اختتم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي دورته الخامسة في جدة، مع تأكيد جمانا الراشد، رئيس مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر، على تحول المدينة إلى مركز سينمائي عالمي جديد. وأعلنت الراشد أن المهرجان يواصل تعزيز منظومة سينمائية واسعة النطاق تربط بين العالم العربي وآسيا وأفريقيا، مع التركيز على دعم المواهب الصاعدة وتوسيع فرص انتشارها، مما يعزز مكانة مهرجان البحر الأحمر كمنصة رئيسية لصناعة الأفلام.
شهدت النسخة الخامسة للمهرجان حضوراً لافتاً ومشاركة واسعة من مختلف أنحاء العالم، مما يؤكد على أهميته المتزايدة في المشهد السينمائي الإقليمي والدولي. وقد انعكس هذا النجاح في الأرقام القياسية التي تم تحقيقها خلال فعاليات المهرجان، والتي تعكس التزامه بدعم السينما وتعزيز التبادل الثقافي.
تأكيد مكانة جدة كمركز سينمائي عالمي
أكدت جمانا الراشد في كلمتها الختامية أن جدة قد أصبحت بالفعل “بيتاً جديداً وأصيلاً للسينما العالمية”. وأوضحت أن هذا التحول لم يأتِ عن طريق الصدفة، بل هو نتيجة لرؤية مدروسة وجهود متواصلة لبناء نظام سينمائي متكامل يدعم صناع الأفلام ويمنحهم الأدوات والفرص اللازمة لتحقيق النجاح. وأضافت أن المهرجان يهدف إلى تجاوز الحدود التقليدية للصناعة السينمائية، وتعزيز التعاون المهني وتبادل الخبرات بين المبدعين.
وتشير الأرقام المعلنة إلى حجم الإنجاز الذي حققه المهرجان، حيث استضاف 111 فيلماً من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك أكثر من 40 عرضاً أولاً عالمياً ودولياً. كما شهد المهرجان 290 عرضاً سينمائياً، وبيع 30 ألف تذكرة، وتسجيل 6 آلاف و500 اعتماد مهني. بالإضافة إلى ذلك، استقبل المهرجان 1,800 ضيف دولي من 97 دولة، وأكثر من 40 ألف مشارك من قطاع الصناعة.
أرقام تعكس نمواً متسارعاً
ليست هذه الأرقام مجرد بيانات إحصائية، بل هي دليل على النمو المتسارع للمهرجان وتأثيره المتزايد في صناعة السينما. وتعكس هذه الأرقام أيضاً التزام المهرجان بدعم المخرجين والمشاريع السينمائية الجديدة، وتوفير منصة لهم لعرض أعمالهم والتواصل مع الجمهور والخبراء.
دعم المواهب الصاعدة وتعزيز التبادل الثقافي
شددت جمانا الراشد على أهمية تكريم الفنانين الذين أثروا في الجمهور بأعمالهم المتميزة. وأشارت إلى أن المهرجان يهدف إلى دعم المواهب الصاعدة من الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، وفتح الأبواب أمامهم للتعبير عن أنفسهم وتقديم أعمالهم للعالم. ويعتبر هذا الدعم جزءاً أساسياً من رؤية المهرجان، التي تركز على تعزيز التنوع الثقافي وتشجيع الإبداع.
بالإضافة إلى ذلك، أكدت الراشد على أهمية السينما كأداة لفهم بعضنا البعض وتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة. وذكرت أن المهرجان سيواصل “توسيع العدسة” لدعم رواة القصص من مختلف أنحاء العالم، وتقديم أعمالهم للجمهور.
وفي سياق متصل، أشادت الراشد بجهود فريق العمل بالمهرجان والمتطوعين، مؤكدة أن احترافيتهم وروحهم هما ما يصنعان ملامح هذا المهرجان المتميز. كما أعربت عن تقديرها للدعم الذي تلقاه المهرجان من مختلف الجهات، مما ساهم في تحقيق النجاح الذي حققه.
من المتوقع أن تعلن مؤسسة البحر الأحمر عن تفاصيل الدورة السادسة من المهرجان في الأشهر القادمة، مع التركيز على مواصلة دعم صناعة الأفلام وتعزيز التبادل الثقافي. ويترقب العاملون في قطاع السينما الإعلان عن المزيد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تطوير الصناعة السينمائية في المنطقة، وتعزيز مكانة مهرجان البحر الأحمر كمنصة عالمية رائدة.










