انتشرت مؤخرًا ظاهرة تثير الجدل في مطارات العالم، حيث يلجأ بعض المسافرين إلى طلب كراسي متحركة للحصول على تسهيلات في المطار وداخل الطائرة، ثم يظهرون قادرين على المشي بشكل طبيعي بعد الهبوط. هذه الممارسة، التي أطلق عليها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي أسماء مثل “يسوع الممر” أو “رحلات معجزة”، تثير تساؤلات حول مدى استغلال خدمات المساعدة المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة. تعتمد هذه الحيلة على عدم مطالبة شركات الطيران بتقديم دليل على الإعاقة.
تتمثل هذه الظاهرة في طلب المساعدة من شركة الطيران قبل أيام من السفر أو عند تسجيل الوصول في المطار، مما يتيح للمسافر الحصول على مرافقة إلى البوابة، والأولوية في الصعود إلى الطائرة، ومساحة أكبر للأمتعة في المقصورة العلوية. تستند هذه الممارسة إلى قوانين تمنع شركات الطيران من التشكيك في حاجة المسافر إلى هذه الخدمات. لكنها تثير قلقًا متزايدًا بشأن إساءة استخدام هذه المزايا المخصصة لمن يحتاجها حقًا.
استغلال خدمات المساعدة في المطار: ظاهرة “الكرسي المتحرك”
وفقًا لموقع وزارة النقل الأمريكية، فإن شركات الطيران ملزمة بتقديم المساعدة المطلوبة للمسافرين ذوي الإعاقة على الفور. ينص قانون الوصول إلى شركات الطيران (ACAA) على أنه لا يحق لشركات الطيران التشكيك في المسافرين الذين قد يساءون استخدام الخدمة. ومع ذلك، يسمح القانون لشركات الطيران بطلب “تأكيد لفظي موثوق” من المسافر بأنه يحتاج إلى المساعدة وكيف تساعده في إعاقته.
تعتمد الحيلة على هذه الثغرة، حيث يكتفي المسافر بطلب المساعدة دون تقديم أي إثبات للإعاقة. يستفيد المسافرون من هذه الطريقة لتجنب الوقوف في طوابير طويلة، والحصول على مساحة أكبر للأمتعة، والتمتع بتجربة سفر أكثر راحة.
أسباب اللجوء إلى هذه الممارسة
على الرغم من الاتهامات الموجهة للمسافرين بتزوير الإعاقة، يرى البعض أن هناك أسبابًا مشروعة لاستخدام الكراسي المتحركة بشكل متقطع. أشار بعض المعلقين في منتدى Reddit إلى أن بعض الأشخاص قد يكونون قادرين على المشي لمسافات قصيرة، لكنهم يعانون من صعوبة في المشي لمسافات طويلة في المطار بسبب الألم أو التعب.
أحد المعلقين ذكر أن والدته تستخدم كرسيًا متحركًا في المطار بسبب ألم شديد في الساق يزداد سوءًا مع المشي لمسافات طويلة، على الرغم من قدرتها على المشي لمسافات قصيرة. وآخر أوضح أنه قادر على الوقوف والمشي، لكنه يجد صعوبة في ذلك لفترات طويلة.
ردود فعل شركات الطيران والجهات المختصة
لم تصدر شركات الطيران الكبرى حتى الآن بيانًا رسميًا حول هذه الظاهرة تحديدًا. ومع ذلك، تشدد معظم الشركات على التزامها بتقديم المساعدة للمسافرين ذوي الإعاقة الحقيقية. تعتمد شركات الطيران بشكل عام على حسن نية المسافرين، مع إمكانية طلب توضيح إذا كان هناك شك معقول.
تراقب وزارة النقل الأمريكية هذه القضية عن كثب، وقد تدرس اتخاذ إجراءات لتعزيز الرقابة على استخدام خدمات المساعدة في المطارات. تشمل الإجراءات المحتملة مطالبة المسافرين بتقديم وثائق طبية تثبت حاجتهم إلى المساعدة، أو تدريب موظفي شركات الطيران على التعرف على حالات سوء الاستخدام المحتملة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك نقاش متزايد حول الحاجة إلى توعية المسافرين بأهمية احترام حقوق ذوي الإعاقة، وتجنب أي سلوك قد يعيق حصولهم على الخدمات التي يحتاجونها. تعتبر هذه القضية جزءًا من نقاش أوسع حول الوصول الشامل والعدالة في خدمات السفر.
من المرجح أن تستمر هذه القضية في إثارة الجدل والنقاش في الأيام والأسابيع القادمة. من المتوقع أن تقوم وزارة النقل الأمريكية بتقييم الوضع وتقديم توصيات بشأن الإجراءات التي يجب اتخاذها. يجب على المسافرين وشركات الطيران والجهات المختصة العمل معًا لإيجاد حلول تضمن حصول ذوي الإعاقة على المساعدة التي يحتاجونها، مع منع إساءة استخدام هذه الخدمات.










