شنت روسيا هجوما جويا واسعا على أوديسا جنوبي أوكرانيا، وفي حين أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو) مواصلته دعم كييف، أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تفاؤله بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لإنهاء سريع للصراع المستمر بين الجارتين منذ نحو 3 أعوام.
وقتل شخص واحد على الأقل في هجوم روسي جوي “واسع” خلال الليلة الماضية في أوديسا جنوبي أوكرانيا، حسبما أفادت به أجهزة الطوارئ الأوكرانية صباح اليوم الجمعة.
وقالت أجهزة الطوارئ -عبر تطبيق تلغرام- إن “أوديسا تعرضت مرة أخرى لهجوم واسع النطاق من العدو (…). وفق البيانات الأولية، لقي شخص واحد حتفه” وأصيب 10 آخرون بجروح، بينهم طفلان.
وأوضح غينادي تروخانوف، رئيس بلدية هذه المدينة الساحلية الرئيسية على البحر الأسود، عبر تلغرام، أن الضحية “امرأة تبلغ من العمر 35 عاما”.
وقال حاكم المنطقة أوليغ كيبر إن “مبنى سكنيا وسط أوديسا دُمّر، واشتعلت النيران في شقق سكنية، وتضررت أبراج ونحو 30 سيارة” نتيجة الهجوم.
وقبيل الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (الساعة الرابعة بتوقيت غرينتش)، نبه سلاح الجو الأوكراني إلى أن 6 طائرات روسية قاذفة من طراز “تو-95” كانت تحلق باتجاه الجنوب الشرقي، انطلاقا من قاعدة أولانيا في شمال غرب روسيا.
وطائرات “تو-95” هي قاذفات طورت خلال حقبة الاتحاد السوفياتي، وهي قادرة على حمل صواريخ كروز.
وكثفت القوات الروسية في الفترة الأخيرة هجماتها على جنوب أوكرانيا، وتعمل خصوصا على إلحاق الضرر بسفن في موانئ منطقة أوديسا. في المقابل، كثفت كييف هجماتها على أهداف عسكرية ومنشآت للطاقة في مناطق تسيطر عليها روسيا.
وخلال الليل أيضا، أسقطت موسكو 51 مسيّرة أوكرانية، من بينها 36 في منطقة كراسنودار في جنوب غرب البلاد، حسبما أفادت به وزارة الدفاع الروسية الجمعة عبر تلغرام.
ومنذ أشهر، تطلب السلطات الأوكرانية من حلفائها الغربيين تزويدها مزيدا من أنظمة الدفاع الجوي لصد الهجمات الروسية.
وقد حض رئيس مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو حلفاء كييف الغربيين على الدخول في مفاوضات مع موسكو إذا أرادوا وضع حد للهجمات على الأوكرانيين.
مزيد من الدعم
في سياق متصل، دعا الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، الدول الأعضاء في الحلف والشركاء الغربيين الآخرين إلى تقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا مع اقتراب الطقس البارد.
وفي تصريحات أدلى بها بعد اجتماع مع رئيس لاتفيا إدجارس رينكيفيتش في قاعدة أدازي العسكرية، أمس الخميس، حذر روته من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “سيستخدم الشتاء كسلاح”.
وقال روته إن روسيا ستحاول تدمير نظام إمدادات الطاقة في أوكرانيا، “ولهذا السبب يجب علينا جميعا زيادة دعمنا لأوكرانيا، بما في ذلك في مجال الدفاع الجوي لحماية البنية التحتية الحيوية”.
وأضاف أنه من أجل تعزيز قدرات الأوكرانيين الدفاعية، سيتعين على أعضاء حلف شمال الأطلسي زيادة إنفاقهم الدفاعي وتعزيز إنتاج الأسلحة.
ودعا رينكيفيتش أيضا أعضاء الناتو إلى إنفاق المزيد على الدفاع، ودعا -على وجه التحديد- إلى تخصيص نسبة 2.5% أو 3% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري. ويبلغ الهدف الرسمي لحلف الناتو للإنفاق العسكري حاليا 2%.
متفائل بترامب
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني إن حرب روسيا على بلاده “ستنتهي على نحو أسرع” بعد تولي إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وأضاف زيلينسكي -في تصريحات إذاعية- أن “الحرب ستنتهي، لكن لا يوجد تاريخ محدد (لنهايتها). بالطبع، مع سياسة هذا الفريق الذي سيقود البيت الأبيض الآن، ستنتهي الحرب على نحو أسرع”، دون أن يوضح كيف سيتم ذلك.
وأضاف أن “السلام العادل” أمر مهم للغاية بالنسبة إلى أوكرانيا.
ولطالما دعا زيلينسكي الولايات المتحدة وباقي حلفاء بلاده الغربيين إلى دعم كييف بالسلاح لهزيمة روسيا بالقوة، إلا أن هذه التصريحات تعد تغيرا واضحا مع قرب تسلم ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني المقبل.
ومنذ اندلاع الحرب في فبراير/شباط 2022، وخلال حملته الانتخابية الأخيرة كرر ترامب موقفه بأنه لو كان موجودا في الحكم، ما كانت الحرب بين روسيا وأوكرانيا لتندلع، وأكد عدة مرات أنه سيقوم بإنهائها وكذلك حرب غزة عند عودته للبيت الأبيض، لكن من دون أي يوضح الطريقة.