بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الخميس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التصعيد في لبنان، في حين توجه الأخير برسالة للبنانيين تؤكد أن “الحرب ليست حتمية”، في وقت حذر فيه أعضاء بمجلس الأمن من خطر نشوب الحرب.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن وماكرون ناقشا ضرورة خفض التصعيد في لبنان والالتزام بحل دبلوماسي يسمح بعودة السكان، كما بحثا وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي لباريس.
وذكرت أن بلينكن ناقش أيضا مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه الحاجة الملحة لتهدئة التوترات في لبنان وجميع أنحاء الشرق الأوسط، في حين اعتبر سيجورنيه أن “لبنان لن يتعافى من حرب شاملة”.
Libanaises, Libanais, mes chers amis.
Dans la confusion, dans le chagrin, l’espoir est une denrée rare. Dans cette confusion, dans ce chagrin, la France se tient à vos côtés. pic.twitter.com/r2uIbnzItU
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) September 19, 2024
كلمة للبنانيين
من جانبه، وجه الرئيس الفرنسي رسالة مباشرة إلى اللبنانيين عبر مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا لهم أن “المسار الدبلوماسي موجود” وأن “الحرب ليست حتمية”.
وقال ماكرون إن “لا أحد لديه مصلحة في التصعيد”، مع تفاقم المخاوف من اندلاع حرب شاملة بعد تفجيرات اتهم فيها حزب الله إسرائيل استهدفت أجهزة اتصال يستخدمها عناصره.
وأضاف: “لا شيء، لا مغامرة إقليمية، ولا مصلحة خاصة، ولا ولاء لأي قضية مهما كانت، يستحق إثارة صراع في لبنان”، مؤكدا أن فرنسا تقف إلى جانب اللبنانيين.
وأفاد بأن على الزعماء السياسيين اللبنانيين العمل لمنع حرب، قائلا: “تحتاجون في هذه اللحظة أكثر من أي وقت مضى إلى رئيس يتولى قيادة البلاد في مواجهة التهديدات”، في ظل شغور رئاسي يستمر منذ عامين نتيجة خلافات سياسية.
وأمس الخميس، اتصل ماكرون هاتفيا برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش اللبناني جوزيف عون، كما تحدّث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، داعيا جميع الأطراف لتجنب الحرب.
تحذيرات أممية
على صعيد متصل، حذر أعضاء بمجلس الأمن الدولي، من خطر نشوب حرب إقليمية في أعقاب التطورات في لبنان، وتدهور الأوضاع في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وصرح نائب المندوب الأميركي الدائم لدى الأمم المتحدة روبرت وود أنه “لا يجب أن نعتاد الآلام بالمنطقة”، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار في غزة الخيار الأمثل لضمان الاستقرار الإقليمي.
وطالب مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع بتحرك حاسم وسريع “وليس فقط خطابات”، لإنهاء التصعيد بالمنطقة.
في حين تساءل مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا عن عدم إعراب الغرب حتى الآن عن مخاوفهم بشأن محاولات محو الهوية الفلسطينية، مشيرا أيضا إلى أن الهجومين يومي الثلاثاء والأربعاء في لبنان انتهاك كبير لسيادة لبنان.