تعهد الرئيس التونسي قيس سعيد الأربعاء بضمان أمن المواطنين اليهود ومعابدهم بعد اجتماع مع كبير حاخامات اليهود بالبلاد في أعقاب هجوم دامٍ على كنيس.
وقتل أحدُ أفراد الحرس البحري الثلاثاء الماضي زائرين يهوديين ورجلي شرطة عند الكنيس الواقع على جزيرة جربة، وهو الأقدم في أفريقيا، قبل أن يُقتل بالرصاص. وكان قتل في وقت سابق أحدَ زملائه في منشأة تابعة للبحرية.
واتهم سعيّد الأسبوع الماضي من وصفهم بأنهم “مجرمون” بالسعي للإضرار بقطاع السياحة في البلاد.
واجتمع الرئيس الأربعاء مع مفتي الجمهورية الشيخ هشام بن محمود، وكبير الحاخامات اليهود حاييم بيتان، وكبير الأساقفة المسيحيين إيلاريو أنطونيازي، وقال إن استقباله رجال الدين “رسالة تاريخية” في التعايش والتسامح.
وقال سعيد -في الاجتماع الذي بُث جزء منه في الإعلام- “سنوفر لكم الأمن في معابدكم. عيشوا في أمن في سلام وسنوفر لكم كل شروط الأمن”.
وأضاف سعيد -وفق مقطع فيديو مصور بثته الرئاسة التونسية على مواقع التواصل الاجتماعي- أن ما جرى ليس اعتداء على أشخاص تونسيين فقط، سواء كانوا من المسلمين أو اليهود، بل هو اعتداء على كل تونس.
رئيس الجمهورية #قيس_سعيّد، يستقبل كلّ من سماحة الشيخ هشام بن محمود، مفتي الجمهورية التونسية، والسيّد حاييم بيتان، كبير أحبار اليهود بتونس، والسيّد إيلاريو أنطونيازي، كبير أساقفة الكنيسة الكاثوليكية بتونس. #TnPR pic.twitter.com/2u6scmDhT1
— Tunisian Presidency – الرئاسة التونسية (@TnPresidency) May 17, 2023
وكان القتيلان اليهوديان في الهجوم الذي وقع أثناء احتفال ديني سنوي ابني عم؛ أحدهما فرنسي من أصل تونسي، والآخر إسرائيلي من أصل تونسي.
وقال كبير الحاخامات حاييم بيتان “طمأننا الرئيس وأعطانا ضمانات بألا يتكرر ما حدث مؤخرا”.
بدوره، أكّد أنطونيازي أن لقاء الرئيس مع ممثلي الديانات الثلاث كان عبارة عن مفاجأة سارة ولم يحصل مثله في الماضي، وشعرنا بأنه قريب منا جدا كأخ يتكلم مع إخوانه ويريد أن يصغي لآلامهم وأفراحهم ويستجيب لطلباتهم.
من جانبه، قال هشام بن محمود إن اللقاء مع الرئيس مثّل لحظة تاريخية سجلت خلاله مدى سماحة تونس وتعايش الديانات فيها بشكل إيجابي تجمعهم الأخوة في وطن لا يفرق بين الديانات.
ولم يصف سعيد الهجوم بالإرهاب، وهو مصطلح استخدمه أحيانا لوصف ما يقوم به خصومه السياسيون منذ أن استأثر بمعظم السلطات في 2021.
وفي العاشر من مايو/أيار الجاري، أعلنت وزارة الداخلية مقتل 5 أشخاص وجرح 9 آخرين في هجوم بمحيط كنيس الغريبة بجزيرة جربة نفذه عنصر أمن.
وتونس -ذات الأغلبية المسلمة- موطن لواحدة من أكبر الجاليات اليهودية في شمال أفريقيا، وتضم زهاء 1800 شخص.
ويجتذب الاحتفال في جربة عادة مئات الزوار اليهود من أوروبا وإسرائيل، ويقام تحت إجراءات أمنية مشددة منذ أن هاجم عناصر من تنظيم القاعدة الكنيس عام 2002 بشاحنة ملغمة؛ مما أدى إلى مقتل 21 سائحا غربيا.