يصادف في مثل هذا اليوم 26 يونيو 1876، إصدار السلطان العثماني فرمانا بخلع “الخديوي إسماعيل” وتنصيب ابنه “الخديوي توفيق” خلفا له على عرش مصر.
الخديوي إسماعيل هو خامس حكام مصر من الأسرة العلوية، كانت فترة حكمه من ١٨ يناير ١٨٦٣ – ٢٦ يونيو ١٨٧٩.
ولادته وتعليمه :
إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا. ولد في قصر المسافر خانه، وكان الابن الأوسط بين ثلاثة أبناء لإبراهيم باشا. بعد حصوله على التعليم في باريس عاد إلى مصر وأصبح وريثًا شرعيًا للعرش بعد وفاة أخيه الأكبر.
قام سعيد باشا بإبعاده عن مصر ضمانًا لسلامته الشخصية وذلك بإيفاده في مهمات عديدة أبرزها إلى البابا وإلى الإمبراطور نابليون الثالث وسلطان تركيا، ثم أرسله في جيش تعداده ١٤٠٠٠ إلى السودان وعاد بعد أن نجح في تهدئة الأوضاع هناك ..
توليه الحكم :
بعد وفاة محمد سعيد باشا في ١٨ يناير ١٨٦٣ حصل على السلطة دون معارضة، وفي ١٨٦٦ حصل علي لقب خديوي من السلطان العثماني بموجب فرمان مقابل زيادة في الجزية، وتم بموجب هذا الفرمان أيضًا تعديل طريقة نقل الحكم لتصبح بالوراثة لأكبر أبناء الخديوي سنًا، كما حصل على فرمان آخر يتيح له استقلال أكثر عن الدولة العثمانية وعرف بالفرمان الشامل.
إنجازاته :
الإصلاح النيابي :
تحويل مجلس المشورة الذي أسسه جده محمد علي باشا إلى مجلس شورى النواب، وأتاح للشعب اختيار ممثليه.
الإصلاح الإداري :
تحويل الدواوين إلى نظارات و وضع تنظيم إداري للبلاد، وإنشاء مجالس محلية منتخبة للمعاونة في إدارة الدولة ..
الإصلاح القضائي :
أصبح للمجالس المحلية حق النظر في الدعاوي الجنائية والمدنية وانحصار اختصاص المحاكم الشرعية في النظر في الأحوال الشخصية وإلغاء المحاكم القنصلية وتبديلها بالمحاكم المختلطة ..
الإصلاح العمراني :
الانتهاء من حفر قناة السويس وإقامة احتفالاتها وإنشاء قصور فخمة مثل قصر عابدين و سراي الجزيرة و إنشاء دار الأوبرا الخديوية وإنشاء كوبري قصر النيل كما استخدام البرق والبريد وتطوير السكك الحديدية وإضاءة الشوارع ومد أنابيب المياه.
الإصلاح الإقتصادي :
زيادة مساحة الأراضي الزراعية ، حفر ترعة الإبراهيمية في صعيد مصر وترعة الإسماعيلية في شرق الدلتا و زيادة مساحة الأراضي المزروعة قطنًا كما قام بإنشاء مصانع ، ومن بينها ١٩ مصنعًا للسكر ومنها ( أرمنت والمطاعنه والضبعيه والبلينا وجرجا والمنيا والشيخ فضل والفيوم ) فضلا عن إصلاح ميناء السويس وميناء الإسكندرية و بناء ١٥ منارة في البحرين الأحمر والمتوسط لإنعاش التجارة ..
الإصلاح التعليمي و الثقافي :
زيادة ميزانية نظارة المعارف ، وقف الأراضي على التعليم و تكليف علي مبارك بوضع قانون أساسي للتعليم كما كلف الحكومة بتحمل نفقات التلاميذ .
وإنشأ أول مدرسة لتعليم الفتيات في مصر كما قام بإنشاء دار العلوم لتخريج المعلمين ودار الكتب والجمعية الجغرافية ودار الآثار كما ظهرت الصحف مثل الأهرام والوطن ومجلة روضة ..
عزله ووفاته :
ادت سياسة الخديوى اسماعيل المالية الى تحالف الدول الأوروبية مع السلطان العثماني على ضرورة عزله عن حكم مصر ، وأصدر السلطان فرمانه في ٢٦ يونيو ١٨٧٩ بعزل إسماعيل عن الحكم ، وتنصيب ابنه الأكبر محمد توفيق باشا على مصر.
بعد أن تم عزله سافر على الفور إلى نابولي بإيطاليا، ثم انتقل بعدها للإقامة في الأستانة.
توفي في ٢ مارس ١٨٩٥ في قصر إميرجان في إسطنبول الذي كان منفاه أو محبسه بعد إقالته.
عاد جثمانه إلى مصر وأقيمت له جنازة مهيبة ودفن في مسجد الرفاعي.