وجهت إسرائيل انتقادات لاذعة للمقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي، واتهمتها بـ”معاداة السامية”، وطالبت بعزلها بعدما أيدت منشورا على منصة إكس يقارن بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والزعيم النازي أدولف هتلر.
وعلقت ألبانيزي أمس الخميس على المنشور الذي جاءت فيه صورة لهتلر وهو محاط بحشد من الناس يؤدون التحية النازية فوق لقطة لنتنياهو أثناء تلقيه التحايا من أعضاء في الكونغرس الأميركي الأربعاء.
وكتب كريغ مخيبر في هذا المنشور: “التاريخ يراقب دائما”. ومخيبر مسؤول سابق في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة استقال في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي متهما المنظمة الدولية بالإخفاق في منع الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة.
من جانبها، قالت ألبانيزي، الخبيرة المستقلة التي عينها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عام 2022، في تعليقها على المنشور: “هذا بالضبط ما فكرت فيه اليوم”.
وسارعت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى انتقادها، ووصفتها بأنها “لا ترتدع”.
وقالت الوزارة اليوم الجمعة: “من غير المعقول مواصلة السماح (لألبانيزي) باستخدام الأمم المتحدة درعا لنشر معاداة السامية”.
كما علقت بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف بقولها: “عندما يؤيد خبير حالي في الأمم المتحدة تحريف المحرقة الذي نشره المدير السابق (لمكتب مفوضية حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة) في نيويورك.. فإن النظام فاسد حتى النخاع”.
History is always watching. pic.twitter.com/QwxdZpQrLM
— Craig Mokhiber (@CraigMokhiber) July 24, 2024
“حان الوقت لعزلها”
ورأت البعثة الإسرائيلية أنه “حان الوقت” لإزاحة ألبانيزي من منصبها.
وكرر سفير إسرائيل الجديد في جنيف دانيال ميرون الدعوة نفسها، مستنكرا أن “فرانشيسكا ألبانيزي تسيء استخدام صفتها لنشر الكراهية والخطاب التحريضي”.
كما شاركت الولايات المتحدة، أكبر حليف لإسرائيل، في انتقاد ألبانيزي.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف ميشيل تيلور عبر منصة إكس إن “تشبيه المقررة الخاصة للأمم المتحدة بنيامين نتنياهو بأدولف هتلر أمر يستحق الشجب، ومعادٍ للسامية”.
وأضافت: “لا ينبغي أن يكون هناك مكان لمثل هذا الخطاب المهين للإنسانية. وينبغي للمقررين أن يسعوا جاهدين لمعالجة تحديات حقوق الإنسان، وليس تأجيجها”.
وردت ألبانيزي اليوم على هذه الانتقادات، مشددة على أن “ذكرى المحرقة لم تمس”.
وقالت إن “الغضب الأخلاقي الانتقائي لن يوقف عجلة العدالة التي بدأت تتحرك أخيرا”.
وواجهت ألبانيزي في السابق انتقادات شديدة من إسرائيل، كما صرحت بأنها تلقت تهديدات عديدة منذ بدأت مهمتها في إعداد تقرير بشأن الجرائم الإسرائيلية، وهي وثيقة صدرت في مارس/آذار وتتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في الحرب على غزة.
ومنذ أكثر من 9 أشهر تشن إسرائيل -بدعم أميركي- حربا مدمرة على غزة، حيث استشهد وأصيب حوالي 130 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وفقد أكثر من 10 آلاف آخرين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع المحاصر، كما دُمرت قرابة 70% من البنية التحتية المدنية من منازل ومدارس ومستشفيات.