أطلقت روسيا الليلة الماضية 91 صاروخا و97 مسيرة هجومية باتّجاه أوكرانيا في سلسلة الهجمات التي تواصلت حتى الساعات الأولى من فجر الخميس، في هجوم قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه رد على الضربات الأوكرانية التي استخدمت فيها صواريخ “أتاكمز” الأميركية على الأراضي الروسية.
وأكد سلاح الجو الأوكراني أنه تم إسقاط 79 من الصواريخ و35 مسيرة، في حين “اختفت” باقي المسيرات عن شاشات الرادار لديها أو أُسقطت بواسطة أنظمة التشويش الإلكتروني الدفاعية.
لكن بعض الصواريخ ضربت أهدافها، بحسب مسؤولين أوكرانيين.
وقالت الشركة المشغلة لشبكة الطاقة في البلاد “أوكرإنرغو” إن منشآت الطاقة تضررت في عدة مناطق، مضيفة أنها قطعت الكهرباء عن مناطق في أنحاء البلاد استجابة للوضع الطارئ.
وأكدت السلطات في كل من لفيف وكييف تعرّض بنى تحتية رئيسة للطاقة إلى ضربات روسية.
وحرم الهجوم -الذي أطلق في وقت وصلت فيه الحرارة في أنحاء البلاد إلى ما دون الصفر- أكثر من مليون مشترك من الكهرباء في غرب أوكرانيا، على بعد مئات الكيلومترات عن خط الجبهة. واستهدفت الضربات أيضا مدنا رئيسة مثل خاركيف وأوديسا، وهذا أجبر السكان على الاحتماء في محطات المترو.
وقال حاكم منطقة لفيف ماكسيم كوزيتسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “الكهرباء مقطوعة حتى الآن عن 523 ألف مشترك في منطقة لفيف”.
وتعليقا على ذلك صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، أن الهجوم الجوي المكثف الذي استهدف أوكرانيا جاء ردا من موسكو على الضربات الأوكرانية التي استخدمت فيها صواريخ “أتاكمز” الأميركية على الأراضي الروسية.
وقال بوتين، خلال زيارة إلى كازاخستان، إن “الضربة الشاملة” التي نُفذت أصابت 117 هدفا في أوكرانيا، مشيرا إلى إطلاق أكثر من 90 صاروخا وما يزيد على 100 طائرة مسيرة.
واعتبر بوتين أن استخدام كييف لصواريخ “أتاكمز” الأميركية يمثل تصعيدا خطيرا، مضيفا أن موسكو تعرف أماكن تخزين الأسلحة الغربية بعيدة المدى وسترد على استخدامها.
كما أعلن الرئيس الروسي أن بلاده اختبرت صاروخها الباليستي “أوريشنيك” في أوكرانيا الأسبوع الماضي، واصفا قدراته بـ”المدمرة”، وأنه قادر على الوصول إلى سرعة تعادل 3 كيلومترات في الثانية. وأكد أن أي هجوم جديد يستهدف روسيا باستخدام صواريخ غربية طويلة المدى سيُقابل برد قاسٍ.
الذخائر العنقودية
في المقابل، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا باستخدام الذخائر العنقودية في قصف منشآت الطاقة في بلاده، وهذا تسبب في تعطيل واسع للخدمات وتعقيد جهود الإصلاح. وأوضح زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن هذه الهجمات تشكل تصعيدا خطيرا لما وصفه بـ”التكتيكات الإرهابية الروسية”.
وأشار زيلينسكي إلى أن انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من مليون شخص في ظل انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات التجمد يزيد من معاناة المدنيين، داعيا إلى تعزيز الدعم الغربي عبر توفير أنظمة دفاع جوي لحماية البنية التحتية الحيوية.
واستهدفت روسيا شبكة الطاقة الأوكرانية في سلسلة ضربات جوية واسعة النطاق، وهذا أدى إلى تضرر منشآت طاقة في مختلف أنحاء البلاد. وأطلقت روسيا نحو 91 صاروخا و97 مسيرة هجومية. وتمكنت الدفاعات الأوكرانية من إسقاط معظمها، حسب تصريحات القوات الجوية الأوكرانية.
وتأتي هذه التطورات في وقت تستعد فيه أوكرانيا لمواجهة شتاء قاسٍ، مع تصعيد روسيا لهجماتها الجوية ومحاولتها تدمير شبكة الطاقة. وحذرت الأمم المتحدة من أن استمرار الضربات على البنية التحتية قد يجعل هذا الشتاء الأكثر قسوة منذ اندلاع الحرب.