19/5/2023–|آخر تحديث: 19/5/202307:06 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
تسلم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليوم الجمعة رئاسة القمة العربية في دورتها الـ32، والتي انطلقت في مدينة جدة عصر اليوم بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كضيف.
وأكد بن سلمان في الجلسة الافتتاحية على عدم السماح بأن تتحول المنطقة العربية إلى منطقة صراعات، وشدد على محورية القضية الفلسطينية، وقال “ونعمل معا من أجل التوصل إلى حلها”.
وأعرب بن سلمان عن أمله في أن تسهم عودة سوريا إلى الجامعة في دعم أمنها، مرحبا بحضور الرئيس السوري بشار الأسد هذه القمة.
كما رحب بتوقيع طرفي النزاع في السودان على إعلان جدة، وقال إنه يأمل أن يقود إلى وقف دائم لإطلاق النار في السودان.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد استقبل في وقت سابق قادة الدول والوفود المشاركة في القمة العربية، وبينهم الرئيس السوري بشار الأسد.
توحيد الصف العربي
وبدأت أعمال القمة بكلمة لرئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمن شدد فيها على الحرص على توحيد الصف العربي، مرحبا بعودة سوريا إلى الجامعة العربية.
وطالب المسؤول الجزائري المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، ووضع حد لسياسة الاستيطان الإسرائيلي.
كما دعا أطراف النزاع في السودان إلى تغليب مصلحة الوطن والاحتكام للحوار، وتجنب الانزلاق إلى دوامة العنف.
زيلينسكي يتحدث
وفي كلمته أمام القمة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده “لن تستسلم ولن تخضع لأي محتل أجنبي”، مناشدا القادة العرب “لحماية شعبنا والجالية الأوكرانية المسلمة”.
وقال زيلينسكي إن بلاده لم تختر الحرب ولم تنخرط في أي أعمال عدائية في أراضي دول أخرى، وتابع “نحن مجبرون على مواصلة القتال، ولا أحد يوافق على تسليم أرضه”.
سلام عادل
وفي كلمته أمام القمة، أكد ملك الأردن عبد الله الثاني أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية للعرب، وقال “نعمل من أجل حصول الفلسطينيين على دولتهم عبر سلام عادل”.
وشدد عبد الله الثاني على أن حل الدولتين هو الفرصة الوحيدة، وأن البديل عن ذلك سيضع المنطقة على طريق الصراع المستمر، مشيرا إلى أنه لا يمكن لسلام الشرق الأوسط أن يتحقق مع استمرار بناء المستوطنات وتهجير الفلسطينيين.
حلول حاسمة
من جانبه، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على المبادرة العربية كحل للقضية الفلسطينية، وقال “نعمل من أجل تثبيت الهدنة في غزة”.
وحذر السيسي من أن استمرار إدارة الصراع عسكريا بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيؤدي لتفجير الأوضاع، مشددا على أن المنطقة تمر بظروف صعبة تحتاج لحلول حاسمة، وأن الأمر يتطلب تعاونا عربيا مشتركا.
وبشأن الأزمة في السودان، قال الرئيس المصري إن الأوضاع هناك تنذر بصراع طويل، إذا لم يتم العمل عربيا من أجل احتوائها.
عودة سوريا
أما الرئيس السوري بشار الأسد، فقد دعا دول العالم إلى “ترك القضايا الداخلية لشعوبنا، وينبغي علينا رفض التدخلات الأجنبية” مشددا على أن “المصالحات التي حصلت فرصة تاريخية لإعادة ترتيب شؤوننا بدون تدخل أجنبي”.
ودعا الأسد إلى تطوير ومراجعة ميثاق الجامعة العربية ونظامها الداخلي ليتماشى مع متطلبات العصر، وقال “نحن أمام فرصة تاريخية لإعادة ترتيب البيت العربي بأقل قدر من التدخل الأجنبي”.
المبادرة العربية
من جهته، أكد ولي عهد الكويت مشعل الأحمد الصباح على دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وفق المبادرة العربية.
كما أعرب عن دعم بلاده عودة سوريا إلى الجامعة العربية كمقدمة لإنهاء أزمتها، معربا عن رفضه أي تدخل خارجي في شؤون سوريا الداخلية.
أما رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني فأعرب عن تطلع بلاده لحضور الزعماء العرب قمة 2025 التي تستضيفها العاصمة العراقية بغداد.
ورحب خلال كلمته أمام القمة بالتقارب السعودي الإيراني “بما يعود على أمن واستقرار المنطقة”.
وتحدث رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي عن أزمة اللاجئين في بلاده، وقال إن طول فترة الأزمة السورية وتزايد أعداد النازحين يجعلان أزمة اللجوء أكبر من طاقة لبنان.
بدوره، أشاد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء العماني بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من أجل إحياء التضامن العربي “بما يعود بالنفع على دولنا”.
رسالة صينية
وفي رسالة تهنئة موجهة لملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن جامعة الدول العربية ملتزمة منذ فترة طويلة بتعزيز وحدة العالم العربي وتحسينه الذاتي ودعم السلام والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط.
وأضاف الرئيس الصيني في رسالته، أن الصين مستعدة للعمل مع الدول العربية للمضي قدماً بروح الصداقة الصينية العربية، وتنفيذ نتائج القمة الصينية العربية الأولى، وبناء شراكة إستراتيجية صينية عربية على أعلى مستوى.
ومن المقرر أن تركز أجندة القمة على عودة سوريا إلى الجامعة العربية، بالإضافة إلى العلاقات العربية مع دول الجوار، وكذلك الوضع المتفجر في السودان، والقضية الفلسطينية.