حلّت منذ أيام قليلة الذكرى الـ96 لميلاد الأديب المصري يوسف إدريس، والذي يعد أحد أبرز الكتاب المصريين في فن القصة القصيرة، وأكثر من اقترب من الشخصية المصرية، وتناول ظروفها الحياتية في كتاباته.
القاص والكاتب ياسين محمود لـ«صدى البلد» وقال إن يوسف إدريس هو الطبيب النفسي الذي تغلغل في الواقع المصري، وفهم طبيعة الشخصية المصرية بجميع أنماطها، محللًا واقعها للوصول إلى النتائج التي تحكم تصرفاتها وانفعالتها.
وأضاف: يوسف إدريس أكثر الأدباء الذين نجحوا في نقل الواقع المصري والعربي بشكل ذكي، وحلل الفترات التاريخية والمواقف الإنسانية المهمة بعدسة خبير.
كاتب متفرد
يرى ياسين أن إدريس هو النظير العربي للكاتب الروسي «دوستويفسكي»، إذ يمتلك بصمة مميزة لا تشبه أحدًا غيره، كشيخ الطريقة الذي يتبعه مريديه، وهذا ما جعل الأجيال التالية تتأثر به «بشكل عام أرفض فكرة تقييم الأشخاص وفكرة المقارنة والمفاضلة بينهما، لأن تقييم الأشخاص، ظلم للكُتاب والمبدعين، فيوسف إدريس كان كاتبًا متفردًا صاحب بصمة خاصة به، وكذلك نجيب محفوظ تتميز في القصة القصيرة، ومحمد مستجاب، ويحيى طاهر عبد الله».
كاتب لم يكرر نفسه
واستطرد: يوسف إدريس يهوى تحليل الواقع بشتى تفاصيله في كل المواقف والظروف الحياتية، فقد كان يراقب التاريخ النفسي للشخصية المصرية، وخاصة المصرية الحديثة، بهدف فهم مضمونها وانفعالاتها ومواقفها، إذ قرأ التاريخ بصورة جيدة، وعبر عنه بتعاطف مع المواقف التي مرّت بها الشخصية المصرية، وذلك التشريح هو بمثابة المرجع، لمن يريد أن يقرأ تاريخ الأدب المصري. وقد أدى يوسف إدريس أيضًا دور المؤرخ الاجتماعي بشكل أدبي، وحمل لواء الكتابة بأسلوب السهل الممتنع، ليضع بصمته الخاصة والتي استمرت على مدار 30 عامًا، دون أن يكرر نفسه.
مشروع أدبي
وعن مشروعه الأدبي القادم، قال ياسين محمود، إنه يعمل حاليًا على كتاب يتناول من خلاله أسلوب جديد للقصة القصيرة، وهو يختلف عن تجاربه السابقة في القصة «ربما يستغرق بعض الوقت لتجهيزه وإعداد القصص واختيار التكنيكات المناسبة، لتقديم شكل مغاير يحمل بصمته».
الجدير بالذكر أن الكاتب ياسين محمود حصل مؤخرًا على جائزة يحيى الطاهر عبد الله للعمل القصصي الأول، عام 2022 (الدورة الثانية)، عن مجموعته «فوضى الدم». وهو يبلغ من العمر 31 عامًا، وقد حصل علي بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس، ويعمل موظفًا إداريًا بجامعة عين شمس. بدأ القاص المصري مع الكاتب يحيى الطاهر عبدالله عام ٢٠١٠، وتأثر به كثيرًا، كما حفزه يحيي الطاهر على كتابة القصة القصيرة.