’Empire avec Macron 1er ?
Richard Ferrand, le visage de la dérive autocratique de la Macronie. https://t.co/gaXdZNRuZO
— Mathilde Panot (@MathildePanot) June 18, 2023
ورد فلوريان فليبو رئيس حزب “وطنيون” على تصريحات فيران، وكتب على حسابه في تويتر قائلا “الماكروني ريتشارد فيران يطلق فكرة تغيير الدستور للسماح لماكرون بخدمة فترة ثالثة! حسنا دعنا نرى! ماكرونستان تكشف بشكل متزايد عن جانبها الاستبدادي”.
ورأت النائبة كارولين فيات أن تصريحات فيران هي خطوة إلى الأمام نحو الاستبداد بالحكم”.
Alors même que le parlement voit son droit de voter des lois remis en cause, Richard Ferrand exprime la volonté de Macron de rester au pouvoir en adaptant la constitution à sa guise. Un pas de plus vers l’autocratie. https://t.co/lfCO7DDBEB
— Caroline FIAT (@CarolineFiat54) June 19, 2023
من جانبه، استغرب فيران -خلال بيان نشره على حسابه في تويتر- الضجةَ التي أثيرت حول حواره الأخير مؤكدا أن كلامه تم تأويله بشكل خاطئ ولم يقصد تماما ما أشيع عنه.
Consternant de voir s’agiter réseaux sociaux et médias paresseux sur une proposition stupide que je ne fais pas dans un entretien @LeFigaro : modifier la constitution pour la présidentielle de 2027. Panurgisme imbécile. pic.twitter.com/feo8pxg9XF
— Richard Ferrand (@RichardFerrand) June 19, 2023
وتحض فرنسا باستمرار القادة الأفارقة على احترام الفترات الرئاسية بسبب المشاكل التي تنتج عن محاولات التشبث بالسلطة.
بيان وتوضيح
وأصدر فيران بيانا جديدا أمس الاثنين قال فيه إنه “من المثير للقلق رؤية شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الكسولة تنشغل بشأن اقتراح غبي لم أتقدم به في مقابلتي مع لوفيغارو”.
وأضاف في مقابلة مع “راديو سود” (Radio Sud) أنه لم يكن يقترح أي تغيير قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة عام 2027.
Ultime explication. Bonne journée. https://t.co/iLEoRJb5mn
— Richard Ferrand (@RichardFerrand) June 19, 2023
وأكد “لا يمكنك تغيير القواعد في منتصف اللعبة. هذا لا معنى له”.
وكان فيران ضحية التصويت ضد ماكرون في الانتخابات التشريعية الأخيرة في يونيو/حزيران الماضي الذي أفقد الرئيس الوسطي الغالبية في الجمعية الوطنية.
وغاب النائب السابق عن الظهور منذ ذلك الحين، لكنه لا يزال يقوم بدور استشاري ضمن الحلقة المقربة من الرئيس.