16/12/2024–|آخر تحديث: 16/12/202408:24 م (بتوقيت مكة المكرمة)
خالد نبهان، الجد الفلسطيني الذي حفر اسمه في ذاكرة العالم بكلمات بسيطة لكن عميقة “روح الروح”، خرجت من قلب مفجوع خلال توديع جثمان حفيدته الشهيدة ريم (3 أعوام) في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، لتصبح رمزا للإنسانية المسلوبة تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي.
أُضيف اسمه اليوم إلى قائمة طويلة من الشهداء الذين كتبوا بدمائهم فصلا من الألم والصمود في غزة، بعد استشهاده في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط القطاع.
مشهد الفلسطيني خالد نبهان المُكنى “أبو ضياء”، وهو يحمل جثمان حفيدته الصغيرة ويلاطفها بكلمات مؤثرة ملؤها الحنان وسط الإبادة الذي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، هزّ قلوب الملايين حول العالم.
لم يكن ذلك وداعا عاديا، بل كان صرخة إنسانية تُظهر كيف أن الاحتلال لا يقتل فقط الأجساد، بل يحاول سحق الروح الفلسطينية أيضا.
حالة من الحزن خيّمت على النشطاء في منصات التواصل الاجتماعي مع انتشار خبر استشهاده، حيث عبّر مغردون ونشطاء من مختلف دول العالم عن أسفهم وتأثرهم من خلال مشاركة فيديوهات مؤثرة له.
أبرز تلك المقاطع هي التي يظهر فيها وهو يحمل بين ذراعيه جثمان حفيدته ريم، مودعا إياها بكلمات تفيض بالحب والحنان، وأخرى توثّق نشاطه للعمل الخيري بعد استشهادها.
كما عمد عدد من النشطاء إلى نشر صورة له على حسابه في إنستغرام نشرها قبل نحو أسبوع، مرفقة بكلمات أنشودة: “هل نلتقي؟! فالبُعد مزّق خافقي. هل نلتقي من بعدِ شوقٍ مُحرق؟ صدقًا، توقفت الحياة، وما لها في ليل هجرك أي فجرٍ مشرق”.
بعد استشهاد حفيدته، كرّس الجد الفلسطيني خالد نبهان جهده للعمل الخيري، مساعدة للمواطنين في مخيمات النزوح، إضافة إلى تنظيم فعاليات للأطفال في شتى المخيمات، لتخفيف أهوال الحرب عنهم، موثقا ذلك عبر حسابه في إنستغرام.
وتعليقا على استشهاده، قال الناشط الفلسطيني أحمد حجازي إن الاحتلال الإسرائيلي لا يهدف لقتل المواطنين في قطاع غزة فحسب، بل إلى مسح ذاكرتهم أيضا وقتل الشهود قبل الشهادة.
باغتيال الاحتلال الإسرائيلي لروح الروح- أبو ضياء- يريد الاحتلال أن يقول أنه لا يهدف لقتل الناس في غزة فقط بل مسح ذاكرتهم أيضاً، وقتل الشهود قبل الشهادة..
صوتنا لن يدفن وذاكرتنا ستبقى حية.— أحمد حجازي 𓂆 (@ahmedhijazee) December 16, 2024
فيما ذكر الناشط عدنان الرئيسي أن مشهد “روح الروح” من أكثر المشاهد التي أثرت فيه، وإلى هذه اللحظة لم يستطع التعافي منه ولا تجاوزه، ولا حتى نسيانه. وسيظل راسخا في ذهنه بسبب إيمانه وصبره ورقة قلبه تجاه أحفاده.
مشهد #روح_الروح من أكثر المشاهد التي أثرت فيني وإلى هذه اللحظة لم أستطع التعافي منه ولا تجاوزه ولا حتى نسيانه وسيظل راسخ في ذهني من إيمانه وصبره ورقة قلبه إتجاه أحفاده .
“وأسأل الله أن يجمع كل من استُشهد في سبيل الله بأحبتهِ في الجنة” pic.twitter.com/298fUZRNgg
— عدنان الرئيسي🇴🇲 (@adnanoom) December 16, 2024
بدوره، أوضح الإعلامي والكاتب السياسي فايد أبو شمالة أن استشهاد “روح الروح” يُعد شاهدا على طغيان الاحتلال الإسرائيلي، في إشارة إلى تعمد الاحتلال ارتكاب مجازر بحق المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة منذ بدء الحرب المستمرة.
روح الروح شهيدا شاهدا على طغيان الاحتلال.
استشهاد الرجل الطيب صاحب ” روح الروح” خالد نبهان “أبو ضياء”
إلى رحمة الله شهدانا الأطهار.
حسبنا الله ونعم الوكيل pic.twitter.com/x6YOcN460M— Fayed Abushammalah. فايد أبو شمالة (@fayedfa) December 16, 2024
أما الناشط أنور حامد فأشار إلى أن كثيرين ممن رحلوا دون أن نعرف أسماءهم أو نتداول قصصهم، تخطفهم شظية مجرمة بعيدا عن الأضواء. والبعض القليل يترك قصة يتداولها العالم، كقصة المواطن خالد نبهان صاحب مقولة “روح الروح”.
وأضاف مغردون أن “روح الروح” شهيد الحب والسلام، حيّ في قلوبنا إلى الأبد، وكان بطلا من نوع آخر. لم يحمل يوما سلاحا، بل كان سلاحه الوحيد كلماته التي ألهمتنا، وحضوره الذي منح الأمل والسلام لكل من حوله.
وكتب آخر تعليقا على استشهاد الجد الفلسطيني بالقول “استُشهد قبل قليل شخص عرفناه جميعا، وعاشت كلماته في داخلنا، وأصبحت عنوانا للتطهير العرقي في قطاع غزة. صاحب جملة روح الروح التي قالها لحفيدته عند استشهادها”.
وأشار آخرون إلى أن جد “روح الروح” ارتقى شهيدا ملتحقا بحفيدته التي وصفها بأنها “روح الروح” إثر قصف إسرائيلي، بعد أن فقد حفيدته في بداية حرب الإبادة، ورغم ذلك ظل يعمل دون كلل في إغاثة الناس، حتى استشهد اليوم أمام كل محبيه في العالم، شاهدا على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني”.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 151 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.