انفجار هزّ مسجدًا في مدينة مايدوغوري بولاية بورنو شمال شرق نيجيريا، أثناء تجمع المصلين لأداء صلاة العشاء، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وإصابة العشرات. يشكل هذا الهجوم تطوراً مقلقاً في منطقة شهدت لعقود من العنف المرتبط بجماعات متطرفة.
وقع الانفجار حوالي الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي (17:00 بتوقيت جرينتش) يوم الأربعاء، وفقًا لشهود عيان. وتجري الشرطة حاليًا تحقيقًا لتحديد ملابسات الحادث، مع ترجيح فرضية أن يكون الهجوم انتحاريًا.
التحقيقات الأولية تشير إلى هجوم انتحاري في مايدوغوري
أفاد المتحدث باسم شرطة ولاية بورنو، ناحوم داسو، في بيان، أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحادث قد يكون نتيجة لعمل انتحاري، استنادًا إلى العثور على شظايا من سترة يُشتبه بأنها تستخدم في التفجيرات الانتحارية، وإفادات الشهود. وأضاف أن الشرطة تقوم بتمشيط منطقة سوق غامبورو بحثًا عن أي أجهزة أخرى.
في وقت سابق، ذكر إمام المسجد، Malam Abuna Yusuf، لوكالة فرانس برس أن ما لا يقل عن ثمانية أشخاص لقوا حتفهم في الهجوم، بينما قدر قائد ميليشيا، Babakura Kolo، العدد بسبعة قتلى.
شهود العيان يصفون مشاهد مروعة
قال شاهد عيان آخر، Musa Yusha’u، لفرانس برس إنه رأى “الكثير من الضحايا يتم نقلهم لتلقي العلاج الطبي”. وتشير التقارير إلى أن عدد المصابين قد يرتفع مع استمرار عمليات الإنقاذ.
لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، ولكن غالبًا ما تُنسب عمليات التفجير الانتحاري إلى جماعة بوكو حرام. وتعتبر هذه الجماعة، بالإضافة إلى تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا (داعش)، من الجماعات المسلحة النشطة في المنطقة.
تاريخ من العنف في شمال شرق نيجيريا
يأتي هذا الهجوم في سياق صراع مستمر في شمال شرق نيجيريا، والذي أودى بحياة ما لا يقل عن 40 ألف شخص وتسبب في نزوح حوالي مليوني شخص منذ عام 2009، وفقًا للأمم المتحدة. على الرغم من انحسار العنف مقارنة بذروته قبل حوالي عقد من الزمان، إلا أنه امتد إلى الدول المجاورة مثل النيجر وتشاد والكاميرون.
هناك مخاوف متزايدة بشأن عودة العنف في أجزاء من الشمال الشرقي، حيث لا تزال الجماعات المسلحة قادرة على شن هجمات مميتة على الرغم من سنوات من العمليات العسكرية المستمرة. وتشكل هذه الهجمات تهديدًا للاستقرار الإقليمي وجهود التنمية.
كانت مايدوغوري، التي كانت مسرحًا لمعارك بالأسلحة النارية وتفجيرات ليلية، هادئة نسبيًا في السنوات الأخيرة، حيث لم يشهد آخر هجوم كبير منذ عام 2021. ومع ذلك، يذكر هذا الحادث بأن التهديد لا يزال قائمًا.
الأمن في المنطقة يمثل تحديًا مستمرًا، وتتطلب معالجة جذور التطرف جهودًا متعددة الأوجه تشمل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى تعزيز سيادة القانون. كما أن التعاون الإقليمي ضروري لمكافحة الإرهاب بفعالية.
من المتوقع أن تستمر الشرطة في تحقيقاتها لتحديد هوية منفذي الهجوم ودوافعهم. كما ستراقب السلطات الوضع عن كثب لتقييم أي تهديدات إضافية محتملة. وستكون التطورات اللاحقة حاسمة في فهم السياق الأوسع لهذا الحادث وتأثيره على الأمن في المنطقة.









