أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة، يوم الخميس، عن اختيار المخرج الأمريكي الحائز على جائزة الأوسكار شون بيكر لرئاسة لجنة تحكيم الأفلام الطويلة في دورته الخامسة التي تقام بين 4 و 13 ديسمبر. يمثل هذا الاختيار اعترافاً بمكانة بيكر كأحد أبرز صناع السينما المستقلة، ويأتي في سياق سعي المهرجان لتقديم محتوى سينمائي متنوع وعالي الجودة. ويعتبر مهرجان البحر الأحمر السينمائي منصة هامة لدعم وتطوير صناعة الأفلام في المنطقة.
ويشتهر شون بيكر بأعماله السينمائية المتميزة، والتي حازت على إشادة واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء. آخر أعماله، فيلم “Anora” (2024)، حقق نجاحاً باهراً في حفل توزيع جوائز الأوسكار، حيث فاز بخمس جوائز مرموقة، بما في ذلك جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج. يُعد هذا الإنجاز تأكيداً على موهبة بيكر وقدرته على تقديم أفلام مبتكرة ومؤثرة.
شون بيكر والسينما المستقلة: رؤية فنية فريدة
يُعرف شون بيكر بأسلوبه السينمائي الواقعي والفريد، والذي يركز على استكشاف قضايا اجتماعية وإنسانية معقدة. وقد اكتسب شهرة واسعة بفيلمه “Tangerine” (2015)، الذي تم تصويره بالكامل باستخدام هاتف iPhone 5S، مما يمثل نقلة نوعية في مجال صناعة الأفلام المستقلة.
بالإضافة إلى ذلك، حقق فيلمه “The Florida Project” (2017) نجاحاً عالمياً كبيراً، ونال ترشيحات لجوائز الأوسكار وجولدن جلوب وبافتا عن أداء الممثل ويليم دافو. تُظهر هذه الأعمال التزام بيكر بتقديم قصص أصيلة وشخصيات مؤثرة، مما جعله اسماً لامعاً في عالم السينما.
أعمال سابقة وإسهامات في دعم السينما
تشمل أعمال شون بيكر السابقة أفلاماً مثل “Take Out” و “Prince of Broadway” و “Starlet”، والتي رسخت أسلوبه السينمائي المتميز وحظيت بتقدير كبير. ويشتهر بيكر أيضاً بدعمه المستمر للسينما المستقلة، وجهوده للحفاظ على صالات السينما الفنية في الولايات المتحدة والعالم.
ويعتبر هذا الدعم جزءاً أساسياً من رؤيته لضمان استمرار الإبداع السينمائي وتنوعه. كما يساهم في إتاحة الفرصة لصناع الأفلام المستقلين لعرض أعمالهم والوصول إلى جمهور أوسع.
تُقام مسابقة “البحر الأحمر للأفلام الطويلة” بهدف تكريم مختلف أشكال السينما، بما في ذلك الأفلام الروائية والرسوم المتحركة والأفلام الوثائقية، مع التركيز على الأعمال القادمة من آسيا وإفريقيا والعالم العربي. وسيتنافس في هذه الدورة 16 فيلماً طويلاً على “جوائز اليُسر” المرموقة، بعد أن فاز فيلم “الذراري الحُمر” للمخرج لطفي عاشور بجائزة “اليُسر الذهبية” في العام الماضي.
فيصل بالطيور، الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائية، أعرب عن سعادته باختيار شون بيكر، مشيداً برؤيته الفنية والتزامه بالسينما المستقلة. وأضاف أن المهرجان يقدر إيمانه بقوة القصة الصادقة في الوصول إلى الجمهور، وأن انضمامه لترؤس لجنة التحكيم يمثل إضافة قيمة للدورة الخامسة.
من جانبه، أعرب شون بيكر عن شرفه برئاسة لجنة تحكيم الأفلام الطويلة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، مؤكداً أنه يكمل المسيرة التي بدأها المخرج سبايك لي. وأشاد بيكر بالطريقة التي يحتفي بها المهرجان بالأصوات السينمائية الجريئة والمتنوعة من مختلف أنحاء العالم، وأعرب عن حماسه لمشاهدة الأعمال المتميزة المشاركة في المسابقة.
مستقبل صناعة السينما والفعاليات السينمائية
يعتبر مهرجان البحر الأحمر السينمائي جزءاً من جهود متزايدة لتعزيز صناعة السينما في المملكة العربية السعودية والمنطقة. ويهدف المهرجان إلى جذب الاستثمارات وتشجيع الإنتاج السينمائي المحلي، بالإضافة إلى تقديم منصة لعرض الأفلام العربية والعالمية. وتتزايد أهمية السينما المستقلة في تقديم أصوات جديدة ورؤى مبتكرة.
عاماً بعد عام، يستضيف المهرجان نخبة من الفنانين وصناع الأفلام، ويقدم مجموعة متنوعة من الفعاليات التي تهدف إلى دعم وتنمية المواهب الشابة. وتشمل هذه الفعاليات مسابقات للأفلام القصيرة والطويلة، وورش عمل، وندوات، وحفلات موسيقية.
من المتوقع أن يشهد المهرجان في دورته الخامسة إقبالاً كبيراً من الجمهور والنقاد، وأن يساهم في تعزيز مكانة جدة كمركز ثقافي وسينمائي هام في المنطقة. وستركز لجنة التحكيم، برئاسة شون بيكر، على اختيار الأفلام التي تتميز بالجودة الفنية والإبداع والقدرة على إثارة النقاش والتفكير.
في الختام، يمثل اختيار شون بيكر رئيساً للجنة تحكيم الأفلام الطويلة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة المهرجان كمنصة عالمية لدعم السينما المستقلة. ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن الأفلام الفائزة في حفل ختام المهرجان في 13 ديسمبر، وهو ما سيشكل علامة فارقة في مسيرة صناعة الأفلام في المنطقة.










