أفادت وكالتي الأنباء الفرنسية والأسوشيتد برس أن الرئيس الغيني السابق عمر سيسوكو إمبالو قد وصل إلى جمهورية الكونغو، بعد أيام من الإطاحة به في انقلاب عسكري. وتأتي هذه الخطوة بعد لجوئه الأولي إلى السنغال. ويُعد هذا الانقلاب تطوراً هاماً في الوضع في غينيا بيساو، مما أثار موجة من الإدانات الدولية.
أكد رئيس أركان إمبالو، كاليفا سواريس كاساما، لوكالة أسوشيتد برس أن الرئيس السابق يتواجد حالياً في العاصمة الكونغولية برازافيل. كما أكدت مصادر حكومية كونغولية لم تُذكر أسماؤها لوكالة الأنباء الفرنسية وصول إمبالو إلى المدينة.
تداعيات الانقلاب في غينيا بيساو
لا تزال الدوافع الحقيقية وراء الانقلاب غير واضحة، مع تداول التكهنات ونظريات المؤامرة، بما في ذلك مزاعم بأنه تم تنفيذه بموافقة إمبالو. في البداية، أعلن مجموعة من الضباط العسكريين عن “السيطرة الكاملة” على غينيا بيساو قبيل الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية.
وقد أثار الانقلاب موجة من الإدانات الدولية، حيث دعا القادة الإقليميون والأمم المتحدة القادة العسكريين الجدد في غينيا بيساو إلى استعادة النظام الدستوري والسماح للعملية الانتخابية بإكمال مسارها. ووصفت الأحداث بأنها تهديد للاستقرار في المنطقة.
ردود الفعل الإقليمية
أدان رئيس الوزراء السنغالي أوسمان سونكو الأحداث ووصفها بأنها “مهزلة” في تصريحات أمام البرلمان يوم الجمعة. وأكد سونكو على ضرورة استمرار العملية الانتخابية وأن اللجنة الانتخابية يجب أن تكون قادرة على إعلان الفائز. وتأتي هذه التصريحات في سياق علاقات غينيا بيساو الوثيقة مع السنغال.
يُذكر أن العديد من القادة العسكريين الجدد في غينيا بيساو تربطهم علاقات وثيقة بإمبالو، بمن فيهم الجنرال هورتا إنتا-أ، الذي تم تعيينه رئيساً انتقالياً في وقت سابق من هذا الأسبوع، وإيليديو فييرا تي، الذي تم تعيينه رئيساً للوزراء. وكان فييرا تي يشغل منصب وزير المالية في حكومة إمبالو.
وفي يوم السبت، عين إنتا-أ حكومة مكونة من 28 عضواً، ومعظمهم من حلفاء الرئيس المخلوع. ويعتبر هذا التعيين محاولة لتعزيز سيطرة العسكريين السابقين في الحكومة.
هجوم على مقر حزب المعارضة
على صعيد آخر، أعلن الحزب الحاكم في غينيا بيساو، PAIGC، في بيان له، أن مقره قد تعرض لـ “غزو غير قانوني من قبل مجموعات مسلحة” في العاصمة بيساو. وأدان الحزب هذا الهجوم ووصفه بأنه “اعتداء على الاستقرار والديمقراطية وسيادة القانون” في غينيا بيساو. وتأتي هذه الأحداث وسط قلق متزايد بشأن قمع المعارضة.
يشار إلى أن PAIGC قد مُنع من تقديم مرشح رئاسي في الانتخابات التي جرت الأحد الماضي، وهو ما أثار انتقادات من منظمات حقوق الإنسان التي اتهمت السلطات بقمع المعارضة. يتعلق الأمر أيضاً بالصراع السياسي والانتخابات المتنازع عليها في البلاد.
قبل الانقلاب، أعلن كل من إمبالو ومنافسه الرئيسي، فرناندو دياس، عن فوزهما بالانتخابات، لكن لم يتم الإعلان عن أي نتائج رسمية حتى الآن.
الوضع السياسي الحالي في غينيا بيساو يسلط الضوء على هشاشة العملية الديمقراطية في البلاد والتحديات التي تواجهها في تحقيق الاستقرار. الأزمة السياسية تثير تساؤلات حول مستقبل الحكم في غينيا بيساو.
من المتوقع أن يعقد قادة غرب أفريقيا اجتماعاً قريباً لمناقشة الوضع في غينيا بيساو والضغط على القادة العسكريين الجدد لإعادة السلطة إلى المدنيين. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا الاجتماع سيؤدي إلى حل الأزمة الحالية في غينيا بيساو. ويراقب المجتمع الدولي عن كثب التطورات الأخيرة، مع التركيز على ضمان احترام حقوق الإنسان واستعادة النظام الدستوري. إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية لا يزال معلقاً، ويشكل تحدياً كبيراً في استعادة الشرعية السياسية.










