نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) الأميركية عن مسؤول أوكراني رفيع استعداد 4 دول أوروبية، من بينها هولندا، لتزويد كييف بطائرات “إف-16” (F-16)، وفي الأثناء قصفت روسيا خطوط الإمداد حول مدينة باخموت.
وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لا تزال غير مقتنعة بأن كييف بحاجة لهذه الطائرات الباهظة الثمن، كما اعتبر مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الأولويات لأوكرانيا هي الدفاع الجوي والمدفعية والمركبات الآلية والمدرعات.
لكن المتحدث باسم البنتاغون قال إن واشنطن لم تعارض نقل طائرات إف-16 إلى أوكرانيا من طرف ثالث لكن القرار لم يتخذ بعد.
وفي تصريحات له في فبراير/شباط الماضي، قال الرئيس الأميركي إن الولايات المتحدة تزود أوكرانيا بما تحتاجه من دبابات ودفاعات جوية، وإنها ليست بحاجة إلى طائرات إف-16 حاليا. وشدد على أنه “في الوقت الراهن” يرفض تلبية مطلب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتزويد كييف بمقاتلات إف-16.
من جانبه، نقل موقع “بوليتيكو” (Politico) عن متحدث باسم الحكومة الهولندية قوله إنه لا يوجد اتفاق مع الحكومة البريطانية لتزويد أوكرانيا بطائرات إف-16.
في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا لن تترك الأعمال غير الودية بحقها تمر دون رد. وأضاف بيسكوف أن بلاده مستعدة للاستماع بكل اهتمام لأي مقترح من شأنه أن يسهم في تسوية الأوضاع في أوكرانيا.
ودأبت كييف على مطالبة حلفائها بإرسال مقاتلات حديثة وصفها الرئيس الأوكراني زيلينسكي بأنها “أجنحة من أجل الحرية”، لتحل محل أسطولها القديم من طائرات ميغ وسوخوي السوفياتية.
وتتضمن قائمة الرغبات طائرة إف-16 أميركية الصنع بسبب قوتها التدميرية وتوافرها على الصعيد العالمي، كما تريد مقاتلات “غريبن” السويدية، وتقول في الوقت نفسه إنها ما زالت تبحث بشأن المقاتلات الأخرى التي بوسع الحلفاء تزويدها بها.
وتعتمد أوكرانيا على أسطولها الحالي لمهاجمة المواقع الروسية وتنفيذ طلعات اعتراضية، لكن سلاحها الجوي يعتقد أن من شأن توفير مقاتلات أحدث أن يغير مسار الحرب.
تطورات ميدانية
على صعيد التطورات الميدانية، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها نفذت ضربة بأسلحة عالية الدقة على مستودعات المعدات والذخيرة الأجنبية واحتياطات القوات المسلحة الأوكرانية في دونيتسك وزاباروجيا. وأشارت الوزارة إلى تدمير مخزونات كبيرة من العتاد، كما تم إحباط استقدام قوات احتياط إلى ساحات القتال.
في المقابل، اعتبرت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب في أوكرانيا ناتاليا هومينيوك أن الهجوم الروسي الواسع محاولة لاستنفاد الدفاعات الجوية الأوكرانية واستكشاف الإمكانيات الأوكرانية خصوصا بعد تزويد الدول الغربية كييف بأنظمة دفاع جوي.
وفي باخموت بشرقي أوكرانيا، ذكر جنود أوكرانيون أن القوات الروسية تقصف خطوط الإمداد بالقرب من المدينة، في محاولة لوقف تقدم الجيش الأوكراني.
وأعلنت أوكرانيا تحقيق مكاسب جديدة على الأرض اليوم الخميس في القتال العنيف الدائر حول باخموت، في أحدث مكاسب تشير -على ما يبدو- إلى تحول لدفة المعركة بالمنطقة بعد هجوم روسي دام شهورا.
ويتابع جنود من وحدة مضادة للطائرات المعارك على أجهزة لوحية من مواقعهم خارج المدينة، في الوقت الذي تدوي فيه أصوات القذائف بالقرب منهم.
وقال قائد الوحدة بترو بودارو “الآن، وبعد أن بدأنا التقدم، بدأ (الروس) يقصفون جميع المسارات المؤدية إلى المواقع الأمامية حتى لا تتمكن مركباتنا المدرعة من توصيل الجنود والذخائر والأغراض الأخرى”.
تضارب
وكان الجيش الروسي أعلن الخميس أنه دمّر كل أهداف ضرباته الليلية في أوكرانيا، ورد سلاح الجو الأوكراني بأنه نجح في إسقاط 29 من 30 صاروخًا أطلقتها موسكو.
وقالت وزارة الدفاع الروسية “دُمّرت كل الأهداف المحدّدة”، مشيرة إلى أن قواتها أصابت “مخزونًا كبيرًا من الأسلحة والذخيرة للقوات المسلحة الأوكرانية”.
ولم تحدد موسكو الأهداف التي تعرضت للقصف، لكنها اكتفت بالقول إنها استهدفت “مستودعات كبيرة من الأسلحة والمعدات الأجنبية وكذلك احتياطيات العدو”.
في المقابل، أعلن سلاح الجو الأوكراني أنه أسقط 29 صاروخ كروز من أصل 30 أطلقتها روسيا في هجوم ليلي جديد على كييف ومناطق أوكرانية أخرى، أسفر عن سقوط قتيل واحد على الأقل في أوديسا.
وقالت الإدارة المدنية والعسكرية في كييف إن الهجمات التي تشنها القوات الروسية منذ مطلع الشهر الجاري “غير مسبوقة في قوتها وشدّتها وتنوّعها”.
وأضافت أن قاذفات إستراتيجية روسية أطلقت من منطقة بحر قزوين صواريخ كروز، في حين حلّقت مسيرات استطلاع فوق العاصمة في وقت لاحق.
وهذه السلسلة التاسعة من الضربات الصاروخية الروسية التي تستهدف العاصمة كييف خصوصًا منذ بداية مايو/أيار الجاري، في وقت تقول فيه كييف إنها تنهي تحضيراتها لشنّ هجوم مضاد واسع النطاق لإخراج القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.
جهود دبلوماسية
على الصعيد الدبلوماسي، اختتم المبعوث الصيني الخاص إلى أوكرانيا لي هوي اليوم الخميس زيارة استمرت يومين في كييف للبحث في “حل” للنزاع.
ولم تشأ الرئاسة الأوكرانية تأكيد حصول لقاء بين الدبلوماسي وفولوديمير زيلينسكي، لكن بكين أكدت في بيان حصول الاجتماع بينهما من دون مزيد من التفاصيل.
وأكدت الصين عدم وجود ما سمته علاجا سحريا لحل الأزمة الأوكرانية، وقالت إن على الجميع العمل على بناء الثقة المتبادلة وتهيئة الظروف للمفاوضات بين طرفي الصراع. ويزور لي هوي غدا الجمعة بولندا، ثمّ ألمانيا وفرنسا وروسيا في الأيام التالية.
وفي الأمم المتحدة، يجتمع مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس عند الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش للبحث في الوضع في أوكرانيا عشية بدء قمة مجموعة السبع في اليابان، حيث سيُطرح تشديد العقوبات على الاقتصاد الروسي.
سياسيا أيضا، أعلنت روسيا اليوم الخميس أن القادة الأفارقة سيزورون موسكو الشهر المقبل أو مطلع يوليو/تموز المقبل في إطار مبادرة للسلام في أوكرانيا أعلن عنها رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا.
وأفاد رامابوسا الثلاثاء الماضي بأن كلا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وافق على استقبال الوفد المكوّن من 6 أعضاء سيزورون كييف وموسكو، ويضم الوفد رؤساء جمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر والسنغال وجنوب أفريقيا وزامبيا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن “الرئيس (بوتين) مستعد دائما للتحدّث مع جميع شركائنا المهتمين بشكل صادق في تحقيق الاستقرار في العالم”، وأضاف أن روسيا تتطلع لأن يطرح الوفد “مبادرات ملموسة”.