عرضت الجزيرة، اليوم الخميس، صور مقبرة جماعية في ريف العاصمة السورية دمشق، يُعتقد أنها تضم جثامين معتقلين سابقين في سجون نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، في وقت تتضاءل فيه الآمال بالعثور على مفقودين أحياء.
وتعد الجزيرة أول قناة إعلامية تصل إلى مقبرة جسر بغداد بريف دمشق، بعدما حصلت على خرائط من رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، الذي يُطلق عليه “المسلخ البشري” بسبب تعذيب السجناء الممنهج.
ووفق مراسل الجزيرة عمر حوراني، فإن المقبرة تمتد على مساحة تقارب 5 آلاف متر مربع، وتضم خنادق متوازية حيث يتم وضع كل 100 جثة من الضحايا -تقريبا- في خندق ومن ثم يغطى بكتل أسمنتية يعقُبها طَمر بالأتربة.
وظهرت في الصور أكياس بيضاء لا يوجد عليها سوى أرقام ورموز في أحد القبور، وخلت من أي نصب يشير إلى أسماء الضحايا.
ونقل مراسل الجزيرة عن تقرير حقوقي قوله إن “هناك ما يقارب 150 ألف مفقود لم يخرج منهم من السجون سوى عدة مئات من المعتقلين بعد سقوط النظام، في حين تعتبر البقية في عداد المفقودين”.
وتتضاءل فرص وجود ناجين أو أحياء مع إعلان هيئات محلية مختصة عن انتهاء عمليات البحث عن مفقودين خاصة في سجن صيدنايا.
ويقع السجن، وهو أحد أشد السجون العسكرية تحصينا، على بعد 30 كيلومترا شمال دمشق، وبني عام 1987، وينقسم إلى جزأين، يُعرف الجزء الأول بـ”المبنى الأحمر”، وهو مخصص للمعتقلين السياسيين والمدنيين، في حين يُعرف الثاني بـ”المبنى الأبيض”، وهو مخصص للسجناء العسكريين.
ووفق مراسل الجزيرة، كان يخرج من مستشفيي المزة وتشرين العسكريين بين 30 و40 جثة يوميا باتجاه مقبرة جسر بغداد، وهي واحدة من ضمن 3 مقابر جماعية (جسر بغداد، ونجها، والقطيفة).
ولم يَكتف النظام السوري المخلوع في مقبرة القطيفة بوضع المعتقلين بقبور جماعية، بل جرفها عند امتلائها وأرسلها لمنطقة غير معلومة.