قتل جيش الاحتلال فلسطينيا في موقع حادث سير جنوبي الضفة الغربية بزعم محاولة خطف سلاح جندي، كما اعتقل 12 آخرين في أنحاء متفرقة بالضفة وهدم منزلين ومنشأة بدعوى “البناء بدون ترخيص بمناطق ج”.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) -عن مصادر أمنية لم تسمها- أن قوات الاحتلال أطلقت النار صوب مواطن على الشارع الالتفافي عقب تجمع المواطنين إثر حادث سير وقع بالمكان.
كما نقلت عن مصادر طبية بمستشفى الأهلي في الخليل قولها إن مواطنا وصل إلى قسم الطوارئ جراء إصابته بعيار ناري في الصدر.
من جهتها قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني -في بيان مقتضب- إن طواقمها “تعاملت مع إصابة لمواطن يبلغ 40 عاما بالرصاص حي في الصدر واليد”.
وفي حين لم يوضح المصدران الفلسطينيان مصير هذا الجريح، أكدت هيئة البث الإسرائيلية مقتله.
وقالت الهيئة الإسرائيلية إن الحادث وقع خلال تجمع نحو 100 فلسطيني في موقع حادث سير بالقرب من مخيم العروب جنوبي الضفة، وزعمت أن فلسطينيا حاول انتزال سلاح جندي إسرائيلي فقام الأخير بإطلاق النار عليه وقتله.
وفي إطار آخر، اعتقل جيش الاحتلال 12 فلسطينيا على الأقل، بينهم طفل وأسرى سابقون، خلال حملة اقتحامات بالضفة مساء أمس الثلاثاء وفجر اليوم.
وذكر بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطينييْن، اليوم الأربعاء، أن عمليات الاعتقال تركزت في محافظات جنين وقلقيلية ونابلس (شمال) ورام الله (وسط).
وأشار البيان إلى أن “قوات الاحتلال تواصل تنفيذ عمليات تنكيل واسعة، يرافقها تخريب وتدمير منازل المواطنين، إلى جانب عمليات التحقيق الميداني في البلدات، والتي تصاعدت بشكل لافت خلال الفترة الماضية”.
وبيّن نادي الأسير وهيئة شؤون المحررين أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت أكثر من 11 ألفا و700 فلسطيني من الضفة، بما فيها القدس، منذ بدء حرب الإبادة المستمرة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
هدم منزلين ومنشأة
إلى جانب ذلك هدم جيش الاحتلال اليوم منزلا في قرية كردلا بالأغوار الشمالية، ومنشأة سياحية في سلفيت شمال الضفة المحتلة، بدعوى “البناء دون تراخيص بمناطق ج”.
وذكر الناشط بمقاومة الاستيطان معتز بشارات -في تصريح لوكالة الأناضول- أن المنزل يعود للمواطن صالح سليمان قاسم فقها الذي تشردت عائلته بعد هدم المنزل، مضيفا أن الاحتلال تذرع ببناء المنزل من الأسمنت في مناطق مصنفة “ج” دون الحصول على تراخيص.
وفي قرية الزاوية غرب سلفيت (شمال) هدمت جرافات إسرائيلية منشأة سياحية تعود للمواطن محمد عامر، بذريعة “البناء دون ترخيص” وفق ما ذكر شهود عيان للأناضول.
وجنوب الضفة المحتلة، هدم الجيش الاسرائيلي منزلا في بلدة بيت أمر شمال محافظة الخليل، وفق وكالة وفا نقلا عن مصادر محلية.
وقالت الوكالة الفلسطينية إن “قوات الاحتلال اقتحمت بعدد من الآليات العسكرية البلدة، وهدمت منزل المواطن إياد عبد الحميد عوض الذي كان يستعد للانتقال إليه، بمنطقة بيت زعتة شرق البلدة، بحجة عدم الترخيص”.
يُذكر أن أو ما يعرف بـ”اتفاقية طابا” عام 1995 صنفت أراضي الضفة 3 مناطق: “أ” تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، “ب” تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، “ج” تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية، وتقدر بنحو 60% من مساحة الضفة، ويعد من شبه المستحيل الحصول على تراخيص للبناء في أراضي الفئة ج.
وبموازاة حرب الإبادة في غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته، كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر إجمالا عن 780 شهيدا، ونحو 6 آلاف و300 جريح منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبدعم أميركي وعلى مرأى من العالم أجمع، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بغزة، خلّفت نحو 147 ألف شهيد وجريح فلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.