استطاعت المعارضة السورية المسلحة بفضل المسيّرات التي تمتلكها لأول مرة منذ بدء الثورة السورية في عام 2011، أن تسيطر على مناطق شاسعة، وبسرعة كبيرة وغير معقولة، وإجبار الجيش السوري على الهروب.
وبحسب ما أورد برنامج “شبكات” في حلقة (2024/12/4)، فقد دمرت المسيّرات أكثر من 20 موقعا عسكريا دفاعيا في مدينة حلب، وعدة مواقع قيادية تابعة للفوج 46 التابع للقيادة السورية، بحسب الإدارة العسكرية لعملية “ردع العدوان”.
وبسلاح المسيّرات أيضا، أعلنت المعارضة اغتيال قائد الأمن العسكري بمدينة حماة، العميد عدي غصة التابع لـ الجيش السوري. كما نشرت الكثير من المشاهد لاستهداف مواقع حيوية.
ويقف خلف السلاح الإستراتيجي الجديد للمعارضة السورية المسلحة، وحدة عسكرية أنشئت حديثا، تُسمى “كتيبة شاهين”، هي المسؤولة عن تشغيل وإدارة وتنفيذ الهجمات الجوية بأقوى وأبرز مسيّرات المعارضة.
وبحسب ما جاء في البرنامج فإن مسيّرة “الشاهين” هي صاحبة الدور الأبرز في تقدم المعارضة السورية المسلحة، وسيطرتها على حلب وإدلب، والوصول إلى تخوم مدينة حماة.
و”الشاهين” هي طائرة مسيّرة محلية الصنع، طورتها المعارضة بقدرات وخبرات عناصرها، وأدخلتها الخدمة رسميا مع بداية عملية “ردع العدوان” في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ويوجد من “الشاهين” نوعان، المسيرة الأولى تُطلق آليا بواسطة محرك نفاث من فوق منصة أرضية خاصة، والنوع الثاني من المسيّرات يُطلق بواسطة الدفع اليدوي في الهواء.
وجميع مسيّرات الشاهين مذخرة، منها ما يحتوي على حشوة متفجرة، وتسمى بالمسيرة الانقضاضية أو الانتحارية، ونوع آخر يحمل قنابل وقذائف تُسقطها على الأهداف مباشرة.
وتمتلك “الشاهين” قدرة عالية في إصابة الأهداف، فهي مزودة بكاميرات ذات جودة عالية، ومروحيات وأجنحة. أما عن قدرتها التدميرية، فهي تنفجر بقوة شديدة في أهدافها المختلفة.
تطور حقيقي
ووردت تعليقات كثيرة على مواقع التواصل تحتفي بمسيّرات “الشاهين”، رصدت بعضها حلقة “شبكات”.
وبالنسبة لأحمد موفق، فإن مسيّرات الشاهين “غيّرت قواعد اللعبة، وقلبت الموازين، وأحدثت زلزالا في حلب لتمتد ارتداداته إلى كافة الجغرافيا السورية… فكل شارع وزقاق بات تحت بصر مسيّرات شاهين الثورة”.
وكتب المحيسني يقول: “تطور حقيقي مذهل في التصنيع العسكري نجح به أبطال الشام بإمكانيات متواضعة.. إنه فريق الشاهين… الشاهين عنوان الصمود والعزة”.
وقال فيصل عريبي: “المفروض يوفروها ويستخدموها بالدرجة الأولى في استهداف المطارات وشل حركة الطيران العسكري”.
ويرى إحسان أنه “إذا حصلت المعارضة على سلاح مضاد للطائرات يعزز موقفهم وتسيطرعلى الطائرات الحربية المضادة.. هنا تختلف المعادلة ويعززون موقفهم العسكري بتقدم أسرع”.
وعلق سلمان على الموضوع قائلا: “مسيّرات الشاهين، صنعها وطورها شباب جامعيون درسوا في جامعات الثورة السورية في الشمال على يد دكاترة شرفاء أوفياء”.
ويذكر أن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا اتهم أوكرانيا بتقديم دعم عسكري، خاصة بالطائرات المسيّرة، لمقاتلي المعارضة السورية في الهجوم الواسع الذي تشنه على قوات الجيش السوري وحلفائه في شمال غربي سوريا.